نريد‮ ‬يمنـا‮ ‬من زجاج‮ ‬

‬عبدالاله تقي‮‬

‬عبدالاله تقي‮‬ –
> خرج الشباب اليمني‮ ‬عاري‮ ‬الصدر‮ ‬خاوي‮ ‬البطن بعد أن مل‮ ‬من طول الكلام‮ ‬لا‮ ‬يلوي‮ ‬على شيء عدا طلب‮ ‬صغير‮ ‬يمكن أن‮ ‬يحقق له مقومات لفرص الحياة وبأدنى مستويات الكرامة‮ ‬يريد بيتا‮ ‬من مجرد زجاج‮.. ‬ولم‮ ‬يعد‮ ‬يرده حجرا‮ ‬عاتما‮ ‬أو رخام‮… ‬فقد كرهوا أن‮ ‬يروا النور في‮ ‬حجرة رب البيت ولباقي‮ ‬الأبناء الظلام‮.. ‬رب‮..‬أكرم الأصفياء‮ ‬كرزا‮ ‬أثخن السكان إمعانا‮ ‬بكل أنواع الصيام‮. ‬فبعد طول خوف‮ ‬صار بيت الزجاج حلمنا‮.. ‬لم نعد نخشى الآخرين بطوبهم ما داموا‮ ‬يروننا من بعيد نملأ البيت قوة‮ ‬ووئاما‮..‬مادامت جدرانه المصقلة تعكس نور شمس حماستنا لتعمي‮ ‬حدقات اللئام‮.. ‬مادامت شفرات أسواره الحادة تقطع أيدي‮ ‬التسلل تحت أستار الظلام‮.. ‬بيتا‮ ‬عنوانه الأبرز نور‮..‬وضوح‮..‬وشفافية‮..‬ونظام‮.‬
يريد شعبنا‮ ‬يا فخامة الرئيس‮ ‬بيتا‮ ‬شفافا‮ ‬من زجاج لا تختبئ في‮ ‬سراديبه عفافيش سوداء‮.. ‬تتربص بأهله المرضى لمص مزيد من دماء‮.. ‬بيتا‮ ‬شفافا‮ ‬للعيان رأسا‮ ‬وظهرا‮ ‬وأطرافا‮ ‬وأحشاء‮.. ‬ليس فيه ما نخشى على أنفسنا من وشاية‮ «‬لأمنستي‮» ‬عن حقوق إنسان‮ ‬أو تهمة من ممارسات فساد‮ ‬أو ضغط من بنك دولي‮.. ‬وهو ما نحتاج إليه‮ ‬فلا‮ ‬يخفي‮ ‬بيتنا صفقات سفه الإنفاق ويظهر جميع صناع الأنفاق‮..‬
نريد بيتا‮ ‬يستطيع جميع‮ ‬ساكنيه استخدام‮ ‬مرافقه سواسية‮ ‬دون تمييز‮ ‬ممراته مستقيمة مليئ بالإرشادات الواضحة‮ ‬لا تنطوي‮ ‬على مطبات تعيق سير أبنائه‮ ‬ولا تموء قاعتها بالألغام والأشواك التي‮ ‬تدمي‮ ‬المارة‮ ‬بل سبيل تقود‮ ‬الى أبواب وسيعة جميعها مشرعة‮ ‬على أثاثات‮ ‬من العدالة والكرامة الإنسانية‮. ‬بيتا‮ ‬لا‮ ‬يشكو فيه ساكن من ظلم‮ ‬قاهر أو فاقة‮ ‬مذلة‮ ‬أو جوع‮ ‬كافر بينما مخزن الخير تحت أرجلهم عامر‮..‬كان في‮ ‬الأمس القريب وكرا‮ ‬للثعابين والمغالين في‮ ‬الرقص على سمفونية مزيفة للبناء والحب وهو الواقع حفار مقابر‮!‬
نريد بيتنا من الزجاج‮ ‬لا تخفي‮ ‬جداراته من‮ ‬يوسخ الطرقات ولا من‮ ‬يزرع الخلافات ولا من‮ ‬يسرق البن ويبدله بالقات‮. ‬بيتا‮ ‬نأتلف فيه جميعا‮ ‬نساء‮ ‬ورجالا‮ ‬شيوخا‮ ‬وأطفالا‮ ‬وشبابا‮.. ‬نتسامر حول موائدنا التهامية‮..‬ندفع البرد بلحفنا الشبامية‮.. ‬نتحدث لغة‮ ‬واحدة‮ ..‬نقهقه من داخل قلوبنا بصفاء‮ ‬تأكل أصابعنا من ذات الإناء‮.. ‬نقطن بيتا‮ ‬ننظفه سويا‮ ‬بروح مودة وإخاء‮.. ‬نعلي‮ ‬طوابقه بأيدينا‮ ..‬تزخرف جدرانه بصمات أكفنا السمراء‮.‬
نريد بيتا‮ ‬ننام‮ ‬فيه سويا على طمأنينة‮ ‬ونستيقظ‮ ‬على عمل‮ ‬وتنمية‮ ‬ولا نقشعر فيه من زمهرير ليل أو تشتكي‮ ‬بطوننا من جوع أو‮ ‬ينالنا فيه خوف من مستقبل‮. ‬بيتا‮ ‬يضاء‮ ‬بأنوارö‮ ‬العدلö‮ ‬الساطع ويعلونا سقف الوحدة الرافع‮.. ‬ونستحم‮ ‬برذاذ الوعي‮ ‬والعلم

قد يعجبك ايضا