بين البينين…

عبدالخالق النقيب

 - ما زال الناس في حالة تأهب واستعداد لمغادرة الأزمة  نقرأ لهفتهم لتخطيها في حاجة كل ما يحيط بهم لتجاوزها  يبدون على أهبة الاستعداد بانتظار أن تأتيهم الإشارة م
عبدالخالق النقيب –
ما زال الناس في حالة تأهب واستعداد لمغادرة الأزمة نقرأ لهفتهم لتخطيها في حاجة كل ما يحيط بهم لتجاوزها يبدون على أهبة الاستعداد بانتظار أن تأتيهم الإشارة من الحكومة التي تمثل البلاد وتدير شؤونها وبانتظار اصطفاف القيادات السياسية والاجتماعية والشبابية الممتدة على ساحات البلاد والتي تغنت طويلا بالمستقبل الفردوسي الموعود الذي كان يقف النظام السابق سدا منيعا يحول بينه وبين الناس الطامحين في الولوج إليه .
* فيما الساسة الجدد والصور القيادية البديلة تسكنهم محنة بين البينين يمضي الوقت ويغرق الناس بواقع يطفح بالأحداث الدامية في عزاء أبين وأسواق تعز وصنعاء وسقوط المزيد من الشهداء الجنود أمام وزارة الداخلية وقبلها كلية الشرطة وميدان السبعين و.. و.. وضع يشكو الانفصام الأخلاقي والوطني ويعيدنا إلى الوراء ويثقل كاهل الشعب ويرهق الحكومة بأكوام وأعباء إضافية تتكدس أمامها وتتعقد بتداخلاتها وتفوح تعفناتها المزمنة .
* تمادي الوضع وتفشي التسيب وانعدام الردع لكل أشكال التجاوزات ومتخطي الخطوط الحمراء ينذر باتساع رقعة البيئة الخصبة لانتعاش ديناميت القاعدة والأسواق الخاصة بأصحاب المشاريع القاصرة وهواة التربع على كراسي الحكم وتمثيل قواعد المعارضة أساطية وفقهاء بين البينين هم من يشبع مناخ التراخي والارتخاء الممطوط ويعمدون إلى تغذيته ويضخونه بمزيد من الانفلات والفوضى واللااستقرار حماية لمصالحهم ولنفوذهم التي لا تستطيع البقاء أو التنفس إلا في ظل تضخم الفراغ (فراغ الدولة وانكماش هيبتها).
* كم هو مقزز منطق الوقوف بين البينين وكم هو مقرف لدرجة الغثيان الناس متعبون ولم تعد لديهم الطاقة الكافية لاستيعاب أن يكونوا ضحية لعبة سياسية قذرة لا تعترف بقوانين الانسانية ولا تؤمن بمبادئ الضمير الوطني متى سيتمكن الساسة والقادة في المجتمع من الخروج من محنة المحاصصة والابتزاز والبقاء بين البينين ليتوقف تعب الناس وأرقهم مع الحاضر والمستقبل علهم يكتشفون في رحلة بحثهم المرهقة بارقة أمل تشرح صدورهم وتضيء وهج الفرح الخافت في القلوب.

قد يعجبك ايضا