مغادرة الماضي في اتجاه المستقبل
كتب : المحرر السياسي

كتب : المحرر السياسي –
حملت كلمة الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية أمام الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الحوار الوطني دلالات عديدة تؤكد في كليتها على الآمال والتطلعات التي يعلقها أبناء الشعب اليمني والأسرة الأممية على أعضاء مؤتمر الحوار للوصول إلى شواطئ الأمان والاستقرار والتنميةفضلا عن تأكيدات الأخ رئيس الجمهورية على جميع الأطراف ضرورة مغادرة الماضي بكل سلبياته ومراراته وصياغة مستقبل يضمن لليمن وحدته وتماسكه وتطوره. خاصة وأن اليمن يقف اليوم على عتبات مرحلة جديدة تتسم بالجدية والمسئولية في مناقشة ومعالجة مختلف القضايا والتحديات التي عصفت بالوطن خلال العقود الماضية .
حيث سيقف مؤتمر الحوار الوطني –خلال مدة انعقاده – أمام مجمل تلك القضايا فحصا ودرسا وتحليلا في تشخيص الأزمة وبحثا عن حلول ناجعة لتلك القضايا الاستراتيجية بروح وطنية عالية يحرص فيها الجميع على تمثل المنطلقات والمرتكزات التي حددها الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية في تأكيده على المحاور المطروحة أمام مؤتمر الحوار وبخاصة تلك المرتبطة بشكل النظام السياسي الذي يطمح إليه الجميع بأن يكون متحررا من سلطة الفرد ومنفلتا عن سياقات المركزية المغرقة ومستلهما لروح العصر ومتغيراته فضلا عن تلك القضايا الحيوية كالقضية الجنوبية ومسألة صعده وتحديات التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة إلى ما هنالك من موضوعات تتطلب توحيد الجهود والطاقات في إطار مفاعيل الحوار الوطني لاستكمال إنجاز التسوية السياسية بصورة تكفل قيم الدولة المدنية الحديثة.
أما وقد دشن مؤتمر الحوار انطلاقة فعالياته على أمل بأن المستقبل سيكون واعدا بالخير والنماء والاستقرار على أرض السعيدة فإن ذلك لا يقلل من حجم وطبيعة الصعوبات والتحديات المنتصبة أمام المتحاورين وهم يخوضون في تلك السجالات المعمقة و المسؤولة في نفس الوقت سواء في إطار تلبية متطلبات المواطن في الداخل أو في إرسال ما يطمئن الخارج .. وبأن اليمن قادم على مرحلة جديدة تقوم على أسس الحكم الرشيد و قيم العدل والحرية والمساواة وصياغة عقد اجتماعي جديد يفضي إلى معطيات واقع مختلف يأخذ بعين الاعتبار خصوصية تلك القضايا الوطنية ويعيد الثقة إلى الناس
بإمكانية تجاوز موروثات الماضي السلبي وتداعياته الخطيرة على أمن وسلامة و استقرار و تماسك ووحدة المجتمع الذي هو – بالنتيجة – جزء أساس ومؤثر على منظومة الأمن في المنطقة.
أن جلال وعظمة هذه المناسبة التي تلتف حولها القلوب وتشخص إليها الأبصار سوف تظل علامة فارقة في تاريخ اليمن المعاصر بالنظر إلى أنها تمثل استخلاصا لتجارب الماضي بكل مراراته وسلبياته في محاولة جادة للفكاك
من آثارها ومترتباتها وعنوانا بارزا في جدية الانطلاق نحو المستقبل بكل الثقة والاقتدار ولذلك فلا غرابة أن يعول اليمنيون كثيرا على هذه النخب السياسية التي شاءت لها العناية أن تحمل على عاتقها وبين جوانحها هذه المسئولية
الوطنية والتاريخية بامتياز من أجل إنجاز مهام النهوض والبناء والأهم – قبل ذلك – التفاعل الجاد لتجنيب الوطن مخاطر الانزلاق إلى مجاهل الشتات والضياع.
المطلوب من هذه النخب أن تكون عند مستوى ثقة المواطن على امتداد الساحة في ترجمة طموحاته التي دفع ثمنا باهظا خلال تصديه لنظام الاستبداد والقهر والاستلاب والظلم والجبروت منذ تفجير ثورتي سبتمبر
وأكتوبر مطلع ستينيات القرن الماضي وصولا إلى تضحيات الشباب في معركة التغيير السلمي التي تكللت بالنجاح مؤخرا وحظيت بدعم وتأييد إقليمي ودولي من خلال رعاية التسوية السياسية وتمويل مشروعات الإنقاذ الاقتصادي خاصة بعد أن قدم اليمنيون درسا غير مسبوق في نقل السلطة سلميا ودون الوقوع في مخاطر الاحتراب كما هو المشهد في أكثر من حالة داخل أقطار ثورات الربيع العربي .
وكما هي التحية مستحقه لشباب التغيير على الساحة الوطنية كذلك هي التحية واجبة للأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي وللأسرة الدولية كذلك على جهودهم جميعا في دعم هذا الانتقال السلمي للسلطة ورعاية الفترة الانتقالية التي يقود دفتها باقتدار وحنكة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي وإلى جانبهö القوى الوطنية والاصطفاف الشعبي في قيادة هذه التحولات الوطنية بامتياز وعلى النحو الذي يحقق تطلعات أبناء الوطن في التغيير الإيجابي المنشود وفي الانتصار للقيم الحضارية التي كانت – ولا تزال – رغبة عارمة لأبناء الشعب خاصة وهم يتلمسون – ومنذ الآن – ثمار نضالاتهم والتي تجلت أبرز ملامحها في انطلاقة الحوار الوطني وسيلة وهدفا وغاية من أجل صياغة المستقبل المنشود.
