كتاب العطايا السنية والمواهب الهنية في المناقب اليمنية

محمد محمد العرشي

 - مقدمة:
تمتلك اليمن ثروة علمية لا يستهان بها في كافة فروع المعرفة وقد زخرت جميع المكتبات الوطنية أو مكتبات الأوقاف أو مكتبات الأسر العلمية في اليمن بآلاف المخطوطات النادرة في كافة مجالات المعرفة بل أن الكثير من المكتبات في العالم العربي والعالم الإسلامي والكثير من المكتبات المنتشرة في العالم توجد فيها المئات من المخطوطات العربية وغالبها من اليمن فإذا كان عدد المكتبات التي فيها المخطوطات العربية هي 454 مكتبة منها في أمريكا وأوروبا 152 مكتبة و122 مكتبة في تركيا وفي الدول العربية 106 وفي الدول الإسلامية 74 مكتبة بذا يتضح لقراء مجلة الوعي الإسلامي حجم المخطوطات العربية التي غربت إلى جميع
محمد محمد العرشي –
مقدمة: تمتلك اليمن ثروة علمية لا يستهان بها في كافة فروع المعرفة وقد زخرت جميع المكتبات الوطنية أو مكتبات الأوقاف أو مكتبات الأسر العلمية في اليمن بآلاف المخطوطات النادرة في كافة مجالات المعرفة بل أن الكثير من المكتبات في العالم العربي والعالم الإسلامي والكثير من المكتبات المنتشرة في العالم توجد فيها المئات من المخطوطات العربية وغالبها من اليمن فإذا كان عدد المكتبات التي فيها المخطوطات العربية هي 454 مكتبة منها في أمريكا وأوروبا 152 مكتبة و122 مكتبة في تركيا وفي الدول العربية 106 وفي الدول الإسلامية 74 مكتبة بذا يتضح لقراء مجلة الوعي الإسلامي حجم المخطوطات العربية التي غربت إلى جميع أنحاء العالم وأن معظم هذه المخطوطات وأندرها هي من اليمن أو لها صلة بتراث اليمن العلمي. أخي القارئ الكريم … وإذا رجعنا إلى تاريخ اليمن العلمي سنجد أن عهد الدولة الرسولية التي حكمت اليمن 626-858هـ / 1228- 1454م هي الفترة التي ازدهرت فيها الحركة العلمية ونمت فيها المعارف في كل المجالات لدى الدولة الرسولية للنهضة العلمية متمثلة في سلاطينها سواء بالتشجيع أو بالمساهمة العلمية في القيام بالتأليف على سبيل المثال فقد ألف الملك المظفر يوسف بن عمر المتوفي عام 697هـ في علم الفروسية كتاب:(درج السياسة في علم الفراسة) وكتاب (ما يدل على الخيل من ملاحة وقباحة) وله غيرها من المؤلفات في مجال الفلك والأدب والصناعات. وللملك الأشرف ممهد الدين عمر بن الملك يوسف كتاب (الاسطرلاب) والاسطرلاب آلة تستخدم في الملاحة العربية لتقيس ارتفاع الأجرام السماوية وكتاب في مجال الطب اسمه: (الجامع في الطب) وكتاب (تحفة الاحباب في التواريخ والأنساب) وغيرها من الكتب في مجالات متعددة في الزراعة والبيطرة والأدوية. كما ألف الملك المجاهد علي بن داود المتوفى سنة 764هـ كتاب: (الأقوال الكافية والفصول الشافية) في علم البيطرة وهو مكون من ستة فصول الفصل الأول فضائل الخيل ومحمودها في الكتاب العزيز والحديث والحث على إكرامها وأول من ركبها. والفصل الثاني في صفات الخيل وأسمائها ومحمودها ومذمومها.. إلخ. والفصل الثالث في ذكر حملها ونتاجها..إلخ والفصل الرابع في ذكر أمراضها وأسبابها ومداواتها. الفصل الخامس في ذكر أسماء الخيل المشهورة في الجاهلية والإسلام. وله كتاب في الزراعة سماه: (الإرشاد في علم الزراعة) وغير ذلك من المؤلفات. وله كتاب (العطايا السنية والمواهب الهنية في المناقب اليمنية) وهو الكتاب الذي نحن بصدد تعريفه في هذا المقال. شهدت صنعاء حركة ثقافية كبيرة في عام 2004م عندما كانت عاصمة للثقافة العربية وتم حينها طباعة العشرات من الكتب كان من بينها كتاب (العطايا السنية والمواهب الهنية في المناقب اليمنية) والذي قام بدراسته وتحقيقه الباحث المجتهد المحب لتراث وطنه وأمته الأستاذ عبد الواحد عبد الله أحمد الخامري وهو رسالة ماجستير قدمت لجامعة صنعاء كلية الآداب قسم التاريخ ولقد بذل الباحث جهدا كبيرا في دراسة وتحقيق الكتاب. والكتاب هو تراجم لمجموعة من العلماء بلغ عددهم تسعمائة واثنين وسبعين علما أولهم الخليفة الأول أبو بكر الصديق وقد تعرض لنسبه وكنيته ومولده وإسلامه وخلافته. وآخرهم أبو المنصور يوسف الملقب بالمظفر بن المنصور أحد ملوك الدولة الرسولية وقد تعرض لميلاده وسيرته وتربيته وملكه ومن عارضه وصفاته وأخلاقه ومآثره وأشار إلى انه بنى جامع في … وأنه خطب له في… وأنه ساهم في إعادة بناء الحرم الشريف عند تعرضه للحريق في مدة ولايته وأنه خطب له على منبر الحرم النبوي عشر سنوات وقد خطب لله خارج اليمن في الحبشة ودهلك وأشار إلى وفاته في الثاني عشر من شهر رمضان سنة أربع وتسعين وستمائة 694هـ. وقد أشار الملك الأفضل رحمه الله أن ابتداء تأليف هذا الكتاب في مستهل ربيع الأول سنة سبعين وسبعمائة وأشار إلى أنه كان الفراغ من نسخ هذا الكتاب يوم العشرين من سنة سبعين وسبعمائة في السنة المذكورة. جهود المحقق في تحقيق هذا الكتاب وإخراجه إلى حيز الوجود. أولا: وضع له مقدمة أشار فيها إل

قد يعجبك ايضا