ذوو الإعاقة ووسائل النقل
عبد الله أحمد بنيان –
عندما نطالع قانون رقم 61 لعام 1999 م والمسمى قانون رعاية وتأهيل المعاقين نجد أن المادة رقم( 11 ) منه قد نصت على »عند سفر المعاق إلى الخارج أو الداخل تخفض قيمة التذاكر بنسبة 50٪ من سعرها الأصلي وتسهل له كافة الإجراءات« .
وهذه المادة تعتبر مؤشرا◌ٍ حضاريا◌ٍ حيث نجد أن بعض الدول المتقدمة قد خصصت للأشخاص ذوي الإعاقة بطائق بموجبها يستقل أية وسيلة مواصلات بدون أن يدفع أي رسوم بل وتخصص لهم مقاعد خاصة بهم.
إذا فنحن قد جارينا ومثلنا الدول المتقدمة في رعاية ذوي الإعاقة غير أن هذه المجاراة في حقيقة الأمر هي في التشريع فقط أما التطبيق فقد التفت عليه الكثير من شركات النقل أما بعدم التطبيق كليا أو بتأويل النص حسب المصلحة الشخصية حيث أولت عبارة (من السعر الأصلي) بأن يخفض مبلغا◌ٍ يسيرا◌ٍ جدا◌ٍ لا يصل حتى إلى 20٪ من السعر الإجمالي للتذكرة الشامل للخدمات والعديد من الرسوم الأخرى¡ وهذا يعد تحايلا◌ٍ على مقصد المادة¡ ناهيك عن أننا نسمع حاليا◌ٍ بعض الأصوات غير العابهة بالقانون أو تطبيقه تريد إلغاء جميع الإعفاءات والتخفيضات الممنوحة لذوي الإعاقة وأصدرت توجيهات بذلك نستغرب كل الاستغراب كيف يوجد نص قانوني صريح وتأتي توجيهات لشخص فتكون أقوى من القانون في تنفيذها والعمل بها .
هذا الأمر يحتاج منا جميعا أن نتكاتف وعلى قيادات منظمات وجمعيات ذوي الإعاقة أن لا تقف صامتة أمام تلك الانتهاكات القانونية الصريحة في حق الأشخاص ذوي الإعاقة.
وعلى وزارة النقل وجميع هيئاتها (الجوية ¡ البرية ¡ البحرية) أن تقوم بواجباتها وأن تكون المثل الأعلى في تنفيذ القوانين النافذة .
عندما نطالب بتنفيذ القانون فنحن نبني وطننا ونحافظ على سيادته وكرامته ومن يخالف القانون والتشريعات النافذة في عمله فهو يعد مخالفا◌ٍ لشرف مهنته الرسمية.
وفي الأخير أرجو من وزارة النقل أن تقوم بمتابعة جميع هيئاتها وإصدار تعاميم صريحة وقوية تضمن تنفيذ القوانين والتشريعات النافذة كون احترام القوانين وتنفيذها يعد من مبادئ أساسات الدول الراقية والمتقدمة ونحن على ثقة مطلقة بأن وزارة النقل بجميع هيئاتها وموظفيها يحبون وطنهم ويسعون لخدمته .
*نائب رئيس المنظمة العربية
للأشخاص ذوي الإعاقة