قتلـــوه ذبحـــا طمعــا في فلوســه!
لقاء وسردفايز البخاري

لقاء وسرد/فايز البخاري –
لم يكن يدري (س-م) أن عمله الدءوب وإخلاصه في عمله وحسúن تعامله مع الناس سيكون مطمعا لشلة أصدقائه الذين استحلوا دمه من أجل المال الحرام,ولم يكن يدر في خلدöهö أن أولئك الأصدقاء الذين يعيش معهم معظم يومه وليله هم من سيحددون نهايته المأساوية وبتلك الصورة البشعة التي هزتú المنطقة بأسرöها.
حين شرح لنا والöده وإخوته كيف كانت نهاية (س-م) الذي عرفته أنا شخصيا من أنبل شباب المنطقة وأكثرهم التزاما بالدين وبعúدا عن الألفاظ النابية,حز في النفس ما آل إليه مصير ذلك الشاب الوديع الذي لم يشهد أحد أنه تخاصم مع شخص طوال عمره الذي لم يتجاوز العشرين ربيعا.
كان(س-م) ومنذ سنوات عمره الأولى لا يبرح دكان أبيه إلا إلى المدرسة أو البيت لجلب الطعام أحيانا,وإلا فقد كانت أخواته يتكفلن بجلب الطعام له ولوالده وبعض من إخوته الذين يبقون إلى جانب والدهم لمعاونته في البيع والشراء,أما (س-م) فقد كان أكثر إخوته التزاما بالمكوث بالدكان عكس بقية إخوته ورغم أنه الأصغر,وهذا ما زاد من محبته في قلب أبيه الذي رفض أنú يبرح (س-م) جواره حتى للدراسة الجامعية بعيدا عنه أو للغربة كما فعل إخوته الكبار الذين ذهبوا للعمل والاغتراب في إحدى دول الجوار.
ظل (س-م) يعمل بجد مع والده بعد أنú أكمل دراسة الثانوية العامة,وبدأ يفكر في مشروعه الخاص,وبعد تداول الأمر مع والديه استقر به الرأي على شراء حافلة ركاب متوسطة 16 راكبا التي تسمى باص وسط,وحين تجمع له المبلغ المحدد لشراء الباص بدأتú خيوط المؤامرة الخسيسة تنسج حول هذا الشاب (الضحية) المسكين الذي تحدث بحسن نية مع أصدقائه عن رغبته في شراء باص وعن مبلغ الثلاثة ملايين التي جمعها لشرائه.. سال لعاب هؤلاء الشلة الفاسدة وبدأوا يحيكون المؤامرة,واستقر رأيهم على أنú يأتوا بشخص آخر يشاركهم المؤامرة ويحكöم معهم نسج خيوطها,وقد كان,وللأسف أن أحد هؤلاء المتآمرين هو صهره زوج أخته وابن عمه واثنان من جيرانه في المحل.
حين أحكموا الخطة قالوا له لقد وجدنا لك باصا حديثا ونظيفا يمكن له أنú يخدم معك سنوات طويلة,وهذا هو الشخص الذي سيأتي به.. تواعدوا على أنú يكون ذلك في يوم محدد وسيسافرون مع ذلك الشخص والمغدور به(س-م) إلى أحد المنافذ الحدودية لليمن من أجل الإتيان بذلك الباص.. بعد العشاء ليلة السفر المزعوم أتى جيرانه الاثنان وأخرجوه من المحل ليلعبوا بالكرة هم وبقية الشلة,وقد أخذ منهم ذلك وقتا ليس بالطويل حتى استطاعوا ضرب الكرة لمسافة بعيدة أجبöر (س-م) على اللحاق بها,وأثناء ذلك قام فرد من الشلة بالدخول إلى دكان (س-م) واختبأ خلف ثلاجة تبريد العصائر والمياه المعدنية والمياه الغازية, ليقوموا عقب ذلك بحوالي عشر دقائق -كما قال والده وإخوته- بإنهاء اللعبة والعودة لثكناتهم بانتظار ساعة الصفر المحددة التي اتفقوا عليها.
عند الساعة الثالثة فجرا وحين يكون الناس في المنطقة يغطون في سبات عميق أتتú الشلة حسب الاتفاق فبادر الشخص المختبئ بالدكان لفتحه وعندها سمöع (س-م) الحركة فأضاء النور والتفت نحو سلاحه الشخصي (مسدس) يحمي نفسه من هؤلاء المهاجمين الذين كانوا يرتدون ويضعون على وجوههم براقع تستر شخصياتهم,ولكنهم كانوا أسرع منه وبادروه بالطعن ومن ثم الذبح كما تذبح النعاج قبل أن يتمكن من الدفاع عن نفسه ليردوه قتيلا على الفور.
قتلوه وأخذوا مبلغ الثلاثة ملايين التي كانت بحوزته من أجل شراء الباص ثم أغلقوا المحل وغادروا وكأن الأمر لم يكن.. في الصباح أتى أبوه لإيقاظه فاستغرب حين وجد باب الدكان مغلقا من الخارج,وهذا يعني أن (س-م) قد غادر الدكان مبكöرا دون استئذان أو توديع والده على غير العادة,وهو الذي لم يكن يذهب حتى للمسجد إلا بإذن والده.
انقبض قلب والده الذي سارع لفتح الباب,وما إنú ولج حتى رأى الفاجعة المهولة التي أوقعته على الأرض مغشيا عليه حين رأى ابنه مضرجا بدمöهö ورأسه تكاد تنفصل عن جسده..
هرع الجيران والمارة إلى إسعاف الأب والاتصال برجال الأمن لمعاينة الحادثة التي أبكت الجميع وهزت وجدان كل الناس على السواء,الذين عرفوا الشاب المغدور والذين لم يعرفوه.
وصل أفراد الأمن والبحث الجنائي وتم معاينة مسرح الجريمة وتصوريه واخذ البصمات الموجودة فيه,كما تم أخذ أقوال الجيران وأصدقاء الضحية وأسرته,وكان في عöداد من تم أخذ أقوالهم جيرانه الاثنين الضالعين في الجريمة..بعد أخذ الأقوال وأثناء مراجعتها من قبل مديري الأمن والبحث في المنطقة وجدوا أول الخيوط التي أرشدتهم فيما بعد وبتعاون أسرة الضحية للقتلة الحقيقيين,حيث ورد في أقوال جاري الضحية الاثنين أنه كان معه ثلاثة ملايين وكانوا سيسافر