ينفخون في الفراغ

عبدالناصر الهلالي


 - حين خرجتم تهتفون ضد الظلم كان الهدف واضحا رغم القتل واليتم والعويل والدماء والدموع .. كان الهدف واضحا وقوة تحمل ذلك كله فاقت توقعات السلطة
عبدالناصر الهلالي –

حين خرجتم تهتفون ضد الظلم كان الهدف واضحا رغم القتل واليتم والعويل والدماء والدموع .. كان الهدف واضحا وقوة تحمل ذلك كله فاقت توقعات السلطة والشعب..فاقت توقعات الداخل والخارج..لم يكن هناك قنوط أو تفكير في لحظة حزن بالتراجع..إنجاز الثورة لا سواه كان يطوف بالساحات التي أحيتها جماجمكم وأفئدتكم. كل شيء كان يبدو مختلفا..الناس والأسواق والمدن الريف والربيع..كل شيء كان ينظر إلى النهاية السارة التي خطت بدايتها الدماء والسلمية..المسافة الفاصلة بين البداية والنهاية راودها الكهول وأيقنتم في لحظة الغزل الطافح بالبؤس أن كل شيء قد أنجز..أيقنتم أن الرأس سقط ولا رجعة إلى الخلف حتى وإن (بنشرت) العجلة.
العجلة تكاد تتوقف..والرؤوس لازالت كثر والأطراف مبعثرة كما لو أنها أخطبوط يعيق الذاهبين إلى النهاية ويترك الراجعين إلى البداية في أماكنهم..الرجوع إلى الزخم الثوري لم يعد يثير الصادقين ولا يربك الساقطين في حفر الزيف.
نبدو في هذه اللحظة كمهرجين في حفلة سيرك..الفرق أن المشاهدين يغرقون في الضحك وعندما ننهي مهمة الإمتاع نغرق في البكاء نحن ويذهبون هم في مهمة عاجلة لجلد ما تبقى من أثر في الأجساد المنهكة بعد ليل طال وقع سواده.
لم يكن يصدقنا أحد عندما كنا نصرخ خلف القضبان المفتوحة ..الجميع كانوا يوصونا بالصبر ويوصونا بالمرحمة..وهم يغزون مشاعرنا كلما تذكروا أن في الجسد عرق ينبض بالثورة.
اليوم بعد أن تأهب الكهول لحفل يطفح بالأمية والمرافقين والنفوذ والمحرضين.. وجدتم أنفسكم خارج الحفل المعد لإنتاج فيلم لا يخلو من السخرية ولا يذهب إلى أبعد مما تنظرون.
ماذا أنتم فاعلون¿ سؤال يتردد في الفراغ والإجابة عليه خارج الدائرة التي سجنت فيها مشاعركم ولم تطلق حتى اللحظة

قد يعجبك ايضا