لمن كل هذه اللابتوبات ¿!!
محمد العزيزي
محمد العزيزي –
يبدو أن داء الفساد المتفشي في المؤسسات الحكومية قد أغشي وأعمى أبصار الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد بل وأصم أذنيها وازكم أنفها فهي لا ترى ولا تسمع ولا تشم. وإلا لماذا تكتب العديد من الصحف عن الفساد فلا نسمع جعجعة ولا طحين من هيئة مكافحة الفساد عن هذه القضايا.. فعلى سبيل المثال لا الحصر قبل اقل من خمسة أشهر تحدثنا عن استغلال المال العام في مركز السرطان بشكل ينم عن الحقد تجاه مال الدولة في ظل تواطؤ وزارة المالية.. لأن العبث وصل حد الاستهتار بأرواح مرضى ومرتادي هذا المركز الذين نهش أجسادهم المرض ونهب قيمة علاجهم العابثون في شراء كماليات ترفيهية لأنفسهم كنا قد تطرقنا عن شراء لابتوبين اثنين قيمة الواحد منهما 2300$ وأبلغت الهيئة حينها عن ذلك البذخ في ظل أن المريض يقبع في حوش المركز أياما وليالي يفترش الارض ويلتحف السماء ينتظر جرعة إشعاع أو علاج أو أمبولة دواء مصاحبة لا توجد في المركز وإن وجدت فهي لشركات هندية والجميع يعرف ماذا نقصد بالهندية. ومع ذلك لم تمض الأشهر الخمسة إلا وتقع بين أيدينا وثائق بأن المركز قام بشراء أربعة لابتوبات ضخمة قيمة الواحد منها 1980$ أي ما يزيد عن 8390$ كإجمالي للمناقصة مرفق بجانب فاتورة الشراء فاتورة أخرى قيمتها 550$ ضرائب تلك الأجهزة مضافة على المبلغ الإجمالي..
قال حريصون أو مختصون إن مبررات شراء هذه الاجهزة ضرورة وحاجة ترفع من كفاءة الاداء ومصلحة العمل تتطلب هذه الأجهزة الشخصية بينما مكاتب مركز (اللابتوبات) أقصد الأورام لا يخلو مكتب إلا وفيه كمبيوتر مكتبي ضخم لكن مصلحة العمل تقتضي كمبيوتر شخصيا وبمواصفات عالية وغالية و»حاااااالية «.. هذا البذخ يجعلنا نتساءل هل استطاع هذا المركز أن يسيطر على المرض ويكتشف السرطان مبكرا ومعالجته في الوقت المناسب ¿ وأيضا يقدم خدمات راقية ويحصل المرضى على العلاج بشكل سلس وسهل بدون عناء ولديه أدوية عالمية ومتوفرة لتخفف الألم.. أم أن المريض يتحول مرافقه إلى مراسلين ومتوسلين للقائمين على هذا المركز إعطائه الجرعة لمريضه في الوقت المناسب والمحدد !! .
والعجيب عندما تلتقي قيادة الأورام تجدهم يتباكون ويشكون العوز والظلم والفقر والعجز في شراء أدوية للمرضى ويطلبون المناشدة لأهل الخير والحكومة إنقاذ حياتهم الشخصية والمرضى.. إذا فمن أين تأتي هذه الأموال الباهظة لشراء أغلى أنواع اللابتوبات أو الكمبيوترات المحمولة وبصريح العبارة الشخصية .. أليس مريض السرطان أحوج بهذه المبالغ الباهظة في سد ولو جزء بسيط من العجز الذي يتحدثون عنه في شراء تلك العلاجات ولو «هندي « .. جميعنا تابع خلال شهر رمضان القنوات اليمنية الحكومية والخاصة وهي تخصص ساعة كاملة على شاشاتها تطالب وتناشد أهل الخير والمواطنين التبرع من اجل بناء مركز للأورام وتوفير العلاج للمرضى بأسلوب وصل حد السحت . فكيف بالله عليكم ترضون على أنفسكم العبث بأموال ضحايا أخطر أمراض العصر¿! أم أن خبراء الفساد في الحسابات والمالية يريدون إنعاش شركات الكمبيوترات واقتصاد السوق كون الموظفين يعملون في المركز كخبراء منذ 8 سنوات ولم̷