مجددا … سبúلة العيد
جميل مفرح
جميل مفرح
جميل مفرح
{ سبلة العيد ظاهرة كانت قد بدأت في السنوات الأخيرة تتراجع ويحد من طولها جراء عدد من الإجراءات الصارمة والعقوبات من قبل الحكومة وخصوصا تجاه المتلاعبين والمتقاعسين عن أداء وظائفهم والانضباط للدوام الرسمي وأتذكر ومعي الجميع اهتمام الخدمة المدنية في السنوات الماضية بملاحظة ومتابعة أداء الموظفين وانضباطهم بعد إجازات الأعياد خصوصا إجازتا عيدي الفطر والأضحى نظرا لطولهما الذي يمتد لعدة أيام والذي يليه تقاعس ملحوظ من قبل الموظفين تستطيل جراءه سبلة العيد ما يؤدي إلى الكثير من التقصير الوظيفي والأدائي والإهمال في قضاء مصالح العامة والخاصة.
> تلك الإجراءات والعقوبات كانت قد فعلت فعلها الإيجابي وقطعت قدرا كبيرا من تلك السبلة السيئة أو العادة السيئة وربما كانت قد أوشكت على التخلص منها بشكل قطعي في العامين الماضيين ولاحظ الجميع انضباطا والتزاما غير مسبوقين من عام لآخر ووصل الأمر في ذلك حد حرص الموظفين خصوصا المسافرين منهم خارج العاصمة والمدن الأخرى على العودة المبكرة إلى مقار أعمالهم ووظائفهم أينما كانت ومباشرة أعمالهم ابتداء من أول يوم وأولى ساعات ودقائق الدوام الرسمي إلا ما اعتبر في قياس النادر والنادر جدا من المتخلفين حسب حافظات الدوام في مختلف الجهات الحكومية وكثير من ذلك النادر يأتي لأسباب وأعذار مرضية وصعوبات ومشقات سفر وما إلى ذلك وهو ما يشير إلى أن الخدمة المدنية كانت قد قطعت خطوات لا بأس بها في التخلص من تلك السبلة القميئة.
> ذلك الجهد والعناء والقسوة في بعض الأحيان الإجراءات الجادة والإيجابية التي بذلت واتخذت في سبيل انضباط الدوام الرسمي وقضاء حوائج الناس في مختلف أجهزة الدولة يبدو أن كل ذلك ذهب هباء هذا العام وأن سبلة العيد عادت للنمو من جديد حتى وصلت أقصى ما يمكن وأن حليمة عادت لعادتها القديمة وهو ما يبعث على الأسى والحسرة على ما ذهب من جهد وعناء وتعب من جهة وعلى ما يمر من وقت يذهب سدى دون قضاء مصالح الناس ودون تحقيق أي تحصيل إيرادي وتعليمي أو تحقيق أي إنجاز عملي وبنائي وكأن الوقت عندنا لا يساوي الحبر الذي تكتب به حروفه الثلاثة.
> الملفت للنظر أن التقاعس عن الأداء الوظيفي يأتي هذا العيد بالرغم من أن الخدمة المدنية كانت قد أعلنت يوم الخميس الماضي عن انتهاء إجازة العيد وابتداء الدوام من صباح السبت الماضي وها نحن نشارف على طوي سجادة الأسبوع الأول من أيام الدوام الرسمي وما تزال الكثير من القطاعات والجهات مقفرة تسبح بحمد ربها خالية من موظفيها حتى على مستوى إدارات المدارس وفتح قيد التسجيل للطلبة والذي من المفترض أن يسبق بدء الدراسة بمدة شهر على الأقل مع العلم أن الخدمة المدنية ووزارة التربية كانتا قد أعلنتا في وقت سابق أن الدراسة ستبدأ في السابع عشر من سبتمبر الحالي وأكثر ما يخشى أن يؤخر ذلك الموعد بسبب تطاول واستطالة هذه السبلة القميئة من جانب وتوافق ذكرى ثورة السادس والعشرين من سبتمبر مع الأسبوع الأول للدوام الدراسي وهو يوم إجازة رسمية بالطبع.
> وفي هذا الجانب وفي ما يتعلق بالدراسة والتدريس فهناك خشية أخرى من أي تراجع في التحصيل والانضباط هذا العام بعد مرور عام لم يحقق فيه الطلاب أية نسبة تذكر في التحصيل في الأجواء المكهربة سياسيا وما ذهب إليه كثير من المتقاعسين والمتلاعبين في سلك التعليم إداريا وميدانيا من اختلاق للفوضى وتخلف عن الواجب وتراجع في الأداء بل وتثوير حتى على مستوى الطلاب لا أعتقد أن أبناءنا هذا العام على استعداد لأي تنازل أيا كان في مستوى التحصيل ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتنازلوا عن عام من أعمارهم ولا نحن جميعا مستعدون ولا راضون عن إقحامهم مجددا في ما لا يعنيهم لأنهم أبناء الجميع ومستقبل كل الوطن.
> أخيرا نتمنى أن تعود الخدمة المدنية إلى مسار أدائها خلال السنوات الأخيرة وأن تتخذ مختلف الإجراءات والعقوبات لضبط مساحة ومستوى الأداء الوظيفي وحتى لا تعاد السبل سواء سبل العيد أو سبل البشر التطاول والاستطالة ونصبح حيث أمسينا كما يقال والله من وراء القصد والمبتغى.
gamo Farreh @gmail.com