كيف للأرض أن تغير جöلدها¿
خالد الرويشان
خالد الرويشان –
لؤلؤة الوادي وسيدة الضوءö والحب والصلاة.. مدينة تريم الحبيبة.. ها أنذا أفرد أحزان القلب وأفرش أوجاع الروح بين يديك.. بينما يرتعش القلم بين أصابعي حائرا واجما لا يعرف من أين يبدأ!
لقد تفتت قلبي لأحداث الأسبوع الفائت في وادي حضرموت ومدن أخرى في جنوب الروح جنوب القلب ومشرق الأضلاع ما أشعل حريقا من الأحزان في كياني وعاصفة من الأشجان والتساؤلات.. هل حقيقة ما جرى.. مجرمون في شوارعكö العتيقة المطمئنة يحرقون ويقتلون على الهوية باعة جائلين وعمالا آمنين مسالمين باحثين عن لقمة العيش!
يقتلونهم تحت ظلال مآذنك ويحرقونهم تحت أنداء قöبابك ..ويúحهم! مöن أين جاءوا¿ وكيف لم يسمعوا أوúراد الأتقياء من أبنائك أو يعوا أناشيد الأصفياء من أوليائك هل سمعوها يوما في حياتهم¿!.. رقتú قارة آسيا لتسابيحö صوتöك وتراتيل روحöك وإشراقات قلبكö ولم تعطف أو ترöق قلوب البعض ممن ينتسب إليكö!.. ألم يكن أبناؤكö هم الذين علموا العالم معاني الصفاء والنقاء والوفاء وقيم الأمانة والمحبة والتسامح¿
سيدة النور والبهاء ..كيف للدمö أن يصير ماء وللدمع أن يضيع هباء وللأرضö أن تغير جöلúدها وتمحو تجاعيد سöحúنتöها وذكريات صخورها وذاكرة ترابها.. لكنكö ورغم الرياح الهوج ستظلين تسبيحة قلوبنا ووöرúد صلاتöنا وورد صباحاتنا.
سيدة الإنشاد والشعر والفن.. دعيني أفتح الجرح وأخبركö بما حدث في سيئون! في سيئون واسطة القلب وشغافه كان علي أحمد باكثير-قامة سيئون وقمتها- يقف مذهولا على شرفة داره وهو يسمع أخبار القتل على الهوية! لبائعين جائلين أو أصحاب الدكاكين ..وفي هوجة التوحش تلك لم يلتفت أحد لأحزان ندائه أو لأنين رجائه.. كان وحيدا غريبا مثل شجرة في فلاة وأعرف أن كثيرا من أبناء سيئون الرائعين غرباء في مدينتهم.. يقتاتون الصمت والذهول.
حتى محمد عبدالقادر با مطرف وفي مدينة الشöحر مسقط رأسه الضخم بح صوته وهو يرى ما يرى! يقتلون ويحرقون على الهوية إخوانا لهم!..
با مطرف مؤرخ اليمن الكبير يفكر أن يكتب مرثاة طويلة لكل ما كتبه.. لأطنان من الأحبار والأوراق وجبال من البطولات والأبطال ..لا يعرف كيف يعتذر لوائل بن حöجúر الصحابي الحضرمي اليماني أو لحفيده العبقري عبدالرحمن بن خلدون. يتساءل با مطرف بحرقةö المفكر المؤرخ.. كل ذلك التاريخ .. كل هاتيك الكتب عن تاريخ اليمن الواحد وعظمائه وقبائله وأعلامه لم تشفع لبائع جائل أراد أن ينجو بنفسه من حريق يلاحقه أو رصاصة تنتظره!
سيدة البهاء والضوء ..أعرف أحزانكö وأشجانكö.. أعرف من سمم البئر وأوغر صدر الحقول ليكون الحصاد مرا والجنون قوúتا والكراهية شرابا .. لكنكö يا سيدة الحبö والسلام والأذان أكبر من كل آثامهم وأخلد من آثارهم ..منكö نستمد الحكمة والمحبة ومن ضوء قلبكö نملأ بطارية الروح كلما أخفقت بنا الدروب وضاعت بنا السبل ..ولذلك فإننا نثق أن التاريخ لا يكúذöب أهله كما أن أوغاد السياسة وأفذاذ النخاسة لا يمكن أن يكونوا خلاصة بلاد وخلاص شعب لقد نهبوا وقتلوا وذهبوا.. كما أن المجانين عابرون في حياتنا مثل كثير من ترهاتنا المتعددة المتجددة وقد شغلúنا بها العالم كله لعقود وعقود.. ولم نعقل بعد أن الحل كامن في ضوء قلوبنا وعقولنا ..علمúنا العالم حروف الضوء وفشلنا في قراءة لغة شöعابöنا وشعúبöنا تضاريسö أحلامنا وتخومö أحزاننا بعد أن ملأ الغبار عيوننا وأثقل أهداب أرواحنا.. فهلا أفúردúتö خضرة قلبكö لأحزاني وفرشúتö بساط محبتكö لأشجاني.. يا سيدة الضوء والحبö والصلاة.