اللهم جنöبنا شرها وبلواها

صولان صالح الصولاني

 - 
لقد اصبحت تردنا هذه الأيام اخبار وانباء الشر المتعلقة بحوادث انهيار وسقوط الطائرات الحربية «الفجائي» في الأحياء والمدن المأهولة بالسكان وحوادث اغتيالات الضباط الـ(درجنارية)
صولان صالح الصولاني –

لقد اصبحت تردنا هذه الأيام اخبار وانباء الشر المتعلقة بحوادث انهيار وسقوط الطائرات الحربية «الفجائي» في الأحياء والمدن المأهولة بالسكان وحوادث اغتيالات الضباط الـ(درجنارية) وتتبادر إلى مسامعنا ككوابيس تداهمنا بمعدل كابوس إلى كابوسين شهريا وتقض مضاجعنا يوميا بتناقل اصدائها على كل لسان.
شخصيا لاتزال اصداؤها ترن وتطن في اذني إلى اليوم من راديو والدي العزيز أطال الله في عمره وفي عمر راديوه «المعتق» الذي مهما انطفأت الكهرباء الغازية والحرارية والتوليدية في بلادنا يظل يدندن وينقل الأخبار والأحداث والوقائع الآنية من كل حدب وصوب على مدار الساعة واليوم والليلة الأمر الذي جعل والدي لا يؤمن بغيره مصدرا ناقلا للاخبار ولا يصدق غير الأخبار التي ترده منه ما علينا.
وحينما اصف سقوط وانهيار الطائرات بـ«الفجائي» لأنه فعلا فجائي وإلا لما كان مكان السقوط حيا سكنيا آهلا بالسكان اما حينما أسمي تلك الاغتيالات بـ(الدرجنارية) لا اقصد بذلك اتهام الدراجات النارية بأنها ترتكب عمليات اغتيال ليس لها فيها لا ناقة ولا جمل ولا اقصد كذلك التقليل من فوائدها الإيجابية كوسيلة مثلى وسريعة للمواصلات وخاصة في المدن التي تشهد شوارعها الرئيسية والفرعية ازدحاما مروريا كبيرا للسيارات كبعض المدن والأحياء الموجودة في بلادنا.. ولكن لكثرة ما نسمع من خلال أخبار الفأل والشر التي باتت تردنا تباعا في الآونة الأخيرة من الارتباط اللصيق لاسم الدراجات النارية بعمليات الاغتيالات المتلاحقة التي يتعرض لها من حين لآخر ضباط وصف ضباط وقادة أمن في المديريات والمحافظات ومن بعض وحدات وألوية الجيش في بلادنا يجعل الواحد منا يصنف الدراجات النارية على انها اصبحت تشكل خطرا ونذير شؤم للناس في مجتمعنا لأنه لا يعرف من تلك الأخبار المفجعة عن هوية الجاني والمجرم الحقيقي في أي من تلك العمليات الاغتيالية شيئا يذكر سوى أنه لا يتعدى عن كونه شخصا إلى شخصين مجهولي الهوية يستقلان دراجة نارية أطلقا رصاصات الغدر والخيانة من على متنها ولاذا بالفرار عقب ارتكابهما لجريمتهما وفعلتهما القبيحة والمنكرة مباشرة.
وبالتالي أصبح كل فرد في مجتمعنا وبالرغم من أنه ليس ضابطا في الجيش ولا مديرا في الشرطة أكثر تشاؤما وتذمرا واستياء هذه الأيام من أي وقت مضى إزاء الدراجات النارية المنتشرة بكثرة في بلادنا وكلما يصادف مرور دراجة نارية بجانبه أو بالقرب منه يبتهل إلى الله العلي القدير بالدعاء بأن يحفظه ويكفيه شرها وبلواها ومن على متنها من القتلة المأجورين الجهلة والمجهولي الهوية آمين اللهم آمين والحال عينه ينطبق إزاء سقوط الطائرات الحربية المدوي هذه الأيام والذي يتطلب معه على سبيل الحماية والوقاية رادار منزلي وبرج مراقبة جوية لكل بيت على حدة لتلافي خطر الطائرات الحربية الساقطة والمنهارة التي لا يتعدى طيرانها في الغالب أجواء أقرب مدينة محاذية لمدرج الاقلاع قبل أن يصيبها خلل فني في المحرك أو ما شابه ذلك لتسقط فجأة على رؤوس المنازل وساكنيها.

قد يعجبك ايضا