شائعة الزواج من “السوريات ” تستهوي قلوب الشباب

تحقيق زهور السعيدي


تحقيق / زهور السعيدي –
مجاهد وخالد شابان من منطقة ريفية بمحافظة عمران قدما إلى العاصمة صنعاء الأسبوع الماضي بعد أن تناهى إلى آذانهما خبر يفيد بان أي رجل بإمكانه أن يتزوج ” سورية” من اللاجئات إلى اليمن جراء الأحداث الأليمة والدامية التي تعصف بهذا البلد الشقيق وبمبلغ بسيط من المال لا يتجاوز الخمسين ألف ريال ..
هذان الشابان المتلهفان للارتباط الشرعي بمن جار عليهن الزمن من الأشقاء في سوريا حاولا الاستعانة بكل من يعرفانه في العاصمة في سبيل الوصول إلى هذا الهدف ..
وبعد يومين من البحث قادهما أحد المعارف إلى مقر المركز الثقافي السوري بمنطقة السبعين وهناك صدما بأن هذا الأمر ليس إلا شائعة وأكذوبة .. ليعودا إلى قريتهما النائية يجران ذيول الخيبة والإحباط بعد أن انفقا مبلغا لا بأس به من المال أثناء مطاردة هذا الوهم الجميل ..

غلاء المهور
لقد كانت الشائعة مغرية للشابين مجاهد وخالد فهما كما يقولان يعانيان الويلات في سبيل جمع المال من أجل الزواج في ظل الغلاء الفاحش للمهور في بلادنا لذلك فقد وقعا فريسة سهلة أمام مغريات الزواج بخمسين ألف ريال فقط لكن الحلم سرعان ما تبخر في الوقت الذي ما يزال يصر العديد من الأشخاص بأن مسألة الزواج من لاجئة سورية موجودة بالفعل ولكنها تتم بطريقة سرية وعبر جمعيات خيرية معينة تحاول ان تبرم صفقات هذا الزواج وسط كثير من الكتمان ..
” الأسرة ” حاولت الاقتراب من هذه القضية لكشف بعض تفاصيلها والوقوف أمام العلاقة التي تربط الانتشار السريع لمثل هذه الشائعات بحقبة غلاء المهور المبالغ فيه وكيف أصبح الشباب عاجزين عن الزواج في ظل هذه الظروف الاجتماعية العسيرة التي تمر بها البلاد..
مشوار البحث
محمد عامر -عامل في إحدى المحلات التجارية- يقول: تناقلت مؤخرا أخبار تقول بان هناك قصصا لزواج يمنيين من لاجئات سوريات بمبلغ خمسين ألف ريال ومؤخر صداق مليون ريال يمني وان الزواج يتم بأقل التكاليف وحتى أن بعضا من رجال القبائل اتجهوا إلى العاصمة ليظفروا بالزواج من سوريات لاجئات مادام الزواج ميسرا ولكن لم نر بأعيننا أي حالة زواج فقط نسمع فقط.
أما إسماعيل غلاب فقد روى قصته الطريفة قائلا: كغيري من الشباب أهم بالزواج والاستقرار ولكن غلاء المهور ومتطلبات العروس تقف حاجزا أمام تحقيق أحلامي وقد سمعت أخبارا عديدة في الشارع حول تواجد لاجئات سوريات للزواج وبمبلغ بسيط من المال لا يتجاوز الخمسين ألف ريال حينها أحسست بالسعادة ووظننت ان السعادة طرقت أخيرا بابي وأردت الاستقرار ووضعت خمسين ألف ريال في جيبي وتهندمت وأحسست بالغرور وخيل لي بأني حقا عريس وطلبت من أخواتي في المنزل أن يقمن بتجهيز البيت لأني سأرجع مع عروسي ورافقني في طريقي اثنين من أصدقائي وبدأت مشوار البحث من مكان إلى آخر ذهبت إلى المركز الثقافي السوري عند الرابعة عصرا فما وجدت سوى حارس البوابة والذي أخبرني انه لا يوجد أي لاجئات وان مركزهم ثقافي تعليمي وأحسست بأني أسلك طريقا وعرة لا نهاية لها ثم اتجهت إلى جمعية الإصلاح الاجتماعية وعندها أخبروني بأنه لا لاجئات عندهم ثم إلى جامعة الإيمان وهكذا ظللت ابحث من مكان إلى أخر ولكن دون جدوى وأيقنت أن أخبار الزواج عبارة عن شائعات وعدت إدراجي والكل يرقبني بنظرات بين الرحمة والسخرية والضحك .
لسن سبايا
* صابرين 22 سنة “سورية” التقيناها برفقة أختها الصغرى في شارع جمال وتطرقنا معها إلى موضوع الزواج من اللاجئات السوريات فقالت: لقد كانت حياتنا في سوريا محفوفة بالمخاطر والموت وهربنا من القصف وقد فقدنا أهلنا وذوينا في هذه الحرب ولجأنا إلى اليمن باحثين عن الأمان وهذه شائعات سخيفة حول اللاجئات السوريات فهن لسن سبايا ولسن للبيع وهذه الأخبار الكاذبة المتناقلة إنما هي إساءة للشعب السوري وللاجئات السوريات وأتمنى من الشعب اليمني ألا ينسى أننا لجأنا إلى اليمن بسبب الحرب والهروب من الأوضاع المأساوية للبلاد وأرجو من الجميع أن يراعو شعور جميع اللاجئين رجالا ونساء فهم في كارثة كبيرة ولا تنقصهم هذه الإشاعات وما كنا لنرحل لولا أن أجبرتنا ظروفنا على الرحيل .
أقاويل
* آمنة الأسلمي – مديرة قطاع الأسرة بجمعية الإصلاح الاجتماعية الخيرية – قالت: انتشرت شائعات لزواج يمنيين من لاجئات سوريات وهذه الأخبار لا أساس لها من الصحة ولا يوجد لاجئات سوريات للزواج في أي جمعية من الجمعيات الخيرية وأرجو من الجميع أن يساندوا إخوانهم بالدعاء وبما يستطيعون وأن لا يجعلوا الشارع اليمني مكانا لترويج الشائعات والأكاذيب وقد انتشرت بقوة هذه الشائعة وقوبلت بالترحيب والتصديق من البعض خاصة مع تواجد العديد من اللاجئات السوريات في بلدنا مما صور للناس أن هذه الشائعة حقيقة حيث أن الإنسان بطبعه يميل إلى كل ما فيه إثارة أو غرابة حتى لو

قد يعجبك ايضا