أخلاقيات وتعاملات بسيطة تزيد من تعزيز القيم الاجتماعية

تحقيق نجلاء الشعوبي


تحقيق/ نجلاء الشعوبي –
الكلمة الطيبة لها مكانة في النفس خاصة بحيث تأسر المتلقي لها بكل معاني الامتلاك وتؤثر على النفس الإنسانية ابلغ التأثيروبالكلمة الطيبة نستطيع أن تلين القلوب وأصعب الملامح وبها نطفئ نار الغضب وتعكر المزاج ويقال بالمثل الشعبي القائل ( الكلمة الطيبة تكسر العود اليابس) وما خرج هذا المثل في الموروث الشعبي إلا نتاج الأثر الطيب للكلمة التي توقع اثرا في النفس وللأسف بدأ يفتهم للكلمة الطيبة مفاهيم عديدة منها ما هو تزلف ومنها ما هو مجاملة ومنها ما هو مكسب لضعفاء النفوس وكان التعامل في حياتنا جف من الطيب والأخلاق الحسنة سواء مع الإفراد داخل إطار الأسرة الواحدة أو خلال المجتمع المحيط بالفرد بالعمل والشارع والمسجد ويأتي شهر رمضان يحمل معه من الطيب ما يحمل بحيث يزرع في نفوس البشر محبة الطيب في القول والفعل والأخلاق والقيم بين أفراد المجتمع المسلم وليس دائما في رمضان تسمع الكلام الطيب أو من كل الناس فهناك من يجعل الصوم حجة للغضب والتخلي عن الأخلاق والقيم الإنسانية الطيبة التي ترتكز على الكلام بالدرجة الأولى التي لها موقع كبير في صميم التعامل الإنساني لقول الله تعالي في محكم آياته ? ألمú تر كيúف ضرب الله مثلا كلöمة طيöبة كشجرة طيöبة أصúلها ثابöت وفرúعها فöي السماءö (24) تؤúتöي أكلها كل حöين بöإöذúنö ربöها ويضúرöب الله الúأمúثال لöلناسö لعلهمú يتذكرون (25) ومثل كلöمة خبöيثة كشجرة خبöيثة اجúتثتú مöنú فوúقö الúأرúضö ما لها مöنú قرار (26) يثبöت الله الذöين آمنوا بöالúقوúلö الثابöتö فöي الúحياةö الدنúيا وفöي الúآخöرةö ويضöل الله الظالöمöين ويفúعل الله ما يشاء (27)?[سورة إبراهيم الآية:24-27]
فالمقصود بالمثل تشبيه المؤمن وقوله الطيب وعمله الصالح بالشجرة المعطاءولا يزال يرفع له عمل صالح في كل حين ووقت وفي كل صباح ومساءفالكلمة الطيبة شجرة تجود بخيرها وثم تعلو من فوقها بالظلال وبالثمار الطيبة التي يستحبها الناس ولا يملون منها لما تملأ النفس بالصدق والإيمان وتدخل القلب من دون أي استئذان وهذا بالعكس الكلمة الجافة التي أصلها غير ثابت وموقعها قاسي والتي تجعل من شكل قائلها يظهر عليه نوع من التعجرف والغرور والتكبر فهي تضر من نطقها وتسيء لكل من سامعها فهي لا خير فيها كالشجرة الخبيثة أصلها غير ثابت ومذاقها مر وشكلها لا يسر الناظرين تتشابك فروعها وأغصانها حتى ليخيل للناظر إليها أنها تطغى على ما حولها من الشجر والنبات إلا أنها في حقيقة أمرها هزيلة لا قدرة لها على الوقوف في وجه العواصف والأعاصير بل تنهار لأدنى ريح وتتهاوى لأقل خطر يهددها إذ ليس من طبعها الصمود والمقاومة وليس من صفاتها الثبات والاستقرار إنها شجرة لا خير يرتجى منها فطعمها مر وريحها غير زكية فهي شر كلها وخبث كلهاوروي عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله سبحانه: {ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار } قال: ضرب الله مثل الشجرة الخبيثة كمثل الكافر. يقول: إن الشجرة الخبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار يقول: الكافر لا يقبل عمله ولا يصعد إلى الله فليس له أصل ثابت في الأرض ولا فرع في السماء. ـ رواه الطبري.

برمضان
ولذلك بالشهر الكريم نجد الغضب وسوء الأخلاق بين الأفراد ينتشر بعكس المفهوم الذي يتوجب عليه أن يكون عليه في هذا الشهر الكريم فبالنسبة للصائم فإنه فيقوي إرادته ويحمله على الانقياد لما يحبه الله ويرضاه ويمنعه من الممارسة غير الصالحة من الأقوال والأفعال غير اللائقة ويمنعه من الاعتداء على الآخرين بالأقوال والأفعال فمن الشيء المعتاد عليه أننا نسمع (لا تحاكي صايم بعد العصر) وكأن هذا الصائم قنبلة مؤقوتة بوجه الناس وليس في عباده وآخر يقول (صفراء الصيام) وكأن الصوم مرض يخرج منه العيوب فتبدأ الأخلاق تضيق والمعاملات تكون أكثر صعوبة بين الناس سواء في الأسواق أو المؤسسات والوزارات الحكومية حتى على مستوى البيوت كأن الصوم لم يأت بشيء من الأخلاق والمعاني الكريمة التي تحمل أسمى وأنقى الأخلاق والمبادئ الإنسانية متناسين أن هذا الشهر شهر الأخلاق والقرآن لقوله تعالي «شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان» لذلك تغيرت معاني هذا الشهر الكريم ولم يعد هناك أي تحكيم للعقل والتمسك بالإيمان.
محمد الصنعاني مدرس يرى أن الشهر الكريم يعتبر مدرسة لتعليم الكثير من الدروس والعبر سواء كانت النفسية والأخلاقية والجسدية وه

قد يعجبك ايضا