استئناف المفاوضات بين والة الطاقة الذرية وإيران


فيينا/ وكالات –
تستأنف الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيران امس محادثاتهما التي توقفت في يونيو في وقت تخضع طهران لعقوبات مشددة فرضتها عليها الدول الغربية بسبب برنامجها النووي المثير للجدل.ولا تعلق آمال كبيرة على هذا الاجتماع بعد فشل اللقاءات السابقة التي عقدت منذ مطلع السنة.
واعلن مدير وكالة الطاقة يوكيا امانو الاربعاء الماضي في فنلندا أنه “غير متفائل” بشان نتيجة المفاوضات التي تجري في مقر البعثة الإيرانية لدى الوكالة في فيينا.
واشارت الوكالة في بيان نشر في فيينا حيث مقرها إلى أن هذا اللقاء سيسمح بإجراء “محادثات جديدة حول مقاربة منهجية تهدف إلى حل مسائل عالقة مرتبطة ببرنامج إيران النووي”.
ومن المسائل المحورية المطروحة السماح لمفتشي الوكالة بالوصول بشكل غير مشروط إلى بعض المواقع التي اعتبرتها الوكالة مشبوهة في تقريرها الشديد اللهجة الصادر في نوفمبر الماضي¡ وعلى الاخص قاعدة بارشين العسكرية قرب طهران.
وتشتبه الوكالة بأن إيران اجرت في هذا الموقع تجارب على انفجارات تقليدية يمكن تطبيقها على انفجارات نووية.
وتطالب الوكالة منذ عدة اشهر بالوصول إلى هذا الموقع مبدية مخاوفها من أن تقوم السلطات بازالة أي اثار مشبوهة منه.
وقال دبلوماسي غربي طالبا عدم كشف اسمه: “لا ارى فعلا أي فائدة في الذهاب إلى بارشين الان وقد تم تنظيف الموقع”.
كما يعقد اللقاء قبل صدور التقرير الفصلي الجديد لوكالة الطاقة الذرية حول إيران الاسبوع المقبل.
ويرى بعض الخبراء أن الوثيقة التي ستدرج على جدول اعمال مجلس حكام الوكالة الذي يجتمع اعتبارا من 10 سبتمبر ستثبت أن إيران تواصل توسيع انشطتها النووية بالرغم من العقوبات الدولية غير المسبوقة المفروضة عليها.
وقالت مصادر دبلوماسية امس الاول: إن إيران قامت بتركيب مزيد من أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم في منشأة محصنة تحت الارض مما قد يمهد الطريق لتوسع كبير في عمل يخشى الغرب أن تكون غايته النهائية انتاج قنابل نووية.
وتنفي إيران المزاعم بأنها تسعى لصنع اسلحة نووية. لكن رفضها لكبح برنامجها لتخصيب اليورانيوم ادى إلى فرض الغرب لعقوبات صارمة عليها.
وفي علامة محتملة على مزيد من التحدي الإيراني في وجه هذه الضعوط قالت عدة مصادر أن إيران قامت بتركيب مزيد من اجهزة الطرد المركزي في منشأة فوردو الموجودة في اعماق جبل لحمايتها من أي هجوم محتمل.
واشار احد المصادر إلى أن إيران ربما تكون قد قامت بتركيب مئات من هذه الاجهزة.
وفي تطور آخر على الارجح سيثير قلق الغرب قالت المصادر أن صور الاقمار الصناعية تظهر أن إيران غطت بناية في موقع عسكري يطلب مفتشو الامم المتحدة زيارته بغطاء يشبه الخيمة.
وقال دبلوماسيون غربيون انهم يعتقدون أن إيران تنظف موقع بارشين لازالة أي ادلة على أي انشطة نووية غير مشروعة في المكان الذي يشك مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة إنها اجرت به تجارب ذات طبيعة عسكرية.
ومن الممكن أن تعني تغطية المبنى المقصود -والذي يعتقد أنه يحوي غرفة من الصلب تجرى بها تجارب التفجير- قد يسمح لإيران بإجراء عمليات التنظيف وغيرها من الاعمال التي يمكن رصدها عبر صور الاقمار الصناعية.
وقال دبلوماسي غربي: إن الاعمال التي يشتبه إنها تنظيف في بارشين “تتزايد” وان ذلك من شأنه أن يضيع امكانية عثومفتشي الوكالة الذرية على ادلة قوية في الموقع حتى لو سمح لهم بزيارته.
وقال الدبلوماسي: “مع الوضع في الاعتبار مدى التنظيف فمن غير المحتمل أن تجد الوكالة – حتى لو سمح لها بالدخول – شيئا في بارشين”.
ولم يرد تعليق فوري من البعثة الإيرانية في الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تتخذ من جنيف مقرا لها. وكانت البعثة الإيرانية قد نفت من قبل المزاعم بشأن بارشين الذي تقول أنه موقع عسكري تقليدي ووصفت المزاعم بأنها “سخيفة”.
وتخصب إيران اليورانيوم في منشأة فوردو القريبة من مدينة قم المقدسة إلى درجة تركيز قابل للانشطار ويبلغ 20 % وهو نشاط يريدها الغرب أن توقفه بصورة فورية إذ يقربها من المستوى اللازم لانتاج اسلحة نووية.

قد يعجبك ايضا