الأزمة السياسية والحوار المطلوب
–
احمد محمد المتوكل
مراحل الصراع السياسي والعسكري والقبلي والذي ظل محصورا في دوائر معينة وبين الذين أتت بهم الأحداث والظروف المختلفة إلى المراكز القيادية المتعددة قد تشهد نهايتها بعد أن دخلت البلاد مرحلة التغيير الحقيقية التي لا تقتصر المشاركة فيها على قوى معينة تولدت من رحم تلك الصراعات وارتبطت بها بل أن عملية التغيير التي نشهدها هي تعبير صادق وعميق عن المخزون الهائل من الكبت والحرمان والندوب والجروح التي ظلت تنخر جسم الوطن بفعل التجاوزات والإخفاقات وتركة التخلف الثقيلة لعهود ما قبل الثورة في الشمال والتحرير في الجنوب.
ان اليمن اليوم الذي يسير بخطى بطيئة ولكنه على بداية طريق طويل ورغم المخاوف والخلافات والصراع القائم بين مختلف القوى السياسية فإن عملية السير في ظل التسوية المبرمجة المقبولة بكل شوائبها سوف تستمر رغم الشد والجذب وخاصة بين الفرقاء الذين وقعوا على المبادرة الخليجية التي مثلت الخطوة الأولى لمعالجة جذور الأزمة اليمنية والتي كانت بلغت حدا يمكن أن يجر البلد إلى حرب أهلية.
وليس مجاراة للأصوات التي ترتفع ولا تكل عن التأييد للرئيس المشير عبدربه منصور هادي فقد أثبت أنه قادر على قيادة السفينة وسط الأمواج العاتية إلى بر الأمان مدعوما بالإرادة الوطنية والحريصين وبالعقلاء والشخصيات القيادية الهامة في المؤتمر الشعبي العام والمشترك الذين لا يثنيهم الغبار والأتربة التي يثيرها البعض بقصد أو بغير قصد عن رؤية المعاني الكبيرة التي تتوقف على نجاح المضي في تطبيق المبادرة الخليجية وصولا إلى الوفاق الوطني المطلوب.
إن الحوار الوطني يتطلب الصبر وبذل الجهود المضاعفة والنظر إلى عمق المشاكل التي عاشتها اليمن عبر تاريخها القديم والحديث والاستفادة من المشاركة الواسعة والتفاعل العميق لدعم عملية التغيير التي باتت جزءا من حياة المواطن اليومية فليس بوسع أحد أن يحتكر قيادة التغيير أو أن يستغلها لصالح أجندات أو أهداف معينة انها التسوية الشاملة المنشودة والاتفاق على الصيغة المثلى لقيام الدولة المدنية الحديثة التي تحول دون تمكن طائفة أو منطقة أو أي مكون من الهيمنة أو السيطرة أو استغلال الأحداث لغير المصلحة الوطنية العليا.
إن الكثير من الظواهر التي رافقت المشهد اليمني منذ التوقيع على المبادرة الخليجية قد أثارت الكثير من المخاوف والقلق جراء الانقسام والصراع الذي لا تتوارى حدته لكن الأحداث والتطورات التي رافقت هذا المشهد توحي بأن الخيارات لدى مختلف الفرقاء لا تسمح بغير السير في طريق التسوية أيا كانت المواجع.
فلم يعد الربح والخسارة والتكالب عليهما من بعض الفرقاء هو المعيار للمضي في حل الأزمة بل أن تلبية تطلعات مطالب الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه وعبر حوار بناء يشارك فيه الجميع بكل حرية هو الطريق الوحيد للخروج من بوتقة الصراع التي ظلت تتوالد عبر مختلف العقود آخذة أشكالا متعددة من الانقسامات والخلافات والأزمات التي ألحقت أفظع الأضرار بمقدرات الوطن.
وبين التشاؤم والتفاؤل حبال التئام طاولة الحوار من يشارك فيها ومن يتخلف عنها في ظل دعوة مفتوحة لكل مكونات الشعب اليمني للمشاركة في حوار وطني لا يستثني أحدا فإن عملية الشروع في الحوار ومشاركة الجميع لا تتراك عذرا لأحد عن المشاركة في هذا العمل الوطني الذي يختزل مشاكل الوطن وهمومه وقضاياه عبر مختلف العصور.
هناك صعوبات ليس من الس