تأملات.. أين الدور العلمي للسيناريوهات المستقبلية 

محمد عبدالماجد العريقي


محمد عبدالماجد العريقي

محمد عبدالماجد العريقي

لا نريد أن يندفع الشارع اليمني إلى تقليد ما يحدث في بعض الدول العربية دون وعي وإدراك لأي عواقب وخيمة خاصة وليست هناك أجندات واضحة تستوعب الواقع الاجتماعي والثقافي والسياسي والاقتصادي للمجتمع اليمني بدليل أن الشعارات التي ترفع فيها الكثير من الابتعاد عن فهم هذا الواقع وهي عبارة عن شعارات رفعت في مجتمعات عربية أخرى قد يكون مضمونها يعبر عن مطالب تحتاج لها تلك المجتمعات ومع ذلك لم تسلم تلك المجتمعات من تداعيات دامية بسقوط مئات القتلى والآلاف من الجرحى وخسائر فادحة في الاقتصاد وإحداث شرخ اجتماعي تتفاوت تأثيراته من مجتمع إلى آخر حسب مستوى الوعي والتركيبة الاجتماعية لكل بلد.

في هذه الأجواء يزداد القلق على مجتمعنا اليمني إذا ما تصاعدت الأمور إلى وضع أخطر خاصة أنه لم يبد للصوت المحايد والعقلاني أي مكانة في الساحة السياسية.

الآن وقد برز أكثر من طرف للدخول في لعبة الخلاقات في الرؤى السياسية لمستقبل اليمن دون التمكن من الالتقاء حول نقاط اتفاق ودون وجود مرجعية تضبط مسار الإيقاع ومحاولة إدارته في النطاق السلمي الذي يقود إلى حل التباينات عبر الحوار وليس بتصعيد التوتر.

جزء من الشارع .. واقع تحت تأثير ما يدور في بعض الدول العربية فرفع شعارات فيها الكثير من التقليد دون أن يكون له أي رؤية محددة وليس هناك نخبة واعية تحدد ماذا تريد بالضبط.

المعارضة (أحزاب اللقاء المشترك) استغلت تحرك هذا الجزء من الشارع فبدأت تصعد من حجم مطالبها السياسية معتقدة أن ضغط الشارع سوف يفتح لها الطريق للوصول أو الاقتراب من كعكة السلطة دون وضع أي حساب لما يمكن أن يحدث في حال انفراط الوضع بصورة خطيرة وكان يكفيها أن تلتقط الفرصة التاريخية وتتقدم لحوار حقيقي مع السلطة بعد أن فتح الرئيس علي عبدالله صالح الطريق لمناقشة أهم القضايا والأمور المتعلقة بإعادة إصلاح النظام السياسي وتركز خلال هذا الحوار على تهيئة البلاد لبناء سياسي اجتماعي مؤسسي يتقبل التغيير والتحديث دون حاجة لإراقة الدماء والانقسامات والتشظي في جسم الوحدة الوطنية.

الطرف الثالث الحزب الحاكم إذا اعتبرنا أن جزءا من الشارع والمعارض يرون أن هناك أخطاء وتجاوزات وسوء إدارة وتشوه في هيكلية النظام في ظل حكم المؤتمر الشعبي العام وهذا مدعاة للتغيير فإن كل ذلك أصبح مستوعبا من قيادة النظام وخاصة من الرئيس علي عبدالله صالح فبادر إلى طرح المبادرة القائمة على عدد من النقاط في سبيل إصلاح سياسي مستقبلي جدير بالتمعن والدفع به نحو الأمام.

ومع ذلك لم نر أي تزحزح نحو اتفاق يبدأ بالتغيير السلمي والإصلاح السياسي بطريقة حوارية وسلمية وهذا ما جعل الناس يبدون قلقهم إذا ما استمر الحال على ما هو عليه أو اتجه إلى دوائر أكثر خطورة.

ومن هنا ندعو أن يبادر الرأي العلمي الأكاديمي المحايد بمشاركة العقلاء من كل شرائح المجتمع عبر مؤتمر وطني يستخلص الرؤى والمقترحات الملزمة ويضع السيناريوهات المختلفة .. بحيث يعطي السيناريو صورة عن المشهد اليمني .. في حال استغلال الشارع للتصعيد وتداعيات ذلك على مستقبل الوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي.والسيناريو الثاني في حال اتفاق سياسي وإصلاحي تغييري بأسلوب الحوار السلمي .. مع تحديد محاوره وآلياته والفوائد التي يترتب عليها حاضرا ومستقبلا.

قد يعجبك ايضا