حقوق ضائعة … ووعود في مهب الريح
افتكار أحمد القاضي
افتكار أحمد القاضي –
لا تزال مسألة الإقصاء والتهميش للمرأة حاضرة بقوة في مجتمع تفرض فيه العقلية الذكورية سيطرتها على كل شيء وتأبى ان تنصف الطرف الآخر أو تسلم بحقوقه على الواقع إلا فيما ندر والنادر لا حكم له .. ومن المفارقات العجيبة ان الخطاب السياسي والإعلامي يعلي من شأن المرأة ويضعها في مصاف متقدمة لدرجة ان البعض من الرجال أصبحوا يطالبون بمساواتهم بها .. وهي أكذوبة ابتدعها الرجل.. الذي يتشدق بحقوق المرأة وما يلبث ان يتهرب ويتنكر لوعوده وإن سمح لها بأن تكون شريكة له يكون ذلك في المستويات الدنيا فقط ولا يقبل بأن تكون أعلى منه منصبا ومكانا لأنها تظل في نظره ضعيفة وغير قادرة على تحمل مسئولية العمل وعندما تطالب المرأة بحقها من الرجل ينظر إليها وكأنها ارتكبت جرما لا يغتفر وسرعان مايبادر هو بالثناء عليها وأنها تستحق منصبا أكبر مما تطالب به وأنه سيدعمها ويكون سندا لها إلى ما لا نهاية.. فإلى متى ستظل المرأة تترقب وعود الرجل رئيسا وزميلا ¿ ومتى سياتي اليوم الذي يتنازل فيه الرجل عن كثير من مواقفه تجاه المرأة.
والسؤال الذي يراود المرأة دائما ولم تجد له اجابة مقنعة من اصحاب القرار هو لماذا يتم تجاهلها وإبعادها عن الترقي في سلم الوظيفة في المؤسسات أو الهيئات التي تعمل فيها ¿
وها هي قد أعطيت نسبة 30% في مؤتمر الحوار الوطني فهل ستكون فرصة لها لتغيير حالها أم أنها ستترك الأمر للرجل يقرر ما يراه بشأنها وتظل هي تشارك مجرد ديكور مقتنعة بما سيتفضل به الرجل عليها¿!! فهل ستظل كذلك أم أنها ستشكل قوة فاعلة ومؤثرة وستنتصر لحقوقها ..فلننتظر مؤتمر الحوار.. ونرى كيف سيكون حضور المرأة. وماذا ستطرح من قضايا تخصها وكيف سيتفاعل الطرف الآخر مع قضايا المرأة باعتبار أن مؤتمر الحوار الوطني سيشكل خارطة طريق سيتحدد على ضوئها مستقبل اليمن الجديد.