تجاهل غير مسؤول..
تحقيق مصور إفتكار أحمد القاضي

تحقيق مصور / إفتكار أحمد القاضي –
أسلاك مكشوفة قريبة من الأرض تحصد عشرات الأرواح
الأطفال والعمال أكثر عرضة لخطر الكابلات والتسليك العشوائي
أسلاك وكابلات الكهرباء والضغط العالي المكشوفة والمتهالكة تنتشر في كل مكان وأصبح الكثير منها في متناول أيدينا وأيدي أطفالنا الأكثر عرضة لخطر هذه الأسلاك ولم يعد هناك شارع أو سقف أو نافذة إلا ويتدلى منه سلك كهربائي بشكل مخيف ..و(الكنبات) التي ترفع عليها هذه الكابلات صارت في أغلبها بدون أسلاك لأن الأسلاك متدلية منها وصارت ملامسة للأرض لتشكل خطرا وكابوسا يؤرق المواطنين الذين باتوا مسكونين بالخوف والرعب من المخاطر المحدقة بهم وبأبنائهم من كابلات وأسلاك الكهرباء المكشوفة والمتهاوية .
خطر محدق
ضحايا بالمئات والمتهم تلك الأسلاك الكهربائية المرمية في وسط أو طرف الشارع وعلى أسطح المنازل تفتك بهذا وتحرق آخر بلسعات شررها القاتل.
ورغم الضحايا الذين يتسقطون بين الحين والأخر في مآسي يندى لها الجبين إلا أنه لاحياه لمن تنادي من قبل المعنيين وكأن الأمر إهمال متعمد.
محمد كان يحلم بأن يحصل على أعلى تقدير في الثانوية العامة لكن أسلاك الكهرباء القاتلة أخذته قبل أن يحقق حلمه فعندما كان أخوه يلعب في سقف منزلهم سمع صراخه وهو منهمك في مذاكرته لم يستطع سماع صراخه دون أن يعرف السبب أسرع تجاه الصوت وصل إلى السقف وهناك وجد أخاه معلقا بأحد الأسلاك الكهربائية القريبة من سقف منزلهم لكنه لم يصب بأذى هرع مسرعا ليبعد الكابل كاملا من سقفهم نحو الشارع لكن الكابل كان أقوى منه ليذهب بعيدا ويرميه بقوة إلى الشارع ليفارق الحياة في لحظتها
فرحة لم تكتمل
صباح لم يكتمل على فرحة عرسها سوى شهرين فقط وفي ذلك المساء الأسود كانت صباح تنتظر أباها الذي تأخر في العودة إلى بيتهم وعندما كانت في سقف منزلهم بعد أن ملت من الجلوس وقفت ولم تنتبه لذلك السلك الكهربائي وحاولت الإمساك به وهي لم تكن تعلم بأنه لن يتركها إلا بعد أن تفارق الحياة وبدلا من أن تنتظر عودة والدها عاد والدها لكنه عاد على صراخ إخوانها وأخواتها الذين لم يصدقوا ماحدث زوجها هو الآخر لم يستوعب الصدمة وقام بإسعافها ورغم إقناع الأطباء له بموتها لم يصدق وأصر على أنها مازلت حية ورفض دفنها إلا بعد جهد جهيد من الجيران وأصدقائه.
حوادث أليمة
أحد العاملين في أمانة العاصمة يتذكر وبألم شديد ما تعرض له أحد زملائه أثناء عمله عندما قام دون علمهم بأخذ قضيب حديدي وحاول رفع كابل كهربائي كان يمر من فوق مكان عملهم وقرب أحد المنازل ليتمكن وايت الماء من الدخول إلى حوش المنزل.
ويقول: (عندما انتبه أحد زملائه المتواجدين في مكان العمل لما يقوم به زميلهم حاول إبعاده ولكن الخطر كان أقرب من التحذير حيث كان القضيب الحديدي الذي يحمله زميلنا قد لامس الكابل الكهربائي ووصل التيار الكهربائي إليه ولكن عمره كان ما يزال فيه بقية فلم يمت إلا أنه أصيب بعاهات كبيرة تمثلت في تقرح عضلات اليدين والرجلين وتشرخ وتحطم العظام وانتهى به الحال معاقا.
فتاة في مقتبل العمر كتبت لها النجاة لكنها فقدت يديها فعندما صعدت الفتاة للسطح في غفلة من أهلها لتلعب مدت يديها للتعلق بالكابل الذي يوجد في سطح منزلهم والمتدلي من السطح بشكل مخيف وبمجرد لمسها الكابل صعقتها الكهرباء مسببة تحطم يديها ولشدة الصعقة صرخت وهو ما نبه الأهل لإنقاذها لكنها فقدت يديها.
ضحايا
قائمة ضحايا كابلات الكهرباء المشكوفة تطول كثيرا وهم من الأطفال ومن الشباب وكبار السن على حد سواء وفي أكثر من موقع وكثير ما لا ينفع الحذر والوعي وبالذات أثناء العمل في مواقع تكون الأسلاك والكابلات الكهربائية المكشوفة قريبة من تحرك العمال والأشخاص ورافعي الأثقال خاصة الموصلة للكهرباء مثل رافعي حديد التسليح وخلاطات الخرسانات التقليدية ومعدي ومجهزي السقالات المعدنية وسائقي قلابات النيسة والكري وغيرهم.
إسهام المواطن
وقد نرجع أيضا تفاقم المشكلة إلى عدم الالتزام بالبناء وفق المخططات الرسمية والخروج على الإطار والمكان والمساحة المحددة في المخططات الرسمية وكذلك البناء والارتفاع بدون تراخيص رسمية كما أن المواطنين يجب عليهم أن يتواصلوا مع المجالس المحلية وإبلاغهم عن وجود أسلاك وكابلات كهربائية قريبة من متناول العامة وخطر ذلك على حياتهم وضرورة تواصل المجالس المحلية مع جهات الاختصاص لإيجاد الحل المناسب لهذه المشكلة وكذلك الإبلاغ عن الأشخاص المخالفين أو الذين لا يلتزمون بالبناء بموجب تراخيص ومخططات رسمية وأيضا الإبلاغ عن حالات الربط والتوصيل للتيار الكهربائي غير السليم والربط بواسطة أسلاك وكابلات كهربائية مق