في الطريق إلى حوار ناجح

عبدالملك المروني

 -  وسط تفاؤل شعبي واسع ومباركة ورعاية دولية غير مسبوقة افتتحص في صنعاء مؤتمر الحوار الوطني الذي يمتلك أحد أبرز فصول المبادرة الخليجية المدعومة من الأصدقاء في دول الغرب والولايات المتحدة وغيرها .. وهي مناسبة وحدث غير يسير بالتأكيد تجيز لنا استباقها بطرح اليسير من الأسئلة والعديد من النقاط أولا في إمكان
عبدالملك المروني –
وسط تفاؤل شعبي واسع ومباركة ورعاية دولية غير مسبوقة افتتحص في صنعاء مؤتمر الحوار الوطني الذي يمتلك أحد أبرز فصول المبادرة الخليجية المدعومة من الأصدقاء في دول الغرب والولايات المتحدة وغيرها .. وهي مناسبة وحدث غير يسير بالتأكيد تجيز لنا استباقها بطرح اليسير من الأسئلة والعديد من النقاط أولا في إمكانية الاستفادة منها والتوقف أمامها لبعض الوقت.
إننا مع كل القوى والأطراف التي ترى في انعقاد هذا المؤتمر وجلوس أطرافها على مائدة حوار كبيرة أملا كبيرا في خلاص اليمن من أوجاعها والعودة بالحياة العامة إلى مواطن السكينة والاستقرار .. ولكن بدون وضع مداميك صدق وأعمدة استقامة سياسية ووطنية هل بوسع هذا المؤتمر أن يصنع الحلم ويحقق الغاية وهل بوسعه كفعالية كبرى تجاوز تلك القاعدة العربية المحيطة التي تظهر فعالياتنا الساخنة بمظهر بارد عنوانه كثير من الخيال قليل من الحقيقة.
إننا لا نتحدث عن محصلة نهائية ولا عن نسبة مئوية للنجاح أو الفشل لاسمح الله ولكننا نتحدث عن ثابت وطني وسياسي مالم يقر بأهميته جميع المتحاورين فلن يكتب للوطن استقلال ولا للمواطن حياة مطمئنة .. نقول ذلك أمام شركاء الحوار وأمام رعاية من الأشقاء والأصدقاء وكل من يود باليمن وأهله خيرا إن مؤتمر الحوار الذي سيبسط قضايا عامة ويتوقف أمام عناوين كبيرة للغد اليمني لا ولن يقدم حلولا لمشكلة الرغيف ولالتأمين السلامة في الطرقات العامة ولن يقدم حلولا لمشاكل قطع الطرق ولا الكهرباء ولا مشاكل القتل العمد والعشوائي التي تؤرق المواطن وتنهش جسد الوطن لن يستطيع هذا المؤتمر بكل أهميته أن يقدم روشتات طبية لمرضى السلب والنهب والسلوك العشوائي واللامسؤول وسيقدم مادون ذلك أما مسؤولية ضبط الحياة العامة والقضاء على هكذا سلوكيات فإنها مهمة مناطة بصاحبها ذلك هو الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية ومرتكز الثابت السياسي الذي ينبغي التوقف أمامه باحترام وقداسة دستورية ووطنية لا تقبل التجاوز.
وأبسط أدوات الإقرار بهذه الحقيقة توجب على فرقاء العمل السياسي والعسكري وصناع وضحايا الحروب أن ينتهزوا الصلاحيات الممنوحة لهم من أحزابهم ويرفعوا برقية جماعية إلى رئيس الجمهورية وقبل الشروع في بحث أو طرح أي من أوراق العمل يؤكدون فيها على أحقية رئيس الدولة المنتخب في استعمال حقه الدستوري في اتخاذ كافة القرارات التي يراها كفيلة بحماية السلم الاجتماعي وحماية القانون والأكيد بأن هذا التخويل الشعبي والرسمي قضية يلتزمون بها أمام العالم والمناقشة في ظل بيئة آمنة ومناخ مناسب فهل في هذا مشكلة أو خروج عن ولي الأمر الحزبي والسياسي .. الذي يبدو في كثير من الأحيان خطا أحمر لايمكن تجاوزه.
إن التاريخ السياسي اليمني الحديث يذكرنا بوثيقة مصالحة سياسية مثلت أمل الأمة لحظتها تلك هي وثيقة العهد والاتفاق التي ابرمت برعاية أردنية ومع ذلك فإن الكوارث جميعها أعقبت التوقيع عليها وحلت الحرب واللعنة .. وكل الأمور التي نعرفها .. فهل نعي الدرس ونستحضر القريب من الزمن لنكتب على حاشيته بعض العبر والمواعظ.
إن المرضى فقط وقطاع الطرق من تستهويهم التأويلات الأحادية للأشياء وهم وحدهم من سينظر إلى رأي كهذا من الزوايا الفارغة والشقوق المعتمة ومن خلف هؤلاء سيقف البعض ساخطا وما ذلك قد ذهبت إليه في الطريق إلى محطة الذاكرة الشعبية التي تقول بأن المخرب غلب ألف عمار وأن الجنة وهي نعيم الله لا يهبط أصحابها إليها بالبراشوت بل عبر صراط مستقيم.

قد يعجبك ايضا