قليلا من الحياء

معين النجري


معين النجري –

حتى في شهر رمضان يصر البعض على الإيغال في معصية لم يكن بحاجة اليها البتة. لا يقيم وزانا لا لرمضان ولا لرب رمضان.
يفتح كل شيء على مصراعيه.. يسب و يشتم وينتهك أعراض الناس فقط ليقول لمن حوله أنا هنا.
تخيلوا أن احدهم يكتب مقالا مختصرا كل ما فيه خوض في عرض امرأة يختلف معها سياسيا , لكن شيء من مقاله لم يتناول أو يناقش مواقفها السياسة أو الفكرية حتى لو كان نقدا لاذعا. بل جند كل المصطلحات الجارحة للعرض و الشرف التي يحتويها قاموسه للقدح في عرضها وشرفها ناسيا أو متناسيا إن الله سبحانه وتعالى لم يشدد في موضوع شهادة و شهود إلا في الحديث عن الأعراض.
لم يسال نفسه لماذا اشترط الإسلام أربعة شهود للقذف وشاهدين فقط لقطع الرقاب.
لم يكتفي الإسلام بالأربعة الشهود فقط حرصا على أعراض المسلمين فاشترط أن يكونوا عدولا.
هل هذا يكفي لقذف امرأة مسلمة ¿ أكيد لا , يجب أن تتطابق شهاداتهم بنسبة 100% وان يكونوا قد شاهدوا الفعل بوضوح الميل في المكحلة والرشا في البئر.
هل هذا كل شيء¿ أيضا لا يجب أن يدرك الشهود إن في حال اختلاف شهادة احدهم سيتعرض الجميع للجلد.
يا الله لماذا كل هذا التعجيز في هذا الحد بالذات¿ شيء كهذا ربما لم يحدث منذ قرون وربما لن يحدث , يصعب جدا أن تأتي بأربعة شهود ينطبق عليهم كل تلك الشروط.
إنها الحكمة اللاهية, وكأن الله والدين الإسلامي يقول لنا دعوا الناس وشانهم ولا تقتربوا من أعراضهم.
إذا لماذا نتجرا على حدود الله ونترك لألسنتنا لجامها فتتقيا كلمات من شانها أن تهدم بيوت وتشرد أطفال وتسيل لها دماء محرمة.
كيف استطاع بعض العاملين على الدين إقناع المجتمع بتتبع عورات الناس وافتراض سوء النية في النساء لتصبح المرأة متهمة في عرضها وشرفها إلى أن تثبت عكس ذلك .
إن هؤلاء لن يتورعوا عن القيام بأي شيء من اجل تنفيذ أجندتهم السياسية. أي شيء مهما كان بشعا ومنبوذا أو محرما شرعا.

قد يعجبك ايضا