اليمن أفيقــوا

جمال عبدالحميد عبدالمغني


جمال عبدالحميد عبدالمغني –
أربعة أشهر بالتمام والكمال منذ قال الشعب اليمني الصابر كلمته ونقل السلطة من الرئيس السابق علي عبدالله صالح إلى الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي من خلال انتخابات حرة ونزيهة عبرت عن تطلعات الشعب اليمني لإحداث تغيير شامل ليس في الأشخاص فقط ولكن في التوجهات وأساليب الأداء والقوانين العفنة والعقليات المتحجرة والمتصلبة تغيير يشعر الناس أن دماءهم لم تذهب هدرا وأن معاناتهم الطويلة وتضحياتهم الجسيمة قد كللت بالنجاح في نهاية المطاف لكن وباستثناء ما حققه أبطال القوات المسلحة ورجال اللجان الشعبية في محافظة أبين وما جاورها من نصر مؤزر على أنصار الشريعة أو القاعدة ذات الأهداف والأساليب الجديدة باستثناء هذا النجاح فإن شيئا مما ناضل من أجله الشعب اليمني لم يتحقق للأسف.
> الشعب أراد أن ينعكس التغيير على حياته المعيشية وأوضاعه الاقتصادية وهو يعلم علم اليقين أن ذلك لن يحدث إلا إذا باشرت الحكومة باتخاذ إجراءات جادة وصارمة للقضاء على الفساد وتحصيل موارد الدولة الفعلية من جميع المصادر وتوجيهها لخدمة الفرد والمجتمع لكن للأسف أن ما حدث حتى اليوم لا يبشر بخير أيها الشعب الكريم فموارد الدولة من مؤسسات وشركات القطاع العام والمختلط لا زالت تنهب حتى اليوم وبذات الأساليب المنظمة والممنهجة والمحمية وشركات ومؤسسات القطاع الخاص العملاقة والمتوسطة لا زالت تنهب مستحقات الشعب والدولة من الضرائب والزكاة والجمارك وغيرها وثروة البلاد من الغاز الطبيعي لا زالت تباع بأقل من ربع السعر الحقيقي العالمي أمام مرأى ومسمع من الجميع وكأن عقد البيع الظالم يمثل بندا من بنود الدستور يصعب تجاوزه وأنبوب النفط في مارب لا زال مدمرا ولا يجرؤ أحد على إصلاحه ولا يعلم الشعب ما هي القوة الخفية والرهيبة التي تقف حائلا دون استفادة الشعب من هذه الثروة البسيطة التي منحها الله إياها علها تسهم في سد رمق الجائعين.. وخطوط الكهرباء تضرب صباحا ومساء وكأنها وصفات علاجية يجب أن يتجرعها هذا الشعب المقهور.
> سمعنا خبرا لا نستطيع تأكيده مفاد الخبر أن القوى النافذة الدولية أكدت للجانب اليمني أن الهيئة العامة لمكافحة الفساد يجب أن تلعب في الفترة الراهنة والمستقبل دورا محوريا وفاعلا في القضاء على الفساد وهذا لن يأتي إلا من خلال اختيار أفضل وأكفأ العناصر وأكثرهم خبرة في مجال مكافحة الفساد دونما حاجة للمحاصصة الحزبية والمناطقية وبرر اللاعبون الدوليون هذه التوصيات بأن هذا الجهاز الرقابي الحساس لا يحقق النجاح المطلوب ما لم تتوفر مواصفات خاصة في أعضائه لا يمكن توفرها في جميع الناس مهما كانت درجاتهم العلمية وقدر ربطوا بين ذلك وبين عملية اختيار المنتخبات الوطنية الرياضية إذا لم تختر أفضل العناصر الموهوبة لمنتخبك الوطني فلن تكون قادرا على منافسة المنتخبات الأخرى لدرجة أن الاوروبيين لا يتحرجون من اختيار عرب أو أفارقة لتمثيلهم إذا وجدوهم أكثر كفاءة وقدرة.
> في مقابلة أجرتها إحدى الصحف اليمنية غير الرسمية قبل أكثر من شهرين مع سفير الاتحاد الاوروبي «ميكيليه سيرفونه دورسو» أعجبتني إجابته على سؤال حول أولويات الاصلاح للأوضاع في البلد هل نبدأ بالجانب الأمني أم العسكري أم السياسي أم الاقتصادي¿ فقال يجب أن تمضي جميع المسارات بشكل متواز ومتزامن ولا يصح أن نبدأ بالجانب الأمني مثلا ونجمد الجانب الاقتصادي والعسكري والسياسي حتى ننتهي من ترتيب الوضع الأمني وهكذا نفهم من وجهة نظر هذا السياسي والدبلوماسي الغربي أن التقدم في جميع المسارات هو أمر ملح ولا يحتمل التأجيل فإصلاح الوضع الاقتصادي سينتج عنه تحسين تدريجي في معيشة الناس والنجاح في هذا الجانب لن يحدث ما لم يتم الشروع باتخاذ خطوات جادة وفعالة وفورية للقضاء على الفساد وتجفيف منابعه والنجاح في المسار العسكري والأمني مقرون باستكمال ما بدأنا به من خطوات لاستكمال الهيكلة وتوحيد الجيش بشكل كامل تحت قيادة واحدة يفضي هذا التوحد إلى خلق مؤسسة وطنية ولاؤها لله والوطن ومهمتها حماية التراب الوطني والوحدة العظيمة وممتلكات ومقدرات الشعب والنجاح في الجانب السياسي مقترن حتما بتوفير المناخ الملائم لإنجاح عملية الحوار وتقريب وجهات نظر الفرقاء وإشاعة روح التفاؤل والانسجام وتغليب مصلحة اليمن العليا على المصالح الضيقة والأنانية.
> نداء إلى حكماء اليمن ومفكري اليمن وعلماء اليمن وخبراء اليمن: البلد والشعب أمانة في أعناقكم وسكوتكم عن أخطاء الماضي أوصل الوطن إلى ما نحن فيه اليوم اصرخوا بأعلى أصواتكم في وجه الظالم والسارق والخائن كائنا من كان وسموا الأشياء بمسمياتها ولا تخشوا في الحق لومة لائم قبل فوات الآوان.
رسائل
الرسالة الأولى: إلى رئيس الجمهورية هل تعلم أن أساتذة الجامعات ومدراء العموم الذين لا يحصلون إلا على مستحقاتهم الرسمية أصبحوا اليوم يعيشون على

قد يعجبك ايضا