سخريات المشهد السوداني..!! 

عبدالله الصعفاني

مقالة



عبدالله الصعفاني

عبدالله الصعفاني

مقالة

في حديثها عن الذي يجرى في السودان ركزت القوى الدولية “سياسيون وإعلام” على سودان ما بعد الانفصال حتى قبل أن يبدأ الاستفتاء الشعبي.

مقالة

هذا التركيز سحب نفسه حتى على السودانيين أنفسهم وهو ما تابعته في لهجة الرئيس السوداني عمر البشير سواء في زيارة الطمأنة التي قام بها إلى “جوبا” أو في حواره مع قناة الجزيرة التي ظهرت فيه المذيعة المحاورة فاقدة الإدراك لأبجديات التعاطي الحواري مع رئيس دولة فتعمدت الاستعلاء البارد ومصادرة حتى حقه في أن تنهي الحوار معه بالقول شكرا.. فخامة الرئيس.. أسوة بالحوارات المشابهة للقناة وليس فقط الرئيس السوداني هكذا “حاف”.. وطبعا  لا يمكن فصل موقف المذيعة والقناة عن موقف الجزيرة المنفعل تجاه ما يشهده الشارعان التونسي والجزائري.. وهو ما ظهر في إجابة مسئول تونسي على سؤال للجزيرة “أرجوكم توقفوا عن تصوير ما يحدث بأنه بين الشرطة وبين صدور عارية.. هناك من يدمر المنشآت العامة”..

مقالة

ما علينا لنبقى في السودان الذي بدأ أمس عملية استفتاء على تقرير مصير جنوبه وشماله حيث يستمر التصويت قرابة أسبوع بسبب التجمعات القاطنة في مساحة مترامية الأطراف.

مقالة

في الموقف الغربي المساند لاقتطاع جنوب السودان ثمة أهداف مؤكدة أبرزها الخصم مما تبقى من فكرة الأمن القوي العربي بالمزيد من إشغال السودان بمشاكله التي لا تتوقف.. ولن.. والهدف إبقاء هذا البلد سلة فارغة للغذاء على الدوام.. والتحكم بالبترول والمياه فضلا عن تأمين موطئ القدم الإسرائيلية التي تبلورت في المسارعة إلى إنشاء أول فندق إسرائيلي في إطار موجة عارمة من شراء الأراضي من قبل مستثمرين صهاينة.

مقالة

وإذن.. فإن الحرص كبير على أن لا يكون للسودان مستقبلا أي رصيد إيجابي للأمة العربية.. ذلك أن السودان وإن لم يكن دولة مواجهة إلا أنه ضمن اهتمامات إسرائيل من الناحية الاستراتيجية ومن يدري ما الذي يتم ترتيبه لنهر النيل.. القادم عبر الجنوب السوداني.

مقالة

واللافت في خطوات تقسيم السودان إلى بلدين في الطريق لإضافة “دارفور” والانتقال إلى الجزء الرابع.. هو أن العرب بدوا في حالة حياد ميت برز في تحييد مصر من المفاوضات المتصلة بالمشكلة السودانية.

مقالة

وهنا يدور سؤال كبير حول أسباب غياب البعد الاستراتيجي في التعاطي العربي مع ما يحدث في السودان الشقيق .. وما الذي تبقى من مجرد مشاعر الإحساس بالانتماء إلى حلم الأمن القومي للأمة العربية الراعفة ..

مقالة

وإذا كان ما يحدث في السودان اليوم هو حصيلة تضافر ضعف الانتماء مع الاستغلال السيء لقوى المعارضة وحالة الخذلان العربي وقوة تبني خيارات التمزيق من الغرب المستعد لمواصلة الضغط  لتنفيذ المخطط .. فإن من المهم أن نسأل ويسأل السودانيون معنا .. هل سينتقل الجنوب السوداني بالاستفتاء لصالح الانفصال إلى بحبوحة من العيش والأمن والاستقرار .

مقالة

الجنوب السوداني ليس قبيلة موحدة وإنما قبائل جاهزة لخوض الصراع مع بعضها بعد التصويت على التمزيق وبروز الأطماع إلى السطح.

مقالة

ولقد سبق وان توحد الأفغان ضد الروس وبمجرد مغادرة الروس كابول استدعت القبائل داعي داحس والغبراء .. وحدث هذا في عدد من دول العالم..

مقالة

مخطئ من يظن أن ما ستفضي إليه الأمور في السودان هو النعيم .. على العكس ثمة فتن .. ومواجهات ما بعد الانفصال .. وهناك فواتير ستدفعها الأسرة السودانية المختلطة والموزعة شمالا وجنوبا .. ولقد تم الكشف عن أن الجنوبيين في الشمال سيعاملون كالأجانب .. البترول سيكون مشكلة .. وكذلك المياه والديون والمراعي واستدعاء ثارات الأمس وأحقاده.

مقالة

وحتى الوعود الأمريكية برفع السودان من قائمة الإرهاب وإلغاء الديون ستطغى على تحويلها إلى واقع عندما يبدأ تنفيذ مخطط الفتح الكامل لملف (دار فور) وجميعها بلا شك لن تستدعي غير النزاعات التي ستشتعل في أكثر من مكان ..

مقالة

وكعادة المعارضات التي لا تقدم مشروعا يفوز بأصوات الناخبين نلاحظ كيف أن المعارضة في السودان سارعت بانتهازية مقيتة إلى التوعد بإسقاط نظام الحكم دونما إدراك بأن السقوط سيطال الجميع على حساب السودان ومن رصيده وخصما على ما تبقى من الآمال.

مقالة

إن تحديات كبيرة وخطيرة تنتظر ما بعد انفصال الجنوب السوداني أبرزها ملف دار فور وتشابكات وتعقيدات البناء من الصفر والحرب من ذات الصفر.

مقالة

قد يعجبك ايضا