نريد التغيير ولكن من البديل¿
فايز البخاري
فايز البخاري
فايز البخاري
التغيير سنة كونية ولا يمكن أن يقف في وجهها أو ينكرها إلا متعصب أو أحمق وجميع البشر يسعون حثيثا للتغيير في شتى المجالات وذلك دليل على حب البقاء والديمومة وهي فطرة جبل الناس عليها.
ومن شأن أي تغيير ينشده العقلاء من البشر أن يقود للأفضل ويمضي بالمسيرة نحو الأمام وبما يحقق الرفاه والعيش الكريم للجميع ومن ينخرط في أوساط السواد الأعظم من المواطنين اليوم في بلادنا يجد أنهم فعلا ينشدون التغيير للأفضل ويرون أنه لن يتحقق إلا في ظل الطرق السلمية التي تدفع بتجربتنا الديمقراطية الفتية قدما نحو الأمام وبما يكفل للجميع تحقيق الأهداف والطموحات دون إضرار بالوطن ومصلحته التي نقدمها على بقية المصالح.
وفي ظل ارتفاع الأصوات المنادية برحيل النظام أو سقوطه بناء على الفساد المستشري في مفاصله نقول نحن مع التغيير ونوافقكم في ضرورة التغيير فقط نتساءل من باب الاطمئنان على مستقبل هذا الوطن ونقول: من البديل¿ لأنا لا نريد تبديل السيئ بأسوأ وفي الوقت نفسه لا نريد أن نكون مشاركين في وأد الديمقراطية والانقلاب على الشرعية الدستورية والقضاء على ملامح الدولة المدنية التي بدأت تطل برأسها على استحياء ونخشى من أن تنتهي ويقضي عليها فعلا من قبل أن تبدأ وهذا برأيي سيحصل فيما لو واصلت أحزاب اللقاء المشترك وجمهور الشباب الرائعين من المعتصمين في ساحات وميادين التغيير في عموم المحافظات وأمانة العاصمة التشبث برأيهم المتعنت الداعي إلى رحيل فوري للنظام دون الحسبان لما سيكون بعد هذا الرحيل لأن التصلب في الرأي لا يقود لحلول أبدا ورفض المبادرات التاريخية التي من شأنها إرساء دعائم الدولة الحديثة التي ننشدها جميعا لن يخدم سوى القوى السياسية التي أثبت الواقع فشلها في كسب ثقة المواطنين ولم تستطع الوصول إلى السلطة عبر الطرق الديمقراطية على علاتها.
إن مضي الشباب مع هذه الأحزاب في التعنت وتصلب المواقف لن يغفره التاريخ لأحد لأن معنى ذلك أن نفسح المجال لصراع القوى العسكرية والمشيخة القبلية التي يمكن أن تعود بالتجربة الديمقراطية وما ننشده من دولة مدنية ألف عام إلى الوراء يجب تحكيم العقل والنظر لموافقة الرئيس على النقاط الخمس التي تقدمت بها أحزاب اللقاء المشترك مؤخرا بعقلانية مطلقة حتى نفوت الفرصة على أعداء الوطن ونفتح مجالا أرحب للحوار وتحقيق الأهداف المنشودة وتلبية المطالب المشروعة التي تقدم بها وحمل رايتها الشباب الأنقياء الطامحين لغد أفضل بعيدا عن الصراعات والمماحكات والابتزاز السياسي الذي تقوم به أحزاب اللقاء المشترك.
الشباب وليس غيرهم من حمل راية الحقوق المطلبية وبادر إلى الشارع من أجل تحقيق غد أفضل أما المعارضة فلم تأت إلا فيما بعد في محاولة بائسة لاحتواء ثورة الشباب والتسلق على اكتافهم وإثبات أن لهم شعبية وأنهم قادرون على قيادة الشارع وتأجيج الصراع من أجل الحصول على حصة كبيرة في التشكيلة الحكومية القائمة على أساس الوفاق الوطني.
المبادرات والحلول والمعالجات يجب أن تقدم لهؤلاء الشباب ولجماهير الشعب الغفيرة المنضوية في إطار بقية أحزاب المعارضة التي لا تنتمي للقاء المشترك وبقية أبناء الشعب غير المنضويين في إطار أي حزب وهم كثر لأنهم السواد الأعظم والتضحية بهم يعني تهميش الكثير في مقابل القلة القليلة التي لا يمكن الأخذ بعين الاعتبار آرائها وتهميش الأكثرية لأن معنى ذلك الجحود ونكران حق الأغلبية التي تعمل لها الدول ألف حساب وتقوم عليها التشكيلات الحكومية في كل أقطار العالم.