لن تفلحوا
< عبدالملك الشرعبي
< عبدالملك الشرعبي -
مسلسل التفجيرات الإرهابية وأعمال التخريب والفوضى الرامية لزعزعة أمن واستقرار الوطن ومحاولة جره إلى مربع التشظي والانقسامات مرة أخرى.. لن تحقق أهدافها ولن تصل إلى غايتها مهما صنعت كما لن تثني مثل هذه الأحداث والتحديات القيادة السياسية وحكومة الوفاق الوطني وشعبنا عن المضي قدما في طريق التحول الديمقراطي واستكمال مسيرة التسوية السياسية وفق منهج المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة للخروج من شرنقة الأزمات المتوالية وزرع العراقيل المفتعلة التي تطل برأسها بين الحين والآخر لعرقلة جهود التسوية وإعاقة تنفيذ استحقاقات ومتطلبات المرحلة الانتقالية ..
وجاءت عملية التفجير الإرهابية التي استهدفت وزير الدفاع بالقرب من مجلس الوزراء عقب خروجه من اجتماع للحكومة وأدت إلى استشهاد أربعة من مرافقيه وعدد من المواطنين كواحدة من المحاولات اليائسة والبائسة لعناصر التطرف والإرهاب والشر ومن يساندهم من الذين يستهوون إراقة الدماء البريئة وقتل النفس المحرمة والتخريب ونشر الفوضى والعبث بأمن واستقرار الوطن والمواطنين .. كما يأتي توقيت العملية الإرهابية بعد يوم واحد من مصرع الزعيم الثاني للقاعدة في جزيرة العرب الإرهابي السعودي سعيد الشهري مع ستة من مرافقيه في عملية نوعية لوحدات القوات المسلحة بوادي حضرموت رسالة للقيادة السياسية وللحكومة من قبل المتطرفين والإرهابيين وأنصار التخريب والشر بأنهم حاضرون وقادرون على تنفيذ تفجيرات إرهابية في أي مكان واستهداف قيادات كبيرة في الدولة في حال عدم الكف عن ترصد وملاحقة وقتل قيادات وعناصر تنظيم القاعدة الذي لم يعلن حتى الآن مسؤوليته عن التفجير الإرهابي الذي استهدف وزير الدفاع للمرة السادسة أو السابعة في غضون ثلاثة أشهر .. وهو ما يثير الكثير من الشكوك والتساؤلات الحائرة حول الجهة التي نفذت عملية التفجير الإرهابي .. وان كانت أصابع الاتهام تشير إلى تنظيم القاعدة وفقا للكثير من المتابعين والمراقبين واعتبار هذا التفجير امتدادا لسلسلة التفجيرات السابقة في السبعين وكلية الشرطة ومناطق أخرى في العاصمة تظل الإجابة الشافية مرهونة بنتائج هذا التحقيق والتحقيقات السابقة التي لم تكشف للرأي العام حتى الآن.
وبغض النظر عمن يقف وراء عمليات التفجير الإرهابية الرامية لزعزعة الاستقرار وهدم مقدرات اليمن ومكتسباته وإشعال بؤر الفتن والصراعات والفوضى في الوطن الواحد.. فإن ذلك يتطلب منا جميعا – قيادة وحكومة وأحزابا وقوى سياسية وقبلية ومنظمات وأفرادا أن نسمو عن خلافاتنا وجراحاتنا وأن نجعل الوطن فوق كل المصالح والاعتبارات ونقف صفا واحدا في مواجهة ومحاربة التطرف والإرهاب واستئصال جذوره السرطانية مستغلة حالة الأوضاع الأمنية والاقتصادية وغيرها من التحديات التي تمر بها البلاد ..
إن خطورة المرحلة وحساسية المواجهة مع الإرهاب تستدعي استنفار كل الجهود وتتطلب درجة عالية من اليقظة بما يتوجب على جميع أجهزة الدولة والأمن منها على وجه الخصوص الشعور بأهمية الاستعداد الدائم لكل المخاطر والتهديدات وتفويت الفرصة على الإرهابيين وأعداء الوطن والحياة.. كما على العلماء ورجالات الدين والمثقفين والاعلاميين والمرشدين تحمل مسؤولياتهم في تبصير الناس بمخاطر التطرف والإرهاب وتجنيب وطننا وشبابنا الانزلاق في حبائل الشيطان من خلال إبراز أخلاقيات وقيم ومبادئ ديننا الاسلامي الحنيف – دين الوسطية والاعتدال والتسامح والسمو بالنفس البشرية والتحاور مع الآخر للوصول إلى لغة مشتركة ومرتكزات يتفق عليها الجميع لبناء وطن موحد وآمن ومستقر..
وعلى كل من يحاول زرع الأشواك والعراقيل في طريق التحول الديمقراطي والسياسي والخروج على خيارات الشعب والإجماع الدولي أن يستوعبوا أن عجلة التغيير بدأت ولن تتراجع وان مرحلة إبقاء الوطن مكبلا بالأزمات المفتعلة وأعمال التخريب العبثية ونشر الفوضى واستهداف الشخصيات الوطنية بأعمال الاغتيالات والتصفيات الإرهابية أعمال مكشوفة ومفضوحة والأيام القادمة كفيلة بفضح كل المؤامرات الهادفة لزعزعة أمن واستقرار ووحدة الوطن وعرقلة مسيرة التحول السياسي التي ارتضاها شعبنا خيارا لا رجعة عنه للخروج من أزمته الراهنة والتوجه نحو مستقبل الدولة اليمنية المدنية الحديثة التي ننشدها جميعا.