حفظ السمع والبــــصر واللسان غنائم الشهر الكريم فلا تفوتكم
استطلاع عبد الواحد البحري

استطلاع/ عبد الواحد البحري –
الصدقة في الشهر الكريم تطفئ غضب الله
بدأ شهر رمضان ولياليه الرائعة والدافئة ومعها بدأت المنافسة بين الذين يتاجرون مع الله تجارة لن تبور. فشهر رمضان الفضيل هو شهر التجارة الرابحة بين المسلمين وخالقهم عز وجل فيها يضاعف لهم الحسنات ويغفر السيئات وتقال العثرات وينادي مناد من قبل الله تعالى (يا باغي الخير أقبل وياباغي الشر أقصر) وفي شهر رمضان تفتح أبواب الرحمة والمغفرة والعتق من النار فرمضان يعد بحق فرصة عظيمة وموسما للمتاجرة مع الله ولذلك وجب علينا التشمير عن ساعد الجد من أجل الاستثمار الأمثل في هذا الشهر الكريم وإعمار كل وقته بالطاعات والعبادات والتقرب إلى الله بكل ما يحبه ويرضيه وطرق كل سبيل الخير والتجارة مع الله كي نكون ضمن صفوف المتنافسين ونحصل على الخير والعطاء الجزيل الذي يمنحه الله لنا في الدنيا والآخرة .
يقول الشيخ نبيل قائد المحراب إمام مسجد كليب بمحمية عتمة:
بالفعل شهر رمضان موسم التجارة الرابحة فهو شهر عظيم وموسم كريم شهر تضاعف فيه الحسنات ففي شهرنا هذا من تقرب لله فيه بخصلة من خصال الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه والفرائض هي أحب ما يتقرب به العبد المؤمن إلي ربه تعالى فهو القائل في الحديث القدسي : من عادى لي واليا فقد آذنته بالحرب, وما تقرب إلى عبدي بشيء أحب إلى مما افترضته عليه .. وفي شهر رمضان تفتح أبواب الجنات وتقفل أبواب النيران وتقبل فيها التوبة إلى الله من ذوى الآثام والسيئات , فالشهر أوله رحمه وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار .
يضيف الشيخ نبيل المحراب: وعلينا استثمار الشهر بشكر المولى عز وجل على ما انعم علينا به من موسم الخير والبركة وما خصنا به من أسباب الفضل وأنواع النعم , من خلال اغتنام كل أوقاته وذلك بعماراتها بالطاعات وترك المحرمات والالتزام بحدود الله تعالى وان نتحرى في كل أعمالنا سنة رسولنا صلى الله عليه وسلم وهديه في الشهر الفضيل فهو صلى الله عليه وسلم المتبوع والمقتدى به , وعلينا التوبة النصوح والإقلاع عن أية معصية والمحافظة على الصلاة وعلى قيام الليل والإكثار من قراءة القرآن الكريم وحفظ السمع والبصر واللسان عن المحرمات وصلة الرحم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإيتاء الزكاة وذلك حتى نفوز بطيب الحياة ويكون الأجر الجزيل والثواب ونكون من الفائزين الرابحين فالصيام المرجو ليس مجرد الامتناع عن الطعام والشراب فرب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش كما ورد في الحديث الشريف ولكنه صيام الجوارح عن معصية الله وانطلاقها في طاعته سبحانه .
ورمضان أيضا هو شهر الصبر والصبر جزاؤه الجنة وكفى بها جزاء وبالصبر تقوى الروح وتسبح في مدارج العلو والرفعة والنقاء والطهر , تلك الروح التي حبسناها أحدى عشر شهرا في هذا الجسد الطيني , اشتاقت إلى بارئها وحنت إلى خالقها فهي تنتظر هذا الشهر لتؤدي دورها في إصلاح الجسد وقيادته نحو معالي الأمور فياللصوم من مدرسة لتقوية الإرادة وشحذ العزيمة ورفع الهمة والتحليق في سماء القرآن العظيم .
وأضاف المحراب: إن شهر رمضان يحاول إعادة شيء من التوازن بين كفتي الروح والجسد كفة الروح التي خفت وضعفت لقلة غذائها وضعفها بالقرآن والذكر وكفة الجسد التي ثقلت بذلك الجسد المترهل المشبع بما لذ وطاب من الطعام والشراب.
من جهته قال الشيخ محمد عبد الله ناصر – إمام مسجد الحسن بن علي بمحافظة مأرب : أختص الله سبحانه وتعالى شهر رمضان بالصيام لأنه هو الشهر الذي انزل فيه القرآن الكريم على النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا أستحق أن يعبد الله فيه بتلك العبادات البدنية الروحية الخالصة وهي الصيام قال الله تعالى: (ياأيها الذين أمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون), وقال تعالى: (شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه).
وأضاف ناصر: ما شرع الله لنا إلى ما فيه صلاحنا فلكل عبادة غاية والصوم عبادة أفترض الله علينا في العام مرة ومن يتفكر في هذه الفريضة يجد أنها تصب في مصالح العباد وان الهدف منها أصلاح الدين والدنيا معا. والمسلم الفطن هو من يحقق في شهر رمضان الفوز العظيم ويدخل مع الله في تجارة لن تبور بل إنها تجارة رابحة فلذا من يكافى عليها هو الرحمان الرحيم صاحب الفضل العظيم هو الجود الكريم الذي يضاعف الجزاء الثواب لمن يشاء من عباده ونحن عباده يجب أن نكون مدركين للنعم التي ينعم الله علينا بها. في هذا الشهر كم هي واسعة رحمة الله بنا ومغفرته, كم يمنحنا من الفرص لكي نعود إلى طريق الحق ولكي نعبده سبحانه وتعالى العبادة الحقة التي تليق بجلال وجهه تبارك وتعالى. فعلى كل مسلم منا أن يشمر ساعده ويدخل مع نفسه في سباق وتنافس يحرص خلاله كل الحرص على الطاعة وعلى أداء العبادات والفرائض والتقرب إلى الله