ولو بعد حين

بلقيس احمد الكبسي

 -  نهضت من غيبوبتها  بعد رقود طويل  صدمة قاتلة أردتها إلى سحيق الألم والمرض  مضت بضعة أيام حتى استيقظت من سباتها الأليم  أعدت خطة محكمة  بعد أن عرفت مكان وجوده   قررت أن تذهب  إلى حيث ستتمكن الانفراد به.   
   وما إن انفلق ضوء الصبا
بلقيس احمد الكبسي –
نهضت من غيبوبتها بعد رقود طويل صدمة قاتلة أردتها إلى سحيق الألم والمرض مضت بضعة أيام حتى استيقظت من سباتها الأليم أعدت خطة محكمة بعد أن عرفت مكان وجوده قررت أن تذهب إلى حيث ستتمكن الانفراد به.
وما إن انفلق ضوء الصباح حتى اجتاحها الحنين تثاقلت خطواتها وهي تلملم بقايا حزن لم تخمد نيرانه بعد .. اتجهت نحو خزانتها أخرجته من مخبئه .. تأملته مليا .. ثم أخفته تحت الثياب بعد أن طوته بلفة محكمة توجهت نحو الباب وعندما فتحته وجدت زوجها قبالتها أسرع نحوها أمسك بيدها وحاول إرجاعها إلى سريرها لكنها أصرت على مغادرته مؤكدة له أنها على ما يرام ولا داع لقلقه الذي لا مبرر له.
عضت على ألمها ولم تبد وجعها الذي يتسكع في أروقت قلبها خطت بضع خطوات أسرع خلفها التفتت نحوه أهدته ابتسامة غائمة لم يستطع تفسيرها حدق في بحر عينيها للحظات قطعت سيل أفكاره هامسة بتأن :
– لا تنظر إلي هكذا أنا بخير لا تقلق علي سأذهب لآخذ حماما ساخنا أريح به عناد أعصابي المتمردة لكنني أشعر بلهيب جوع يستعر في معدتي لي رغبة بالتهام جبل من الطعام هل ستذهب إلى ذلك المطعم وتحضر لي وجبتي المفضلة ..¿ غمغم متلعثما :
– لكنه بعيد ولا استطيع تركك لوحدك.. قاطعته :
– لا عليك.. لا تقلق أنا بخير فلتذهب و لتحضر لي الوجبة التي طلبتها منك.
هز رأسه مرتبكا :
حسنا.. سأذهب ربع ساعة وسأكون هنا أرجوك عودي إلى فراشك سأسابق الريح لأحضرها من ثم أعود.
أطلق لساقيه العنان وهي تنظر إليه بتمعن تابعت خطواته حتى اختفى رجعت إلى الغرفة نظرت من نافذتها وتأكدت أنه ابتعد.
ارتدت ثيابها وتأنقت ما استطاعت .. أخرجته من مخبئه و حشرته تحت ثيابها حملت جسدها المترنح وانطلقت لتطفئ بعضا من نيرانها المتأججة تأكدت من وجوده احتالت على معاونه الذي يقف حارسا عند باب غرفته همست له بنبرة ناعمة :
أنا مندوبة إحدى شركات الأدوية وأريد عرض بعضا منها عليكم فرصة لا يجوز تضيعها لدينا مميزات مغرية. رد عليها ماكرا :
واضح .. فلن تكون أقل إغراء من صاحبتها.. لحظة أطلب لك الإذن بالدخول.
حصلت على إذن دخلت إليه بلهفة وقفت برهة عند الباب تتأمله سلطت نظراتها عليه وكادت أن تلتهمه.. لكنها تريثت.. أدخلت جسدها ثم أغلقت الباب خلفها مدت يدها وصافحته أطرته بكلمات مدح متناثرة راجية أن يكون لقائهما على انفراد لأن حديثها معه لا بد له من سرية فهو ذو شجون رمت بطعمها فاستساغه .
أمر كل من كان في الغرفة بإخلائها أغلق الباب خلفهم بلهفة أرخت جسدها على المقعد وتنهدت من أعماقها ثم تبسمت .. انتصبت واقفة تابعت خطواتها نحوه بثقة اقتربت منه ألصقت كتفها بكتفه أدهشته جرأتها .. أغرقه رونقها حتى اضمحل في قاع بحرها اقترب منها فألصقت جسدها بجسده طوقته بذراعيها تسللت يدها بخفة إلى جسدها أخرجته ببطء وصوبت فوهته بحذر نحو صدره وكبست على زناده بقوة .
أفرغت شريطا كاملا من الطلقات في صدره خلال لحظة واهنة مزقت جسده وثقبته عشرات الثقوب ارتمى أرضا بعد أن لطخ دمه الجدار هرعوا إلى مصدر الصوت بهلع وخزف فوجدوا الطبيب صريعا يسبح في دمه في حين دوت ضحكاتها أصداء الغرفة. ممزوجة بنشيج باك مرددة بمرارة :
قصاص عادل .. ولو بعد حين …!!
mailto:Balkbsy@yahoo.com

قد يعجبك ايضا