إطلاق النار في الأعراس.. عادة متوارثة وحوادث دامية

تحقيقزهور السعيدي


تحقيق/زهور السعيدي –
يعتبر اليمنيون منذ القدم إطلاق النار مظهرا من المظاهر الفرائحية الكبيرة التي لا تتم الأعراس إلا بها .. هذه الظاهرة السيئة ظلت متوارثة إلى عصرنا الحاضر بل وطورتها الأيام لتصبح القنابل أيضا في بداية ونهاية كل عرس حتى تحولت الفرحة إلى مأتم وتحولت الأعراس إلى فجائع ..
الحملة الوطنية التي قامت بها وزارة الداخلية وأمن أمانة العاصمة لإنهاء هذه الظاهرة السيئة قد أبلت حسنا في الحد من هذه الظاهرة ونأمل المزيد من الجهود للقضاء على ظاهرة حمل السلاح والحد من ظاهرة إطلاق النار في الأعراس ..

رصاص وقنابل
وتزايدت هذه الظاهرة منذ الأزمة السابقة التي مرت باليمن حيث انتشرت الأسلحة بصورة كبيرة وأصبح كثير من الناس تجولون بسلاحهم في الشوارع وبالعديد من الأسلحة المختلفة كما حصل مؤخرا في سوق “الزمر” عندما انفجرت قنبلة كانت بحوزة احد المارة وأودت بحياة العديد من الأبرياء وفزعت جميع المتسوقين والكثير من الحوادث الأخرى المشابهة التي ما نزال نسمع عنها يوما بعد آخر ..
ولا يقتصر الأمر فقط على إطلاق الرصاص في الأعراس بل امتد الأمر إلى تفجير القنابل ولعل حادثة المرحوم ” حاتم علي” بريمة اكبر دليل على غباء وتخلف من يقومون بإطلاق القنابل في الأعراس حيث أقدم حاتم علي على رمي قنبلة أثناء عرس صديقه فتفجرت بين يديه وأودت بحياته وأصيب العديد من الحاضرين للعرس وأفزعت جميع أهل القرية ..
لتأتي بعده بشهر تماما حادثة التوأمين ” منى ومنال” البالغتين 18 عاما من مدينة الحديدة واللتين أصيبتا بالرصاص جراء إطلاق النار في عرس مما أدى إلى وفاة إحدى التوأمين وإصابة الأخرى بشلل وقضى العريس أيام عرسه سجينا ..
وتقول والدة التوأمين : كنا في ذلك اليوم جميعا في حوش منزلنا الكائن في منطقة الربصة وكانت الساعة تقارب الثانية عشرة ليلا وحيث أن بيوتنا في الحديدة غير مسقوفة بسبب الحر الشديد فنحن ننام في الحوش عند انطفاء الكهرباء وكانت في تلك اللحظة منى ومنال تتعاركان بشدة وكنت أحاول الفصل بينهما وما هي إلا لحظة حتى مرت رصاص فوقنا لتصيب منال بطلقة من الظهر وتستقر في الصدر وتوفيت في الحال أما منى فكانت الطلقة قد أصابت رأسها ووجدنا أيضا العديد من الرصاص في الحوش إلى أن علمنا انه يوجد عرس في منطقة غليل القريبة من الربصة وتم إطلاق الرصاص الكثيف في ذلك العرس وخاصة أن أهل العريس قد قدموا من صنعاء ومن بعض المناطق الجبلية وبحوزتهم العديد من الأسلحة من اجل العرس..
إفزاع الآمنين
ما حصل للناس أثناء الأزمة التي مرت بها اليمن في الفترة الماضية جعلت الخوف والرعب يدب في نفوس الناس من أي صوت سلاح وخاصة من عايشوا الحرب في المناطق القريبة من المواجهات وإطلاق النار في الأعراس وخاصة في هذا التوقيت يجعل الفزع لا يفارق الكبير ولا الصغير فسرعان ما يصاب الناس بالهلع عند سماعهم لصوت الرصاص.
يقول محمد النهاري : الناس لم يخرجوا بعد من الحالة النفسية التي سببتها لهم الحرب حتى يتفاجئوا بالعديد من الرصاص في الجو من الأعراس وهذا يزيد من قلقهم وخوفهم الذي لم يلوذ بعد بالفرار من أنفسهم وبعض القبائل تتفاخر بإطلاق النار في الأعراس وتعتبره من المظاهر الكمالية للأعراس والتي لا يمكن أن يكتمل الفرح إلا بها
جهل وتخلف
بشرى الحدي قالت : إن إطلاق النار في الأعراس تقاليد قديمة توارثها اليمنيون من أجدادهم وإنهم يعيرون الذي لا يعرف يطلق النار من أخوال العروسة أو إخوانها بأنهم ليسوا رجالا ويرون الرجولة بإطلاق النار العشوائي والذي يهدد حياة الكثيرين من الآمنين والأبرياء ..
ويقول صدام عبده طالب جامعي : إن البعض يعتبر إطلاق النار في العرس تفاخرا أمام الجميع وان إطلاق النار عند القبائل تدل على الرجولة حيث ويعلمون أطفالهم منذ الصغر على كيفية حمل السلاح وعلى إطلاق النار ويرجح صدام أن الإطلاق الكثيف للنار وراءه الانتشار الكثيف للأسلحة والتي تباع في كل مكان ويضيف صدام : على جميع الجهات الأمنية أن تتساعد للقضاء على ظاهرة حمل السلاح.
اجتثاث الظاهرة
وتعتبر قضية إطلاق النار في الأعراس قضية اجتماعية تحتاج إلى تكاتف جميع الجهود من الدولة والإعلام والناس لاجتثاث هذه الظاهرة المجتمعية الخطيرة والتي تودي بحياة الكثير من الأبرياء الآمنين أو تسبب لهم عاهات جسدية خطيرة على مدى حياتهم وإطلاق النار يعبر عن جهل شديد وعن غباء وتخلف وقد يصاب الحاضرون في الأعراس أيضا بالطلقات التي تسمى راجع وقد أعلنت مؤخرا وزارة الداخلية عن مقتل 9 أشخاص وإصابة 21 آخرين في حوادث متفرقة منها العبث بالسلاح في الأعراس.

قد يعجبك ايضا