آخر ما كنا نريد!!

عبدالرحمن بجاش


 - 
{ الصورة التي تداولتها الصحف من وكالات الأنباء للسفير الأمريكي في ليبيا والذي قتل في لحظة غضب وردة فعل لم نكن بحاجة إليها وإلى آثارها فيكفينا ما فينا ومنú كان وراء الفيلم الذي لا يستحق حتى المشاهدة - حبا في الاستطلاع - لتفاهته هذا ما أخبرني
عبدالرحمن بجاش –

{ الصورة التي تداولتها الصحف من وكالات الأنباء للسفير الأمريكي في ليبيا والذي قتل في لحظة غضب وردة فعل لم نكن بحاجة إليها وإلى آثارها فيكفينا ما فينا ومنú كان وراء الفيلم الذي لا يستحق حتى المشاهدة – حبا في الاستطلاع – لتفاهته هذا ما أخبرني إياه زميل شاهده عبر الإنترنت والذي أخرج الفيلم وموله كان سيئ النية يدرك كم نحن انفعاليون وكان هدفه النهائي هذه الصورة اللعينة التي يتداولها العالم وبها يهيج الرأي العام في بلاده لأغراض مزدوجة فيها الانتخابي وهدف آخر تشويه الإسلام وهدف ثالث هذا البترول اللعين وهدف رابع هذا الغاز الألعن فحيث لا يعرف الغربي العادي عن الإسلام شيئا فمثل العمل الذي لا نقره وحدث في ليبيا يستفزه فيجري الترويج إعلاميا «دينهم الذي يحثهم على القتل» وديننا أسمى وأنقى.
المشكلة فينا وليس في ديننا والخطأ أننا نحن لا غيرنا نقدم ديننا العظيم مشوها بتصرفاتنا وردود أفعالنا فنزيد الطين بلة على أننا لا نقر ديمقراطيتهم إذا كانوا من خلالها يجيزون تسفيه الأديان فما بالك بالإساءة للرسول الأعظم محمد الذي لم يرسل لنا لوحدنا بل للبشرية ينتصر للخير وللفقراء وللقيم العالية والسامية.
والله لو قرأ الغربي العادي عن محمد قراءة هادئة وناضجة لأسلم في لمحة بصر لكننا لا نصل إليهم إلا من الطريق الخطأ وانظر كم سيروج لهذا الفيلم التافه في بلادهم وبلادنا بسبب ردة الفعل غير الناضجة التي تقودنا إلى تشويه أنفسنا تحت وطأة الغضب ماذا لو كنا قدنا بأموال تهدر في المواخير الليلية في مدنهم حملة علاقات عامة وإعلامية على كل المستويات وفي أوساط الرأي العام الغربي لكسبنا عشرات الآلاف منهم فديننا عظيم عظيم فقط منú يقدمه لهم سيقول غاضب : لا وألف لا وأقول : نعم وألف نعم إننا نعطي لمهووسين هناك فرصة لأن يترزقوا على حسابنا كما يقال بالبلدي.
وانظر كلما بدأ الناس يقتربون من قضايانا جاء منú يستفزنا ويعيد الأمر إلى نقطة الصفر من جديد وانظر – أيضا – ماذا لو أنتج العرب فيلما كـ «الرسالة» وبممثلين عظام كـ «أنتوني كوين» الذي مثل دور عمر المختار والفيلم كان الحسنة الوحيدة للقذافي – رحمه الله – ماذا لو أنتج المسلمون أصحاب الأموال أفلاما عن عظمة الإسلام وفيه الكثير الكثير وبلغة الآخرين كنا لن نرى مهووسا يقدم على فعلته لأن الرأي العام في بلده لن يسمح له بازدراء أعظم البشر محمد صلوات الله وسلامه عليه ماذا لو قدمنا لهم عمر وعلي وأبو بكر وعثمان وفي كل وقت بالصورة التي كانوا عليها مش قمنا بتقديم عمر في لحظة سياسية غير مناسبة ووجهناه باتجاهنا لنزيد الهشيم نارا!! ماذا لو نقلت كاميرا عربية من الأمم المتحدة العبارة الأعظم إلى أطفال الغرب وعامته الذين لا يفهمون عن الإسلام شيئا إلا أنه قتل وهمجية ووأد للبنات وركوب الجمال في عرض الشوارع!! ماذا لو قرأوها بلغتهم : «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا» ماذا لو قلنا لهم هذا إسلامنا الذي يعلي دينكم¿ ماذا لو خاطبناهم بلغتهم¿ وكسبناهم بإفهامهم أن الدين الإسلامي غير ما تقدمه أفلام تنتجها دوائر تدرك نفسية المسلم الانفعالية فتصل إلى أهدافها من أقصر الطرق¿ ومع كل ذلك من إقرار أننا ضد القتل إلا أن على الحكومات الغربية ألا تركن إلى استنكارنا هذا وتترك الحبل على الغارب كما يقولون فيفترض أن تقول للناس أن ما حدث يسيء لمعتقد شعوب أعدادها بمئات الملايين وأن الحرية الشخصية ليست عذرا لأن يسيء منú يريد لديننا تحت أي مبرر.
الآن قد حدث الضرر وسيقول قائل من الغاضبين من لدينا : لا يمكن إلا أن نرد الصاع صاعين أقول : نعم نرد ولكن ليس بالأسلوب الليبي فهذا يزيد الطين بلة لا بد أن نرد وبما رد به رسول الله على كل منú أساء اليه وصدقوني أن فيلما تافها حقيرا لن يضر الدين العظيم في شيء وتذكروا بهدوء «إöنا نحúن نزلúنا الذöكúر وإöنا له لحافöظون» ما يضرنا هو ما حدث في ليبيا وقد حقق التافه ما أراد هو سيختفي ونحن سنظل نلطم الخدود.

قد يعجبك ايضا