غـصة كبيرة

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي –
سأنام الآن وأنا أحتضن غصة كبيرة..
أنتظر حبيبة أعاتبها على نومها في هذه الساعة
وأنا مصفد بالسهر والحمى والانتظار..

سأنام وأنا أكتب لها رسالة بيني وبين نفسي
سأملأها بالنقاط والفواصل وعلامات التعجب
ستسألني عن كل علامة استفهام
وسأرسم لها رجلا كهلا يتوكأ عليها كي لا تفكر بشيء غير هذا ..

هي نائمة الآن..
حتى موبايلها نائم أيضا
يرن بينه وبين نفسه كي لا يوقظها
كمن يكتم عطسة كبيرة في مكان عام..
ها هو المؤذن يوقظها لتلبس الأبيض
وتمارس ملائكيتيها بعيدا عن عيون النهار.

افتحي عينيكö ببطء كما كانت تفعل «سالي» في مسلسلها المؤلم..
ينتظرك نهار طويل من العناء الذي لا يليق بك
تمشين في الشارع
تصعدين الباص
وتعطين للسائق خمسين ريالا
يلقيها بين نقوده المخلوطة دون أن تهتز له شعرة !!
يلقيها هكذا بكل غباء دون أن يشمها أو يقبلها..
وأنت تتصرفين ببشرية تامة كي لا يشك أحد في حقيقتك !!

حين تغيبين تكون الدنيا كلها اوف لاين..
أين أنتö..
ها هو الشجن يورق في دهاليز القلب
وأنا أمشي ببطء كما لو أنني مقيد
أتعثر بكل شيء أصادفه أمامي
كأعمى في يومه الأول من فقدان بصره..
بودي أن أستوقف كل المارة وأسألهم عنك
رغم أنهم سيهزون أكتافهم ويدعون الغباء..
أيتها المرأة التي تتحكم في الأدرينالين:
رفقا بي
فقد أصبح نصف كريات دمي على شفا حفرة من الماء.

سأنام الآن وبي من الفرح ما يكفي لإيقاظ مقبرة
أستطيع أن أرى ابتسامتها عن بـعد
أستطيع أن أدخل إلى أحلامها
– لا أحب استخدام برنامج فتح المواقع المحجوبة بالتأكيد –
هي الآن تحلم بي
تحلم أنها تحدثني في الماسنجر
تتأخر في الرد عمدا لترى احتراقي
تبتسم.. وبحروف وردية تحدثني بكلام يابس
ستسألني غدا عن كلمة «يابس»
وسأؤكد لها أنها كلمة عربية فصحى..
اللعنة على الفصحى
حين نتخاصم لا نستخدمها لأنها لا تقدر على إيصال شيء.

قد يعجبك ايضا