في مقلب الأزرقين.. الاطفال يبحثون عن الموت

تحقيق عبدالناصر الهلالي


تحقيق/ عبدالناصر الهلالي –
إدارة المقلب: الأطفال يدخلون المقلب بطريقة رسمية ومؤسسة « يمن زينات» تنفي علاقتها بدخولهم المقلب

منى سالم: تواصلنا مع الجهات المختصة للحد من الظاهرة

> حازم يذهب كل صباح إلى مقلب الازرقين للعمل في فرز المخلفات الصلبة وجمع القوارير البلاستيكية والمعدن والحديد كي يبيعها فيما بعد.
حازم الذي يبلغ السابعة من العمر يدخل مع أطفال آخرين إلى المقلب بطريقة رسمية ابتداء من الساعة الرابعة فجرا حتى العاشرة صباحا.. عمل مضن يقضيه الأطفال في أعلى المقلب حيث تكب نفايات أمانة العاصمة .
يقول حازم: أجمع البلاستيك وأبيعه لكي أساعد والدي وأذهب إلى المدرسة في الفترة المسائية.
مقلب الأزرقين يحتوي كل المخلفات بمختلف أنواعها من أمانة العاصمة.. المخلفات تلك لا تخلو من خطورة كما هو الحال بمخلفات المستشفيات والمصانع والورش.. حازم لا يدرك خطورة المكان الذي يعمل فيه كل همه كيفية التكسب مما يجمع من أدوات يبيعها لاحقا وإن كانت بثمن بخس.
طفلة أخرى رفضت ذكر اسمها في السابعة من العمر كانت ترتدي الزي المدرسي تبحث هنا وهناك في المكان الذي كبت النفايات فيه للتو عسى أن تجد قارورة بلاستيكية أو قطعة معدن.
تقول الطفلة: اليوم ما فيش قوارير ولا معدن.. قانون رقم «45» لسنة 2002م بشأن حقوق الطفل تضمن في المادة «133» حضر عمل الأطفال دون سن الـ«14» عاما. اتفاقية العمل الدولية حددت الحد الأدنى لسن التشغيل بـ«15» عاما وأجازت لأي دولة عضو لم يبلغ اقتصادها وتسهيلاتها التعليمية درجة كافية من التطور أن تقرر حدا أدنى لسن التشغيل بـ«14» عاما فما فوق بعد التشاور مع منظمات العمل أصحاب العمل والعمال.
التشريعات اليمنية مستمدة من قوانين واتفاقيات منظمة الأمم المتحدة وقوانين منظمات العمل الدولية ومنظمة العمل العربية بحسب الدراسة الخاصة بعمالة الأطفال الصادرة عن المركز اليمني للدراسات وبحوث العمل في العام 2004م.
وتقول منى سالم مديرة وحدة مكافحة عمالة الأطفال بوزارة الشئون الاجتماعية والعمل : الأطفال يعملون في مقلب الأزرقين منذ فترة طويلة وقد أبلغنا الجهات المختصة للحد من ذلك.
أحد العاملين في مقلب الازرقين فضل عدم ذكر اسمه حتى لا يتعرض لأذى يقول: الأطفال الذين يأتون إلى المقلب يشتغلون في جمع القوارير البلاستيكية والمعدن والحديد وقد أمضوا فترة طويلة في هذا العمل.
ويضيف: أغلبية الأطفال يدخلون إلى المقلب من البوابة الرئيسية في الصباح الباكر ويقضون ست ساعات حيث تكب النفايات .
مدير مقلب الأزرقين ابراهيم الصرابي يؤكد وجود أطفال يقومون بعمل فرز النفايات لكي يحصلوا على المعدن والحديد والبلاستيك بغرض بيعه.
ويقول: مؤسسة «يمن زينات» لتدوير النفايات الصلبة هي التي تجلب الأطفال لجمع تلك النفايات الصلبة بغرض تدويرها بعد شرائها منهم.
ويضيف الصرابي: يتم هذا وفقا لاتفاق مبرم بين مؤسسة «يمن زينات» وصندوق نظافة أمانة العاصمة يحق بموجبه للأول تشغيل عمال لفرز النفايات الصلبة مقابل دفعة للصندوق رسوم نظير ذلك.
يوسف فراص مدير قسم تدوير البلاستيك بمؤسسة يمن زينات لتدوير المخلفات الصلبة ينفي أنهم يسمحون للأطفال بالفرز داخل المقلب.
ويقول: نحن نشغل أكثر من سن 18 عاما في عملية فرز المخلفات ولا نسمح لأحد الدخول إلى المقلب إلا وفق كشوفات خاصة بالمؤسسة والأطفال الذين يعملون في المقلب يدخلون من خلف المقلب وليس من البوابات الخاصة به.
ويضيف: الأطفال يأتون من الحارات المجاورة للمقلب والاتفاق مع صندوق النظافة خاص بالعاملين فوق سن «18» عاما.
أحد عمال المقلب يفيد أن القليل فقط من الأطفال يدخلون إلى المقلب بطريقة غير رسمية والأغلب يدخلون من بوابات المقلب ولا يسمح لهم ببيع ما يفرزونه من المقلب خارج مؤسسة يمن زينات.
مؤسسة يمن زينات لتدوير المخلفات أنشئت قبل سنوات بجانب مقلب الأزرقين بهدف تدوير المخلفات الصلبة بعد شرائها من العاملين الذين يقومون بالفرز ومن بينهم الأطفال إذ لا يتجاوز الكيلو الواحد «60» ريالا لقوارير البلاستيك و10 ريالات للكيلو من الحديد و«200» ريال للكيلو من المعدن.
ويقول الصرابي: لا يسمح للأطفال بيع ما جمعونه من بلاستيك ومعدن وحديد خارج يمن زينات.
عامل في موسسة زينات يؤكد ذلك بقوله: لا يحق للأطفال أو الكبار أن يبيعوا ما جمعوه من المقلب خارج المؤسسة.
فراص يقول: نشتري من الأطفال أحيانا وبعضهم يبيع خارج المقلب. بيع هذه المواد الصلبة أغرى الكثير من الأطفال في الذهاب إلى المقلب لذلك الغرض رغم تعرضهم للمخاطر التي لا يدركونها كما يقول الصرابي.
ويضيف الصرابي: الأطفال الذين يعملون في المقلب لم يتم فحصهم لمعرفة تعرضهم لأمراض أم لا .

قد يعجبك ايضا