نريدها دولة
عبد الرحمن بجاش
عبد الرحمن بجاش –
فقط لو سألنا أنفسنا لماذا سكب اليمنيون دماءهم في كل سهل وواد وعلى قمم الجبال¿ أليس من أجل حلم راود الأوائل وإلا فقد كنا على الإمام أحمد وعلى الأقل فقد كان بإمكان آبائنا أن (يشارعوه) أمام القضاء بحق شرع الله ويستحكمون عليه واستعمار على الأقل في عهده كانت أحياء عدن تعج بالمكتبات وقانون يخضع له الجميع .
لقد حارب أهلنا من أقصاها إلى أقصاها من اجل حياة أفضل كان حلمهم ما رأوه في عدن و بلاد المهجر وما نقلته لهم الجرائد المهربة وما حكته لهم أوائل البعثات عن عالم آخر خارج الأسوار التي أغلقت قلوبهم لكنها لم تقتل حقوقهم وأولها حياة أفضل وأسالوا روح شاهر عبد الرحمن الذي صرف كل ما في جيبه من كينيا إلى صنعاء وترك أولاده ينهشهم الجوع من أجل الحلم وفي النهاية عجز عن أن يذهب بوثائق الأحرار ليصورها في اقرب استوديو ببساطه لأنه لم يعد حينها يمتلك شيئا! ماذا سيقول العم ناشر الآن لو بعث بإرادة أرحم الراحمين¿ سيجد حلما سرقه من يزايدون باسم أهداف الثورةوأتحدى أيا منهم أن يسمعك غيبا هدفا واحدا فقد أصبحوا متخمين إلى درجة أن كروشهم صارت تعجزهم عن الحركة! وللأسف لا يزالون يتسيدون المشهد ويا رب سترك!.
الآن في لحظة فارقة – على الرغم من أن لحظاتنا كلها فارقه طوال الخمسين عاما التي طحنت فيها أرواحنا أموال سكبت مثل نهر دماء الشهداء في جيوبهم – الآن نريدها دولة لا تخضع لمركز ولا لشخص فيها الرؤوس متساوية, وكل مكونات هذا البلد تخضع للقانون فالقبيلة كجزء من منظومة وطنيه خاضعة لمتطلبات الحق والواجب والمناطق متساوية في ظل المنظومة والشيخ مواطن في ظلها ولا فضل لمواطن على آخر إلا بالمقدرة والكفاءة والإيثار, فإذا كانت اللامركزية ستوصلنا إلى الدولة أهلا بها وإذا كانت الفيدرالية فمرحبا وعلى العين والرأس حتى ( أم الصبيان ) إذا قدرت على أن تتمثل طموحنا باستعادة الحلم فشكرا لها أما أن يظل الوضع على ما هو عليه فقط لإرضاء هذا أو ذاك هذه الجهة أو تلك فلسنا ( اعوال ) يذبحنا هذا ويأكلنا ذاك!, الدولة التي ستكفي ابن عديلي من الاتيان من عدن إلى صنعاء من اجل إضافة 20 ألف ريال إلى مرتبه هي التي نريدها تحت أي صيغة كانت تحفظ للمواطن كرامة أن يكون كذلك والدولة لا تأتي إلا عير رؤية والرؤية تتحول إلى مشروع والمشروع ينضوي تحت لوائه كل الناس لا يرتفع رأس أحدهم على الآخرين إلا بإبداعه وليس بكثرة مرافقيه أو ماله أو جاهه فقد حان الوقت لاستعادة الحلم وتفعيل الأهداف ولن نتحفظ على من سيشكلون – باعتبارنا مواطنين -على أي اسم داخل القاعة ما يهمنا هو الوصول إلى ما خرج الشباب إلى ساحات التغيير من أجله وليس سواهم.