إذا أردت أن تسافر!!
عبدالرحمن بجاش
عبدالرحمن بجاش –
{ يجرفك الشجن لأن تعود إلى مرابع الصبا حيث للذكريات مقام ومرابع أول العمر كانت ولا تزال تعز وأنا وجهت وجهي صباح الخميس الماضي نحوها ولأول مرة أشعر أنني أخطأت في حق نفسي!! كل مرة أنطلق في رحاب الكون عند الرابعة صباحا لأحتل الطريق وكل الجمال الذي تراه يتوزع حولك بزغة فجر وإطلالة شمس على استحياء من بين الجبال وندى يداعب مشاعرك فتشرب الطريق فنجان قهوة في يريم يبدعه ذلك الرجل الذي تعود وتعودت خلال سنوات أن نلتقي والعمال الذاهبين للبحث عن لقمة العيش عند السادسة صباحا في مقهايته العتيقة نرتشف قهوته البديعة تبدد ما علق في النفس من اكتئاب المدينة الكبيرة.
هذه المرة خرجنا من صنعاء والشمس في كبد النهار لنبدأ رحلة عذاب انتهت عند الظهر فطريق صنعاء – تعز تحولت إلى أي شيء إلا أن تكون طريقا ما يحتم القول لوزارة الاشغال : أغيثوا عباد الله فقط بإزالة المطبات التي أحصاها صديق عزيز يدرس في جامعة تعز فقال أنها تبلغ بين تعز والتربة (180) مطبا أما لو أحصى عدد الحفر واستحداثات عجيبة فيعلم الله أين «شوقع» والمطبات التي تؤدي إلى حوادث وتأخير تستحق أن تتحول إلى شعار «لكل مواطن مطب» وهي تتوزع حسب المهن فصاحب الدباء له مطباته وصاحب الورشة وصاحب الصليط وصاحب المطعم وأصحاب الجزر لهم هم – أيضا – مطباتهم أما أصحاب القات فيعبثون كيفما يريدون ويا ويل أحد يفتح فمه باعتبار أنهم المستعمöرون – بكسر الميم – لنا ومنú تنحني لهم هامات كثيرة «عند الله وعندك نقص لي» وعندما تصل إلى مداخل المدن تصاب بالتبلد لما تراه أمامك وحولك!! وكلما توغلت داخلها تلعن نفسك ألف لعنة ولا بأس أن توزع بعضها على منú نصحك بالخروج في ذلك الوقت!! أما الأسواق كتلك التي خارج المدن كمدينة إب فلا حول ولا قوة إلا بالله وكله كوم والنقاط الكثيرة التي تكفي كل المواطنين هم لوحده!! حيث تعتجن – ولا أفضل من هذا التعبير – السيارات بالبشر في مشهد مخجل يكفي هذا اليوم ونواصل غدا.