قصص طافحة بالألم أبطالها على الرصيف ..الحلقة الأولى
تحقيق عبدالله كمال

تحقيق/ عبدالله كمال –
,جرحى: اللجان الطبية تعاملت معنا من منظور حزبي
, حالات بتر للأرجل والأيدي.. والحجة حينها عدم وجود طبيب متخصص
من أين يأتي المرء بأبجدية تختزل كل ذلك الألم وتفلح في إيجاز فصول موجعة من المعاناة!!
يكفيك فقط أن تنظر إلى وجوههم التي اعتراها الشحوب جراء إضرابهم عن الطعام وجراحهم التي لم تجد تطبيبا لتدرك حجم الألم والقهر وفداحة الخيبة نظراتهم تستصرخ الإنسانية التي صمت مسامعها ..
كخماص الطير إلا أنهم لا يبغون الشبع بقدر ما يحتاجون إلى إخراجهم من معاناتهم وتطبيب جراحهم وإسكات أنينهم.
جرحى الثورة الشبابية الشعبية الذين انتبذوا رصيف القهر جوار مبنى مجلس الوزراء ليس بوسع من يزورهم ويسمع منهم إلا أن يتفطر قلبه ألما وحسرة لمعاناتهم وآلامهم ويندى جبينه خجلا من الطريقة التي تم التعامل معهم بها.
«الثورة» ومن خلال حلقتين تناولت موضوع جرحى الثورة وفي الحلقة الأولى تقدم قصصا إنسانية طافحة بالألم والمعاناة تابع:
خرج ناصر محمد قائد الدالي في مسيرة لشباب الثورة بتاريخ 11 / 5 / 2011 إلى جوار بنك الدم وهناك كانت آلة الموت لهم بالمرصاد إذ لا يزال ناصر يتذكر ذلك اليوم الدامي الذي سقط فيه عدد من الشباب شهداء بينما جرح العشرات كان هو من بينهم .
لم تكن هي الإصابة الأولى التي يتعرض لها فقد أصيب عدة إصابات أثناء الثورة منها إصابة أثناء الاعتداء على ساحة التغيير قبل جمعة الكرامة كما أصيب ثانية في جولة كنتاكي .. إلا إن إصابة بنك الدم كانت القاصمة حسب تعبيره .
أصيب ناصر بطلق ناري في الساعد الأيسر أدى إلى تفتت العظم في الزند والكعبرة ولم يبق سوى الجلد كما أصيب بشظية في جنبه الأيمن .
يقول ناصر : أسعفت إلى المستشفى الميداني لتلقي الإسعافات الأولية ثم حولوني إلى المستشفى الاستشاري وهناك أجريت لي كشافات وتم تحويلي إلى مستشفى المتوكل وهناك أجريت لي أول عملية لإزالة الأنسجة المتهتكة والعظم المتفتت وإخراج المقذوف وتنظيف مكان الإصابة ثم بقيت في المستشفى لمدة أسبوع للمجارحة وبعد الأسبوع صرفوني للخروج واستخدام العلاج حتى يلتئم الجرح ومن ثم يتم إجراء عملية لزراعة العظم ولا تكون هناك جروح داخلية.
عدت إلى المستشفى بعد فترة وخضعت لعملية زراعة العظم حيث تم أخذ عظام من الفخذ وزراعتها في الساعد مكان العظم الذي تفتت .ثم رقدت في المستشفى لعدة إيام وخرجت بعد أن نصحت بمتابعة العلاج والمجارحة لفترة طويلة حتى يتم إزالة الأسياخ والمسامير والصفائح .. واستمر الحال كذلك إلى شهر يناير 2012 خضعت لعملية إزالة الصفائح إلا أنها لم تزل إلا صفيحة واحدة نظرا لأن الإصابة لا تزال متضررة .
يضيف ناصر : خرجت من المستشفى وكلي أمل في تجاوز الإصابة فقد بدأ العظم ينمو إلا أن الخيبة كانت تنتظرني حين أجريت كشافة فتبين أن العظم نما بشكل غير طبيعي مما أثر على حركة الساعد وتسبب في التواء بالساعد أعاق حركته تماما .. والآن عندي تقرير من مستشفى المتوكل الذي منحه التقرير وأبلغه بأن ذلك هو أكثر ما يستطيع فعله .. سيما وأن الأعصاب متأثرة والإصابة تحتاج إلى عدة عمليات لإزالة العظم الزائد الذي نما بشكل غير طبيعي .
ألم نكن ثوارا¿!
يقبع ناصر على رصيف مبنى مجلس الوزراء مضربا عن الطعام مع غيره من الجرحى ويقول : لماذا هذا التقصير تجاه جرحى الثورة ¿ لا أدري لماذا تم تجاهلنا !! ألم نكن ثوارا¿! ألم تكن جميع المسيرات التي خرجنا فيها تصب في مصلحة الثورة ¿! حسبنا الله ونعم الوكيل .
يختتم ناصر الدالي حديثه : «ما يزيد الأمر مأساوية ويشعرنا بالقهر هو ما تبادر إلى مسامعي من أنه تم تسفير جرحى للعلاج في الخارج وهم من أنصار النظام السابق .. أصيبوا في منطقة القاع أثناء اعتدائهم على شباب الثورة وأنا هنا لا أعيب على الحكومة تسفيرهم للعلاج ففي الأخير كلنا يمنيون بقدر ما أعيب عليها تقصيرها في حقنا نحن جرحى الثورة والتعامل بانتقائية».
عمليات فاشلة
وجد محمد عبدالله سعيد سيف نفسه معاقا بعد أن أصيب بطلق ناري في الركبة..
خرج محمد في مسيرة سلمية وأمام مبنى القاهرة في تعز أصيب بطلق ناري في الركبة مما أدى إلى تفتت العظم وتمزق الأربطة..
أجريت له عملية في مستشفى اليمن الدولي إلا أنها باءت بالفشل وبعدها أجريت له عمليتان في مستشفى الثورة بصنعاء إحداهما للوريد الفخذي والأخرى للعظم إلا أنهما هما الأخريان باءتا بالفشل ثم بعد ذلك كان عليه الذهاب إلى الوفود الطبية ومنها الوفد القطري والوفد المصري والوفد التركي لكن جميع الأطباء الذين اطلعوا على حالته نصحوه بالسفر إلى الخارج للعلاج .
يقول محمد والحسرة مصاحبة لنبرات صوته المتعبة : إلا أن اللجنة الطبية ومؤسسة وفاء تحاذقوا علي و