سلطة سلمية بحكمة يمانية



مطهر الرعيني
على رغم ما مرت به المنطقة العربية من فوضى عارمة ومكاشفات هامة واتجاهات معاكسة بين شعوب وانظمة المنطقة إلا أن هذه الأزمة خلفت وراءها حقائق واضحة وجلية ومن خلال هذه الأزمة أيضا اتضحت الرؤية فيمن كانت أقوالهم مختلفة تماما عن أفعالهم وعرفنا من كان ولاؤهم للشيطان من دون الله وحبا في السلطة بعيدا عن الولاءات الوطنية فمشكورة هذه الأزمة التي كانت أداة للغربلة وكشفت أصحاب الولاءات الضعيفة والأفكار الضيقة والمطامع الشخصية الدنيئة فذهبوا إلى غير رجعه غير مأسوف عليهم وبعيدا عن تلك العبارات والمقولات الباهتة والتسميات المختلفة كقولهم ربيع الثورات الشبابية أو خريف الحركات الانقلابية إلا أننا كنا بعناية الله وحفظه فقد من علينا بفضله وكرمه بنعمة الحكمة والعقلانية فانتصر غصن الزيتون وحمامة السلام على التمرد والعصيان ونعيق الغربان ورغم مخاض أزمة اكملت شهورها العام إلا أن شعبنا اليمني كان على موعد من رئيسه السابق يتم فيه تسليم السلطة بطريقة سلمية وديمقراطية إلى أياد آمنه وباحتفالية هي الأولى من نوعها حين انعدمت في الأقطار العربية المجاورة بسبب ركوب شعوبها وقادة انظمتها ومختلف أحزابها وتنضيماتها أشرعة العمالة وأخذتهم العزة أما نحن فالفضل بعد الله سبحانه وتعالى يعود لمن صبر وثابر ووضع اليمن موضع المقل وتعهد على نفسه بأن لا يترك هذا الوطن للعبث والشتات بعد الأمن والاستقرار والانفصال بعد وحدة دامت عشرين عاما وذلك هو القائد الهمام الذي ندين له بالجميل والعرفان الزعيم المشير الركن علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام وجهود الخيرين والشرفاء وتكللت الجهود بالنصر العظيم لا ضر ولا ضرار وكان خير سلف لخير خلف ولو كرة المفسدون.
وقد كدنا نكون قاب قوسين أو أدنى من حرب أهلية مدمرة تهلك الحرث والنسل وتحرق الأخضر واليابس وكان كثير من الناس بهذا يجهلون وآخرون يتجاهلون وعلى من لازالت تراودهم اضغات احلامهم وتسول لهم أنفسهم افتعال ما يسيئ لسمعة حكمتنا اليمانية أو يلحق الضرر بأبناء شعبنا الصابر والمتفائل وعلى المرجفين الذين مازالت قلوبهم تبنض بالسفة والحقد اللئيم وعلامتهم أنهم إلى حد اللحظة مازالو يتجاهلون مراسيم التوقيع والتسليم بذلك الزخم والحضور الكريم من معالي السفراء والدبلوماسين والممثلين والمبعوثين كما حضيت تلك الاحتفالية بمباركة حضور أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي والدكتور عبداللطيف الزياني أمين عام مجلس التعاون الخليجي والاستاذ جمال بن عمر مبعوث الأمين العام لمجلس الأمن وعلى من لايزالون في طغيانهم يعمهون وعن سراب أهدافهم يبحثون فلا أجد لهم مثلا أو قولا ينطبق على آمالهم وأمانيهم أقول لهم «فاتهم القطار».
ولا يسعني في الأخير إلا أن أقول الرحمة والغفران من المولى سبحانه وتعالى لشهداء الفتنة والشفاء العاجل للجرحى والعوض والفرج القريب من المولى جل جلاله لهذا الشعب الصبور الذي تحمل مشقة هذه الأزمة على مختلف الأصعدة وتحية إجلال وإكبار لرئيسنا السابق رمز وحدتنا المشير الركن علي عبدالله صالح والتوفيق الدائم والنجاح المستمر للمناضل رئيسنا الحالي وأمل مستقبلنا المشير الركن عبدربه منصور هادي وتاج كل نصر هو العفو والصفح والعاقبة للمتقين.

قد يعجبك ايضا