تأملات.. التدخين السلبي 

محمد عبدالماجد العريقي


محمد عبدالماجد العريقي

قبل شهر تقريبا أجريت حوارا موسعا مع المدير الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية بمنطقة شرق المتوسط الدكتور عبدالرزاق الجزائري ورغم أن أسئلتي كانت موجهة حول ما يخص الشأن اليمني وبالذات في جوانب الصحة الوقائية والتعاون الأقليمي والتحديات الصحية التي تواجه اليمن وكنت أتوقع أن يتطرق الدكتور الجزائري في إجاباته إلى خطوة عامة ولكني وجدته يركز في قضايا تفصيلية تمس حياة الإنسان مباشرة مثل تركيزه على التطعيم والتحصين لحماية الأطفال والامهات .

 وشدني أكثر عندما قال لي إن أبرز التحديات الصحية التي تواجه اليمن هي ظاهرة التدخين وضحايا الحوادث المرورية والمياه الملوثة . ذكر خطورة التدخين أكثر من مرة .. وربط ذلك بعادة تعاطي القات فهناك علاقة طردية وترابط بين ماضغي القات والتدخين فالمخزنين للقات عادة ما يدخنون في أثناء المضغ.

التدخين ليس فقط نفخ الدخان بالهواء إنه قبل أن يتجه ذلك الدخان للهواء تكون آثاره المدمرة قد وصلت إلى رئة المدخن .

> القصة ليست تخويفا لردع المدخنين أو إرضاء للذين يتضايقون من دخان السجائر ولكنها الحقيقة التي يثبتها العلم والدلائل بالأرقام .

> فعدد الذين توفوا في أنحاء العالم خلال العشر السنوات الماضية بسبب التدخين وصل إلى أكثر من 43 مليون شخص.

وإذا كان لا ينفع النصح مع من تمسك بعناده واستمر في التدخين نقول له .. أتقى الله في حق أسرتك وأولادك وأصدقائك والمحيطين بك فتدخينك يسبب لهم الأذى والاضرار الصحية .

 فاستنشاقهم لدخان سجائرك كما يعرف (التدخين السلبي) له أضرار كبيرة على صحتهم يؤدي إلى الوفاة.

وأمس الجمعة أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن التدخين السلبي يقتل نحو 600 ألف شخص سنويا في انحاء العالم أو نحو حالة وفاة واحدة بين كل 100 من الوفيات.

بما أن الأطفال هم أكثر عرضة للتدخين السلبي لذلك فإن حوالي 165 ألفا منهم يموتون سنويا بسببه.

إذا وقفنا أمام هذه الظاهرة في بلادنا اليمن فإنها تنمو مع زيادة عدد السكان بل أكثر مما كان في السابق لم يعد لدى المراهقين والشباب وحتى الأطفال من حرج من التدخين أمام الآباء والأساتذة لا أحد ينهرهم بل ليس باستطاعة أحد الإقدام على نصحهم بعد تفشي سلوك الاستهتار والعنف في صفوف هؤلاء الشباب .

> وللأمانة لم نجد ولم نلمس أي خطوة في اتجاه مكافحة التدخين فالتوعية مهما كانت مكثفة فلابد من قانون رادع لحماية غير المدخنين فالمدخنين في اليمن أكثر من أي بلد عربي والنسبة ترتفع ما ذنب غير المدخن أن يستنشق والدخان المضر الذي ينفثه المدخن في المكتب أو الباص أو التاكسي. كل دول العالم تتخذ إجراءات صارمة ضد المدخنين في الأماكن العامة وفي المدارس والجامعات ووسائل النقل فأين هي مساعي الجهات المعنية للحد من هذه الظاهرة .

 

قد يعجبك ايضا