من يعيد الانضباط إلى شوارع العاصمة صنعاء¿

دعبدالله الفضلي

 - لقد تعرضت شوارع صنعاء العاصمة لكل أنواع التخريب والتنكيل والعبث
والإهمال والانفلات الأمني وذلك بفعل الفوضى والمظاهرات والاعتصامات
والاضرابات وما خلفته من عاهات مستديمة في الشوارع على مدى عام ونصف
العام
د/عبدالله الفضلي –
لقد تعرضت شوارع صنعاء العاصمة لكل أنواع التخريب والتنكيل والعبث
والإهمال والانفلات الأمني وذلك بفعل الفوضى والمظاهرات والاعتصامات
والاضرابات وما خلفته من عاهات مستديمة في الشوارع على مدى عام ونصف
العام فقد أغرقت الشوارع بعشرات الآلاف من أطنان الأتربة المعبأة في أكياس
وتحولت إلى متارس وركام من الأحجار والحواجز الترابية التي جعلت معظم
شوارع العاصمة أكثر تلوثا وتخريبا وعبثا ما لم تتعرض له أية عاصمة عربية
وكأننا ننتقم ونثأر لأنفسنا من هذه العاصمة الجميلة الرائعة التي لمت شمل كل
اليمنيين من كل المحافظات. فإذا مررت على أية وسيلة نقل وطفت في معظم
شوارع العاصمة ستجد أن هناك أيدي آثمة وتخريبية قد طالت شوارع العاصمة
وشوهت معالمها وجدرانها وأسوارها والحقت بها أضرارا بالغة وخرابا وتدميرا لم
تعهده من أيام سام بن نوح عليه السلام.
ألم يقل الشعراء «صنعاء حوت كل فن» أما الآن فإن صنعاء «قد حوت كل عفن»
مع الأسف الشديد فقد أسأنا إلى عاصمتنا الجميلة شبابا وطلابا وعمال نظافة وباعة
جائلين وبساطين ومواطنين وسائقي باصات ودراجات نارية وكل يعبث
بالعاصمة على طريقته وكأننا أمام هذه الإساءة لعاصمتنا الجميلة نعمل على تدميرها
وتحويلها إلى مدينة هامشية فوضوية غير منضبطة ويمكن إبراز أهم ما تعانيه هذه
العاصمة من انتهاكات كما يلي:
1- انتشار الأتربة بكثافة والأحجار والمخلفات من كل نوع في كل الشوارع.
2- انتشار الحفريات والمطبات والتشققات وسط الشوارع ظلت وستظل مصيدة
للسيارات إضافة إلى ما قامت به المؤسسة العامة للمياه والمجاري قبل عامين حينما
شوهت شوارع العاصمة وحفرت حول غرف التفتيش ولم تقم بسفلتة ما قامت
بتخريبه حتى الآن.
3- انتشار الباعة والبساطين الذين غطوا مساحات واسعة وضيقوا المسافات بين
الشوارع وضايقوا المارة.
4- انتشار الفوضى المرورية وغياب رجال المرور وضعف آدائهم في الشوارع
وأصبح رجل المرور أضعف من بيت العنكبوت.
5- تراكم المخلفات من القمامات والأكياس والقوارير والقراطيس بكل أنواعها
بالإضافة إلى مخلفات المنازل والمحلات التجارية والمطاعم.
6- عدم الاهتمام بالشجرة والتشجير وإهمال المسطحات والحدائق بالإضافة إلى عدم
إرواء وسقي الأشجار في شوارع العاصمة.
وترميم شوارعها وتجميلها كعاصمة لدولة الوحدة اليمنية وكعاصمة أيضا لكل
الوحدويين خاصة وأن أنظار السياح العرب والأجانب تنظر إلى صنعاء على أنها
كنز من الفنون المعمارية فهل يصدق عليها القول إن صنعاء «جوهرة في يد
فحام».
إن شوارع صنعاء العاصمة تتعرض حاليا لعمليات تعرية وتشويه ولا أحد يتحرك
أو يعمل شيئا من أجل العاصمة خاصة في ظل عدم تعيين أمين للعاصمة صنعاء
يتولى مهامه ويعمل على إعادة الانضباط إلى الشوارع حتى الأشجار التي تحيط
بالشوارع ووسط الجزر قد تعرضت للعطش طوال أيام الشتاء وبعضها قد باتت
يابسة نتيجة لعدم سقيها وريها.
وكما نعلم فإن الشجرة والخضرة هي زينة وبهجة ومتنفس للسكان فضلا عن
منظرها البديع.
وكنا فخورين بأن شوارع أمانة العاصمة قد أصبحت مشجرة وبصورة تبعث على
الإعجاب والارتياح ولكنها الآن تتعرض للإهمال مما سيؤدي إلى تحويلها إلى عيدان
من الحطب كما أن الإهمال لشوارع صنعاء سيؤدي في النهاية إلى تحويلها إلى
شوارع قاحلة ولا فرق بينها وبين شوارع جهران أو يريم فهل من منقذ لشوارع
العاصمة من العبث والفوضى¿

قد يعجبك ايضا