هل أنا مخطئ¿

علي‮ ‬محسن ابولحوم‮ ‬

 - هو كتاب ملعون تلقيناه بإيماننا وفجعنا بما جلب لنا‭, ‬نحن إخوة لاننكر ولكننا تلقينا صفعة قوية لن ننساها‮ ‬حولتنا إلى ترهات بعد برهة خلنا أننا نستطيع
علي‮ ‬محسن ابولحوم‮ ‬ –
هو كتاب ملعون تلقيناه بإيماننا وفجعنا بما جلب لنا‭, ‬نحن إخوة لاننكر ولكننا تلقينا صفعة قوية لن ننساها‮ ‬حولتنا إلى ترهات بعد برهة خلنا أننا نستطيع مقارعة صناديدهم ورقابنا لن تفزع من مقصلتهم الحمراء المنصوبة منذ أن شقت شهادات ميلادنا من دفاترهم المعفرة بغبار آدمية من سبقونا إلى هذه المهزلة التاريخية التي‮ ‬ما أفتئ أتذكرها في‮ ‬كل مرة ألقي‮ ‬فيها رأسي‮ ‬على مخدتي‮ ‬الموجوعة بغصصي‮. ‬تتكرر المأساة لكن بوتيرة جديدة‮ ‬تحاصرنا أكاذيبهم ووعودهم ويجتاحنا الأمل المزجي‮ ‬بصبر أمهاتنا وترانيم أطفالنا علنا ندلف أخيرا‮ ‬إلى عالمنا الهلامي‮ ‬المضرج بأفراح من هرولنا إلى بساتينهم الخضراء وإلى ساحتهم المخضبة بدمائنا‭, ‬كنا ندرك سلفا‮ ‬خطر ما سنقدم عليه‮ ‬لكن من تقمص دور آلهتنا ومن رافقنا في‮ ‬تعاستنا هو من نفث السم في‮ ‬أجسادنا‭, ‬وأجبرنا على الإصطفاف في‮ ‬طوابير الجلادين من أجل البحث عن الترياق‮.‬
ليس ذنبنا‭, ‬بل هو قدرنا الذي‮ ‬اخترناه بأيدينا‭, ‬وشكونا إلينا من أنفسنا‭, ‬وارتضينا حكما‮ ‬قاسيا‭, ‬جلدنا به ذاتنا حتى الممات‭, ‬وأفقنا من جديد نبحث عن نفس العصا لنعطيها لجلاد آخر‮ ‬يجلدنا حتى نثمل من شدة الألم ونموت من جديد‮. ‬لم نستطع أن نموت فقد فشلنا حتى في‮ ‬كتابة آخر فصول حياتنا كما نريد‮ ‬منحنا خاتمتنا لهم كما منحناهم بداياتنا‭, ‬فسطروا فيها الحبكة الأخيرة من رواية اغتيالنا وبتر مستقبلنا عن حاضرنا‮. ‬
لا زلت موجوعا‮ ‬وأمشي‮ ‬متعثرا‭, ‬لأني‮ ‬سقطت سهوا‮ ‬في‮ ‬هوة سحيقة وصادفت نسخا‮ ‬مني‭, ‬تمرغت بصدق نواياها وحصدت خيبات أمل سرمدية‭, ‬وكلما أمعنت النظر في‮ ‬نفسي‮ ‬وجدتني‮ ‬غير قادر على تخطي‮ ‬ماتجمد في‮ ‬داخلي‮ ‬وأراهن من جديد أني‮ ‬سأنجح في‮ ‬هزيمة الصنم الذي‮ ‬يرافقني‮ ‬في‮ ‬كل نزوة أحاول فيها بيع مكنوناتي‮ ‬في‮ ‬مزاد علني‮ ‬السمسار فيه هو أنا‮.‬
لن أبيع‭, ‬وبدون رفيق‭, ‬سأصرخ أني‮ ‬لن أقبل التعويض‭, ‬ولن أجامل نفسي‮ ‬وأنسى رفاقي‮ ‬فهم كما عهدتهم أوفياء‮ ‬وأنا كما عهدتني‮ ‬موجوع‮.‬
جميعنا لن ننسلخ عن ذاتنا‭, ‬ولن ننسى أننا‮ ‬يمنيـــــــــــــــــــــــون‮ ‬يمنيــــــــــــــــــــــون نفاخر بأصلنا‮ ‬ونتحيز لهويتنا ونحارب لكرامتنا‭, ‬لن تستطيع عنجهيتهم أن تطال كبرياءنا‭, ‬ولن تستطيع أموالهم أن تشتري‮ ‬ولاءاتنا‭, ‬ولن نستطيع نحن أن نبقى مبعثرين بعد اليوم‮.‬
لكني‮ ‬أشعر اليوم أنهم نجحوا في‮ ‬شراء أكفان كي‮ ‬ننزل على بعضنا صفعات متوالية حتى نفقد صوابنا وندور حول أنفسنا‭, ‬فيما‮ ‬يتفرغون في‮ ‬جمع الغلة‭, ‬فهل أنا مخطئ¿

Alisamara58@gmail.com

قد يعجبك ايضا