تقرير التسليم

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي –
أشعر بغربة الماء في الصحارى القاحلة.. كم أحتاج إليك في هذه اللحظة كأنني أتشكل من جديد..
أبتسم لنفسي والدنيا تنفخ في وجهي كأنني شمعة تريد إطفاءها !!
كل شيء يدير لي ظهره..
كم أتحسر على نفسي..
سألبس أكفاني بجسد طري ونفس ذاوية قتلها الحنين منذ أزمنة بعيدة.
سأكتفي بأن أرسم يديكö وأضع وجهي بينهما وأبكي..
سأكتفي بأن أقبöل رسائلكö ولن أخبرك بهذا كي لا تتوقفي عن الإرسال..
سأكتفي باسترجاع صوتكö
سأكتفي بتهديداتكö
سأكتفي بالصراخ.. ولن يكفي صوتي لأقول كل شيء في صرخة واحدة..
يتجمد الماء بين يدي الدافئتين
وتنهرني الدنيا كأنها تريدني أن أجاري كل هذا الجليد !!
لم يعد هناك بوصلة.. فقد تساوت الجهات ولا فرق بين أن أذهب يمنيا أو شمالا فالتقاليد والأعراف اللعينة تملأ كل الجهات.
سأنقسم لأصير اثنين.. وسأكتفي بنصفي لأفعل به ما أشاء.. فربما تحررت من حصار نفسي لنفسي.
أوقن أن العطر ساحر لكني حين أضعه يفقد العالم جيوبه الأنفية ولا يجد سوى جيوبي ليختبئ فيها.. وحين أحاول أن أتسلق جبال البهجة يستيقظ سيزيف ليـدحرج صخرته بداخلي.
ينطفئ كل هذا الشجن بكلمة دافئة
كلمة أحتاج إليها لإطفاء هذا القلق الذي يعبث بي..
أنا قنوع جدا.. لا أطلب الكثير..
أكتفي برسالة فارغة وأملأها بما أريد سماعه منك..
في الماسنجر أكتفي بوردة منحنية تظنين أنها ذابلة بينما هي تصلöي لك.
أكتفي بنقطة واحدة في الفيس بوك.. كم تخذلني هذه النقطة!!
تغمرينني بما هو أكثر.. لكني مصر على هذه النقطة.. لأن الأشياء التي لا تلقين لها بالا أراها كما يرى المــضطر دعوة مستجابة.
أحسد عتبة بيتك لأنها تعرف أشياء كثيرة قد تكون هامشية في نظرك لكنها ليست كذلك بالنسبة لي.
ستقولين هذا لأنك لا تعرفين أنها ليست مجرد تفاصيل لأنك لا ترينها بعيني.
أتعلق بأشيائكö كما يتعلق اليتيم بإبهامه التي يرضعها بعد أن اغتال الموت ثدي أمه..
ستنامين الآن دون أن تتفقدي هدúهدي الذي ملأ موبايلك بالرسائل.. وسيعود إلي خائبا دون أن يحمل لي حتى تقرير التسليم.

قد يعجبك ايضا