واقع .. بحاجة إلى تغيير
أحمد سعيد الحاج
أحمد سعيد الحاج –
تم التغيير وغادر معظم الشباب ساحات التغيير وتم القضاء على القاعدة وغادرت القاعدة مدنها وإماراتها الاسلامية وعادت قوات الشرعية مكان جماعات الشريعة وجاءتنا التطمينات الإعلامية أنه تم تأمين الكهرباء وأن الدولة هددت خابطي الكهرباء بخبطة تنسيهم الجدعنة وتكرههم منظر الخبطات الأمر الذي ولد لدينا الإحساس والأمل أن القضاء على التقطع في الطرقات والشوارع سينتهي أيضا إذا همست الدولة في آذان المتقطعين بحزم وقالت لهم إذا كانت الدولة استعادت محافظات ومدن حاولت القاعدة قطعها عن اليمن واستعادت الكهرباء فهل يصعب عليها قاطع طريق أو شارع .. لأنه قد بلغ استهتار المتقطعين بالدولة إلى درجة التحدي والتقطع على بعد عشرات الأمتار فقط من النقاط العسكرية في الخطوط الطويلة بين مدن ومحافظات الجمهورية … والمصيبة اكبر في قطع الشوارع أو التقطع فيها كون التحدي ودرجة الاستهتار بالدولة من قبل المتقطعين أكبر إلى جانب ما يسببه قطع الشوارع في المدن الرئيسية من كوارث لمن يعيشها وخاصة اذا كان معه في السيارة مريض أو حالة ولادة أو عجوز يعاني مضاعفات مرض السكر .. والمصيبة الأكبر أن التلذذ بازعاج الناس ومضايقتهم وتنكيد معيشتهم أصبح عرفا قائما عند مؤسسات الدولة وعند كثير من الناس فمثلا وبكل بساطة إذا عندك عرس انصب خيمتك وافرح ولا تبال .. حتى إذا كان الشارع القريب منك شارعا رئيسيا أو منفذا وحيدا للسيارات .. وهذا عرف يمني خالص إلى جانب الاعراس .. أقصد.. الأعراف .. الأخرى ففي جميع دول العالم الكل يعمل ويجتهد من أجل تبسيط المعاملات وتذليل العوائق والصعوبات ومساعدة الناس بأن تكون حياتهم اليومية سهلة …المهم لديهم حب المساعدة إلى درجة أنهم ينصحونك عبر الاذاعة المحلية بتجنب السير في بعض الشوارع التي تعاني من الاختناقات المرورية ونحن في اليمن لدينا حب التعقيد وحب الازعاج وحب الهنجمة .. فبمجرد أن تصحو من النوم تبدأ المطالب التعجيزية من الزوجة ومن الاطفال وعند وصولك إلى الجولة يواجهك رجل المرور بالمطالب الاستفزازية فبالرغم ان الاشارات معطلة والشوارع مكسرة إلى درجة انه يعتلي مخلفات مترس وسط الجولة ومهنجما عليك بقوله.. «هات أوراقك وارجع على جنب.». في شارع لم يعد له جنب ولا صدر ولا طرف وحين تعطيه الأوراق يرد عليك « كرت سيارتك منتهي» بالرغم أنه يتناول هو ونصف الشعب تقريبا مواد غذائية انتهت صلاحيتها قبل أشهر ومعظمها أفسدته انقطاعات الكهرباء لفترات طويلة . لكن رجل المرور يصر على تصحيح الوضع ولا يرضى سوى بقيمة نصف متطلبات الزوجة والاولاد . وفي طريقك إلى العمل و بعد أن تجتاز كثيرا من العوائق والمتاهات خشية أن يصل المدير قبلك لأنه دائما يصل إلى العمل قبلك إذا تأخرت ويتاخر إذا وصلت أنت قبله وبعد ان تكون قد تجاوزت نصف المسافة تقابلك خيمة كالتي نصبت خلف بنك الدم في صنعاء