أجمل خبر جديد في اليمن السعيد

–
إبراهيم طلحة
ماالعلوم¿ ما الأخبار¿ ما عندكم¿ ما الجديد لديكم¿!! .. هكذا تقريبا تتفاقم أسئلة الدمار الشامل في وجهك كل يوم وأنت متجه من بيتك »حق كل يوم« إلى عملك »حق كل يوم« بين الشوارع المزحومة بالفوضى »حق كل يوم« أو عائد من معاملاتك »حق كل يوم « إلى سوق القات لتشتري التخزينة »حق كل يوم« تقطع بها ساعات يوم أو بعض يوم«!!..
الكل يسألك عن جديد علومك وأخبارك« وعن خصوصياتك وأسرارك وعن جوانبك النفسية والمعنوية وأمورك المالية والوظيفية ليس من باب الشفقة عليك بالطبع وإنما من باب الفضول والاستطلاع والتحقيق والتوثيق وخاصة أولئك الذين يتمنون لك دوام التقدم والازدهار ومزيدا من التوفيق!!
بالله عليكم يعني ما أجمل خبر جديد يمكن أن نتصوره في اليمن السعيد¿!!
أحدنا يفرح لو في جيبه فقط خمسة آلاف قرش!! أو يفرح إذا قيل له : اليوم »الغداء سابر أو التخزينة سابرة« أو يطير من الفرح إذا نظرت في وجهه فتاة حلوة!! أحدنا يكاد لا يصدق أنه اشترى ثلاجة أو سدد فاتورة أو حصل هدية أو رهن ذهب زوجته ولم يبعه!! أحدنا يوشك أن يقف مذهولا وهو يفيق من نومه على كهرباء وحلم جميل!! أحدنا ربما يصاب بانهيار عصبي لو وصلته رسالة كاذبة من شركة اتصالات تخبره بأنه فاز معهم بمبلغ عشرين ألف دولار!!
أجمل خبر جديد يمكن أن تسمعه في اليمن السعيد هو خبر إطلاق راتبك الزهيد أو خبر طلاق صديقتك القديمة أو خبر وفاة وزير جديد أو خبر إنشاء جامعة أو مدرسة أو مستشفى أو مصحة على نفقة البنك الدولي أو الصندوق الكويتي للتنمية!!
أجمل خبر جديد يمكن أن تسمعه في اليمن السعيد هو خبر نزول المطر من السماء أو نزول الوظائف من الخدمة المدنية أو نزول ليلة القدر على جائع أو فقير!! أجمل خبر يمكن أن تسمعه خبر الحصول على مولود أو الحصول على كرت دخول في سحب مجهول هذا فما بالك بخبر الحصول على جائزة مثلا¿ أو خبر الحصول على وظيفة أو فرصة عمل¿!.. ما بالك بخبر الحصول على بيت جميل وسيارة جميلة وامرأة جميلة¿!
أجمل خبر يمكن أن تسمعه خبر فوز المنتخب الوطني على منتخب الفلبين أو خبر طرد القائم بأعمال السفير الاسرائيلي في الأرجنتين أو خبر تحديد العمر المناسب للزواج بأجنبية ثرية أو خبر ترقية جندي مجهول إلى رتبة ابن مسؤول¿! أجمل خبر يمكن أن تسمعه خبر مناسبة سعيدة أو مباراة مثيرة أو بشرى سارة بافتتاح مطعم !! أجمل خبر يمكن أن تسمعه: خبر »كان« وأخواتها أو خبر »إن« وأخواتها أو خبر »آه« وأخواتها.. في اليمن السعيد »الخبر نفس الخبر ماطرأ علم جديد«!!