يرحلون سيوفا

إسماعيل الوريث

إسماعيل الوريث –

إلى الأحبه محمود مجاهد سعيد وعبدالعزيز إبراهيم وعمر محمد عمر ومحمد مرشد ناجي

يرحلون سيوفا‮ ‬تخاف رياء الجفون
كالطهارة كالحب من بيننا‮ ‬يختفون
يرحلون سيوفا‮ ‬مجردة في‮ ‬شباها‮ ‬يضيء
الصباح
ويرتعشون ارتعاش الشهادة
فالكون‮ ‬يبدأ دورته
والمنى تتبختر زاهية
وعلى هذه الأرض تزهر قاماتهم لهبا‮ ‬ومصابيح
من دمهم نورها
إنهم قلب هذا الوطن
شغلتهم مشاغله
عبروا في‮ ‬صراط النهاية
كي‮ ‬يتعلم حبو البداية
كيف‮ ‬يسير إلى منتهى حلمه
إنهم من شموخك‮ ‬يا وطني‮ ‬قطف الموت وردة
أعمارهم
فتضاحك وجه الخيانة حين مصارعهم
ظن أن الديار خلت
إن هذا التراب تشرب بالنفط حتى النخاع
يرحلون سيوفا‮ ‬على حدها‮ ‬يلمع الفجر في‮ ‬أعين القادمين
في‮ ‬عيون الصغار فينتصر الفقراء الجياع
يرحلون‮ ‬يوارون في‮ ‬التراب
ينهمرون فداء
يضيئون في‮ ‬عتمة القهر
أعمارهم والشباب الندي‮ ‬على أفقنا تتوالد بين عيون النجوم
تظل منارا
تخط لأجيالنا رحلة النور
أشعار صبح‮ ‬صنعناه من دمنا
علما‮ ‬قبل أن‮ ‬يخفق الآن فوق الرؤوس
هو الحلم‮ ‬كان
ولا زال حلما
يرحلون وأهل الخيانة‮ ‬يستبقون الخيانة
يستمرأون الهوان
يعمرون القصور
يحلمون بموت الصباح ومجد الظلام
يشربون دماء الشهيد قبيل المنام
يلبسون الوجوه المعارة والأقنعة
يرحلون وأبقى كما‮ ‬يثلم السيف في‮ ‬المعمعة
ضيعتني‮ ‬الصداقة والأصدقاء
ذهب القوم قومي‮ ‬ولم‮ ‬يبق لي‮ ‬غير شعر الرثاء
وبقايا حنين
وفي‮ ‬الذكريات الحزينة حمل‮ ‬يهد الجبال
يرحلون ويبقون في‮ ‬القلب حزنا
في‮ ‬المآقي‮ ‬دموعا
في‮ ‬الحياة حياة
يرحلون ويبقون جذر البداية
بذرة الانطلاق
فليعش من‮ ‬يخون بلاده
ومبادئه وجهاده
فاقد النفس ممتلأ بالفراغ
ألف عام‮.. ‬إذا ما استطاع
فالذين‮ ‬يخطون درب الخلاص
يرحلون مع الفجر
مثل الشعاع
يتركون على درب أحلامنا
مهرة مسرجة

قد يعجبك ايضا