رؤوفة حسن.. الحزن الذي أورق أغنيات وعصافير 28 ديسمبر1992م
–
عمار المعلم
لست راضيا عما كتبت لأنك وحدك من تدركين أي أمراة باسقة في أعماقي كانت رؤوفة حسن وأي رثا كنتö تستحقينه يا أنت يا سيدتي التي ما ماتت ولن تموت…
> كان الصباح رخوا يتمطى بعض إشراقة ويتثائب قليل من نعاس أخذتنا في رحلة علمية الى ( الأهجر) كانت تجلس قرب كل واحد منا لبرهة وتسأله عن بعض همومه وأحلامه وإذا ما أحست فيك ميولا لأن تصبح مميزا عن رفاقك في أي موهبةأن تكون فناناأو شاعرا أو فكاهيا تتمتع بروح النكتة أمسكت بيدك ووقفت بقامتها العظيييييييييييمة التي تطال السحاب والسماء وتطلب من كل زملاء الرحلة أن يهدأو ليسمعو لك تمنحك – شعورا حميما بأنها تهتم بك لوحدك وتخصك أنت برعايتها وعطفها دون عن الآخرين وسرعان ما أدركنا (نحن أبناء القرى) القادمون من خلف الجبال نحمل الغبار ومتاعب أسفارنا -أن القلب الكبير يسع العالم وأن روؤفة حسنكانت توزع حبها بيننا بالتساوي وبالمجان…
أووووووه أي مشقة كبيرة هذه التي أوقعني بها أصدقائي حين طلبوا مني الكتابة عن تلك المراةالتي غرست ذكراها في أعماقي كجذع من نخيل فلا أعرف من أي فرح أبدأ ولا من أي حزن أشرع في مناوشة الحروف¿
هل أكتب عن رؤوفة حسن التي شاطرتني فرح الطالب الجامعي بكل إنجاز حققته مهما كان صغيرا أم عن الصديقة الحميمة التي كانت تلملم شعث أفكاري كلما شرعت في التخطيط لفكرة مبعثرة غير محددة المعالم لتأخذني الى مكتبها وتطلب لي فنجان من القهوة ثم تبتسم في وجهي وتقول لي ( الآن عليك أن تفكر بصوت مسموع) ..
كانت تتعهدنا بالرعاية مثل الزارع الحكيم حين يرعى غرسه يوما بعد آخر وترمقنا بدهشة الأم التي تنظر إلى أبنائها يكبرون ومازالت تهدهد أحلامهم المتعبة وآمالهم الصغيرة وتطفر بدمعها الرقراق عند كل عثرة تعتور مشوارنا…
ذات ظهيرة وبعد انتهاء يومنا الجامعي دخلت عليها مكتبها وظللت صامتا لبرهة أدركت معها أنني أريدها في أمر لا أرغب في ان يعرفه أحد..
لم يكن هذا الأمر سوى أنني طلبت وساطتها لدى رئاسة الجمهورية في الحصول على منحة علاجية لوالد أحد الأصدقاءالذي توفاه الله بمرض السرطان رحمه الله.
وبمنتهى اللطف والرقة اخبرتني أنها لا تعرف أحدا في الرئاسة وأردفت قائلة ( سأعمل ما بوسعي لدى وزارة الصحة إذا رغبت في ذلك)…
لا أدري لم أنتابني أسف شديدR