الكاريكاتير من الأدوات الفاعلة في تغيير المفاهيم الخاطئة والسلوك غير السوي

الثورة محمد غبسي

الثورة / محمد غبسي –

إذا تأملت خطوط الكاريكاتير في لوحة ما فإنك ستدرك بأن دموع رسام الكاريكاتير تسير من بين أصابعه إلى هدف نبيل وغاية سعيدة ينتظرها المجتمع فهو وحده من يجيد تحويل الدمع والألم إلى خطوط هزلية ساخرة تجبر القارئ على الضحك والتبسم بمشاعر لا يمكن إخفاؤها اللوحة التي تترك في لسانك قطعة من الشيكولاته وتضعك وجها لوجه أمام المستقبل بمجرد قراءتها فقط انه الكاريكاتير سيد الفنون وأكثرها تواضعا .

الفنان رشاد السامعي من أبرز فناني الكاريكاتير في اليمن بخطوطه التي لم تقف عند القضايا المحلية بل وتمتد بحرفية ونجاح إلى العربية والعالمية بلوحاته التي تزدحم بالأفكار الساخرة ويزدحم الواقع بإمضائه الذي أصبح معروفا في بيئة صحفية من الصعب النجاح فيها…
يحدثنا الفنان رشاد السامعي عن الكاريكاتير قائلا ” الكاريكاتير من الأدوات القوية والفاعلة في تغيير المفاهيم الخاطئة أو السلوك غير السوي للفرد أو المجتمع .. ويمتلك من المقومات ما جعله يتسيد بقية الفنون في إيصال رسالته ومدى التأثير الذي يحدثه .. فلوحة الكاريكاتير سريعة الانتشار سريعة الاستيعاب و يبقى في ذاكرة القارئ لمدة أطول وهو أيضا ملك الجميع ويصل للجميع المتعلم والأمي والصغير والكهل “
ويؤكد على أن النجاح يعتمد على نوعية الكاريكاتير وطريقة الفنان في
معالجة القضية التي يتناولها و يشتغل على حلها ويعتمد على مدى مصداقيته وجديته في نقد ظاهرة ما ومدى الجهد الذي بذله في اختيار مشهد الكاريكاتير سواء كان سياسيا أو اجتماعيا أو غيره ..
ومن أجل النجاح أيضا وفي سبيل وخدمة المجتمع بكل فئاته يقول مدركا لعواقب كثيرة قد تعترض رسام الكاريكاتير و تعود عليه بالفشل وتجبره على عض أصابع الندم : يفترض بالفنان أن يعي خطورة الكاريكاتير وأهميته في نفس الوقت أقول هذا لأني قد وقعت في ما أحذر منه هنا فكانت النتائج عكسية هذا في القضايا الاجتماعية فما بالك في القضايا الكبيرة الأكثر خطورة .
على سبيل المثال الرسم الذي يذكي روح الطائفية أو العنصرية أو القدح والتحريض و المواضيع الدينية الحساسة كل هذه القضايا وغيرها إذا لم تطرح بطريقة صحيحة ومدروسة تكون نتائجها كارثية ربما دون أن يشعر الرسام بما أحدثته فرشاته ” ولأن الكاريكاتير رسالة صامته تخاطب وجدان القارئ ومشاعره و يعتبر لسان الضعيف الذي يعول عليه في مواجهة الشر ومقارعة الظلم فإن رسم الكاريكاتير لم يعد مجرد هواية فالرسام يعرض نفسه للخطر نصرة للحق وهذه تضحية جسيمة ونعلم أن هناك كثيرا من الرسامين تمت تصفيتهم وهناك من تم اعتقالهم وآخرون فقدوا أعمالهم أو تعرضوا للأذى بسبب أفكارهم المشحونة بهم وآلام المواطنين البسطاء فالكاريكاتير أحيانا يكون مدويا ومفزعا للطغاة والفاسدين وهذا ما يجعل رسام الكاريكاتير عرضة للخطر خاصة في مجتمعات العالم الثالث الذي ما زالت تحكمه العصبيات والثارات وصراع النفوذ والمال والسلطة وما زال يزحف ببطء نحو ديمقراطية حقيقية تسمح للجميع أن يعبروا عن أرائهم دون خوف ودون أن يتعرضوا للمسائلة أو للأذى ويعرف السامعي رسام الكاريكاتير بأنه ” هو في الأول والأخير فنان والفنان اليمني تحديدا يحتاج إلى دعم ورعاية وتقدير بما يمكنه من التفرغ لهذا الفن بحيث لا ينشغل بعمل آخر أو يضطر للبحث عن مصادر عمل يحسن بها الدخل تلبية لإحتياجاته الفنية والشخصية والعائلية خاصة الرسامين الذين يعملون لصحف يومية تستنزف الكثير من أفكارهم وجهدهم مقابل مبلغ زهيد جدا “.
ولم يخف السامعي حاجة الرسام الى الإلمام بالعمل الصحفي خصوصا وأن الكاركاتير مادة صحفية مهمة إضافة إلى كونه عملا فنيا يجبره على الإحتكاك الدائم بالفنانين من ذات التخصص لتبادل الخبرات من خلال إقامة المعارض الجماعية والفردية داخلية وخارجية وكذا حاجته لاستخدام التكنولوجيا والانترنت وتقنيات الرسم وبرامجه التي تتطور كل يوم ويتساءل : متى تجري مسابقات داخلية محترمة تخلق لدى رسامي الكاريكاتير روح المنافسة والتحدي فينتج كل منهم أفضل ما لديه ¿
ويضيف إلى قائمة حاجات رسام الكاريكاتير نقطة مهمة يعتبرها ماسة وهي العمل في صحافة نظيفة تقدس رأيه ولا تفرض عليه إملاءات و تقايضه بالمقابل لأن هناك بعض الصحف تتلاعب بالفكرة دون إذن الفنان فتضيف ما تشاء و تشطب وتعدل حسب هواها .
ولإيضاح وتلخيص حاجة رسام الكاريكاتير يقارن مجبرا بين الفنان اليمني وشقيقه في دول الخليج قائلا بأن بعض الرسامين في السعودية يتقاضى ثلاثين ألف ريال سعودي مقابل ثلاثين لوحة فيما الكاريكاتيري اليمني في أحسن الظروف يحتاج إلى ثلاث سنوات كاملة ليحصل على نفس المبلغ الذي يحصل عليه زميل مهنته السعودي خلال شهر واحد فقط !
علما بأن الأفضلية الفنية والمهنية للفنان اليمني من نواح كثيرة أبرزها الخطوط والأفكار والقضايا التي يتبناها في لو

قد يعجبك ايضا