لا نظافة بدون اخلاق !!

محمد عبدالله قائد

محمد عبدالله قائد –
النظام والنظافة وهما كما نعلم سلوك حضاري والإسلام هو القدوة لكل المجتمعات الإنسانية في تعليم النظافة والمحافظة عليها قال تعالى إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين “وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ” نظفوا أفنيتكم ولا تتشبهوا باليهود
والنظافة هي ليست نظافة شخصية فقط ولكن تشمل نظافة الجسم والمدرسة والمنزل والشارع
.ومكان العمل والمسجد والحديقة التي تقضي وقتك فيها
فالبيئة المحيطة بنا خلقها الله نظيفة طاهرة ومن واجبنا أن نحافظ على نظافتها لنستمتع بها كما خلقها الله فالإنسان الصالح هو الإنسان المستقيم الذي يحافظ على النظام والنظافة والمحافظة على كل شيء إذ يجب على كل إنسان أن يحافظ على نظافة بيئته على الأماكن العامة التي تعطي الدولة أو الأرض التي تعيش عليها صورة جميلة كما علينا المحافظة على نظافة الشارع وعدم إلقاء المخلفات إلا في الأماكن المخصصة لها.
قال تعالى: “وثيابك فطهر” صدق الله العظيم.
.” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” ان الله طيب لا يحب إلاطيبا ” في هذا الحديث الشريف يعلمنا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إن الله تعالى طيب في صفاته وأقواله وأفعاله فا لله تعالى يحب من عباده أن يطيعوه بالطيبات من الأقوال والأفعال فيحب لعباده أن يتناولوا من طيبات الطعام والشراب والزينة. ويعلمنا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم. إن الله نظيف يحب المؤمن النظيف في جسمه وقلبه وثيابه وبيته ومسجده وبلده وقد دعا الإسلام إلى سبل النظافة كالغسل والوضوء والسواك وتقليم الأظافر وإزالة الأوساخ.
فعلينا إن نعمل بهذا الحديث فنضع بقايا الطعام والأوراق في سلة المهملات وإذا وجدنا حجرا أوشوكا أو زجاجا في وسط الشارع علينا ان نساهم في إزالته من وسط الطريق حتى لايؤذي المارة وان لا نكتب على الجدران او نرسم الشعارات الهدامة أو نلعن بها الآخرين حتى انه لا يجب الكتابة على الجدران بما فيه الحسنى فكيف بمن يستخدم الكتابة على الجدران بما فيها الإساءة وجدران مدننا فيها من القبح في الكلام ما يستحي الإنسان من النظر إليه.
ولا شك أن السلوك الجيد هو عنوان التقدم والحضارة ويقاس تقدم الأمم بقدر ما يتحلى به : أبناؤها من الأخلاق الحميدة والقيم الكريمة وقد قال الشاعر احمد شوقي ” إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا” ومن السلوك البناء للإنسان المتحضر في جميع مجالات الحياة في المدرسة وفي المنزل وفي الشارع.
النظافة تنعكس على حياة الفرد والمجتمع بشكل مباشر ومن خلالها تقاس درجة رقيه وتحضره بين الدول الأخرى وحث ديننا الإسلامي على النظافة والالتزام بها في أكثر من موضع في الكتاب والسنة فوصل بذلك إلى درجات الرقي والتحضر وساد العالم بتعاليمه فالإسلام دين النظافة: قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم: ” نظفوا أفنيتكم ولا تتشبهوا باليهود.
ولعلي لا أكون مبالغا ان قلت لكم أن أكثر تشويه النظافة تتم أمام بوبات أصحاب المتاجر والأسواق في بلادنا بصورة مخجلة حتى أننا شاهدنا في وقت مضى كيف تكدست القمامة في الطرقات وفي كل مكان حتى أصبح المرض قاب قوسين أو أدنى من أن يغزو جميع البيوت لولا ستر الله ثم الإسراع في عملية الإنقاذ من قبل جهات الاختصاص التي مازالت تعمل بصورة ضعيفة.
ونحن هنا لا تستطيع التحكم في بيئتنا ما لم نتحكم في أنفسنا عن طريق الاهتمام بنظافة شوارعنا وبيوتنا ونشر الوعي من اجل حماية البيئة مما يحد من الخطر المحدق بنا نتيجة السلوك السلبي للإنسان¿
فقد حثنا الدين الإسلامي على الجوانب الروحية وأكد على نظافة الروح والقلب وطهارتهما حتى يسمو الفرد إلى أعلى درجات الإيمان.
هذا هو القرآن الكريم يوجه نظر المؤمنين به أن اكبر ما انعم الله به على الإنسان هو تكريم الإنسان وان ابرز مظاهر هذا التكريم هو تسخير البيئة كلها حوله لخدمته ومنفعته قال تعالى: ” ولقد كرمنا بين آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا” وهل يعني هذا التكريم إلا توجيه إلهي بضرورة الحفاظ على البيئة برا وبحرا وجوا وكذلك الحفاظ على مكوناتها من ماء ونبات وحيوان ومناخ ليستمتع الإنسان بحياته ويؤدي دوره كسيد لهذه الأرض.
طبعا ليست مقاييس النظافة موحدة حول العالم وتتفاوت مفاهيم النظافة التي ينشأ عليها الناس فقديما ساعدت البيئة المدرسية المتسمة بالنظافة والترتيب في بلدان عديدة, فتعود التلاميذ على تنمية عادات جيدة للنظافة أم اليوم فإننا نرى مداخل الكثير من المدارس ملينة بالقمامة والفضلات بحيث تشبه مرمى للنفايات لا مكان للعب ونرى ألآن القذارة في غرفة الصف أيضا وعندما يؤمر بعض التلاميذ ” التقط ما رميته ” او ” نظف المكان ” يعتبرون ذلك عقابا لهم والمشكلة هي ان بعض المعلمين يتخذون التنظيف وسيلة للعقاب.
ولا يرسم الكب

قد يعجبك ايضا