الشعب المسلح
أحمد الأكوع

أحمد الأكوع –
شعب اليمن من أكثر الشعوب تسليحا وكأن الله خلقه هكذا شعب يهوى السلام ويهوى اللعب بالنار حتى كأنه لم يكتف هذا الشعب بالسلاح الأبيض كالجنابي والسيف والسكاكين وكلما تطور السلاح في العالم كان الشعب اليمني من أوائل من يقتني هذا السلاح حتى وصل إلى المدفع والدبابة وكل أنواع الأسلحة التي أصبح الفرد الواحد هو من يمتلكها وليس الدولة فنلاحظ أن معظم القبائل تمتلك الأسلحة الثقيلة.
وقد قامت في اليمن عدة حروب أكلت الأخضر واليابس كما قتل عشرات الآلاف إما غدرا أو اغتيالا أو خطأ أو قتل عمد ومن أقدم العصور والشعب اليمني يعيش هذه الحروب والصراعات ولم يتوقف يوما اللهم في عهد الإمام الذي ضبط الأمور ونفذ شرع الله في القاتل.
وعلى مدى تاريخ اليمن نجد أن كل من يتولى الحكم في اليمن دائما يكون مصيره القتل ونادرا ما ينجو هذا المسئول أو ذاك من القتل ويموت موت الله وكأن قابيل الذي قتل أخاه هابيل يمني الجنسية أو أنه خلق في اليمن ولذلك أصبح القتل هو الأصل في اليمن والأمن والسلام هو الاستثناء والقبائل تقع في الأخطاء كما تقع غيرها اليوم من الهيئات والمنظمات والأحزاب والحكومات والأشخاص إلا أن أخطاء القبائل قليلة ولا تصل إلى أخطاء الأحزاب وهي لا تتعمد الأخطاء نتيجة لعدم تطبيق القوانين وتطبيق قانون شرع الله في الأرض وهذا السلاح لا بد من منعه والتقليل منه إذا أردنا حكومة مدنية يتمتع فيها الجميع بالعدالة والحرية الكاملة.. كذلك فإن القبيلة ليست موضوع نقاش أو يمكن حلها بقرار أو أوامر لأنها تعتبر كيانا اجتماعيا بذاته.
بيوتات اليمن وفضائلها
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم :”إني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن” ومعناه والله أعلم أن الله ينفس عن المسلمين بأهل اليمن يريد الأنصار ولذلك تقول العرب نفسني فلان في حاجتي إذا روح بعض ما كان يغمه من أمر حاجته وقال عبدالله بن عباس لبعض اليمانيين لكم من السماء نجمها ومن الكعبة ركنها ومن الشرف صميمها وقال عمر بن الخطاب: من أجود العرب¿ قالوا حاتم الطائي قال فمن فارسها¿ قالوا عمرو بن معد يكرب قال فمن شاعرها¿ قالوا أمرؤ القيس بن حجر قال فأي سيوفها أقطع قالوا الصمصامة قال كفى بهذا فخرا لليمن.
دعاء شريف العابد¿
لما تولى عبدالملك بن مروان بعث إلى اليمن محمد بن يوسف بن أبي عقيل الثقفي على صنعاء فأراد إحراق المجذمين فاحتفر لهم حفيرا وجمع الحطب حول الحفير فبلغني أن الجذم أتوا شريق فشكوا عليه وسألوه الدعاء لهم فقال لهم سأفعل ذلك إن شاء الله قال فأخذ محمد بن يوسف مرض من ليلته فمات إلى غير رحمة الله وشريق هو بن عبدالله بن مرشد بن يزدب العابد وكان مجاب الدعوة وله مسجد يسمى مسجد شريق.
شعر
فما وجدتك الحرب اذفرنا بها
عن الأمر وقافا لدى كل مشهد
ولكن بحسن الحرب أدنى صلاتها
إذا حركته هشها غير مبرد
