المقريف يدعو القوى الوطنية الى بناء ليبيا الجديدة

طرابلس/ وكالات –
قرر المؤتمر الوطني العام المنبثق عن انتخابات السابع من يوليو في ليبيا تعليق اعماله حتى الثالث والعشرين من اغسطس الجاري بعدما كلف لجنة بصياغة نظامه الداخلي.
وكان المؤتمر انتخب الخميس والجمعة محمد المقريف رئيسا له ونائبين للرئيس هما جمعة عتيقة (مستقل من مصراتة) وصالح المخزوم من حزب العدالة والبناء.
واكد المقريف رئيس حزب الجبهة الوطنية خلال ترؤسه جلسة المؤتمر للمرة الاولى انه سيكون “على نفس المسافة” من جميع الاطراف.
وقال “من اوجب واجباتي ان اكون بعيدا عن كل الاعتبارات السياسية المناطقية او القبلية”.
واعلن انه سيستقيل من رئاسة حزبه الذي كان حصل على ثلاثة مقاعد من مئتين في المؤتمر داعيا الى الحوار مع كل القوى السياسية ومكونات المجتمع المدني بما فيها غير الممثلة في المؤتمر الوطني العام.
وأعلن ان المؤتمر الوطني “في سباق مع الوقت” لوضع ركائز مؤسسات الدولة عبر اجراء “حوار جدي ومسؤول”.
وأضاف المقريف في تصريحات لوسائل الإعلام في أول ظهور له بعد توليه رئاسة المؤتمر الجمعة: “إن ما يحصل عليه أي طرف من خدمة يتوقف على درجة الوعي ومستوى الأداء وارتباط الإنسان بمصالح بلاده”.
وأشار المقريف إلى ما وصفه بالمخاطر الكبيرة المتمثلة في محاولة كل حزب الانتقال بالبلاد في اتجاه معين نحو الشرق أو الغرب وفق أيديولوجيات أو شعارات مختلفة.
وأوضح قائلا: “إننا قد نجد ليبيا قد خطفت منا وهذا ما نخشاه” لافتا إلى ضرورة أن يعمل المؤتمر على مشروع متكامل الملامح سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وبما يشكل هوية الشعب الليبي ورؤيته للمستقبل وأهدافه خلال الأعوام العشرين المقبلة.
وطلب المقريف من كل حزب أو مجموعة أن تستأنس لهذه الرؤية وأن ينصب عملها وإنجازها في خدمة هذه المشاريع.
ودعا إلى معالجة كافة الملفات في ليبيا بروح جماعية وبمشاركة الخبراء المعنيين في مجالاتهم من أجل إيجاد الحلول الحقيقية لها معتبرا أن ما يحصل الآن هو إحساس باللامبالاة وعدم تقدير أهمية هذه الملفات.
وشدد المقريف على ضرورة دخول ليبيا في شراكة مع محيطها ومع الغرب وعلى أن طرابلس تبحث عن علاقات قوية مع العالم وستعمل على الاستفادة من العولمة إلى أبعد حد.
وقال: “نحن مستعدون فكريا وأيدولوجيا وثقافيا لهذا” متوقعا أن تظهر ملامح مؤسسات الدولة الليبية الديمقراطية الناضجة في غضون السنوات الخمس القادمة.
وأضاف المقريف: “نؤكد بأننا لا نفكر في العيش لوحدنا في العالم.. نحن مرتبطون بمصالح متشابكة ونحن نستفيد وغيرنا يستفيد ولكن دون أن نرهن بلادنا”.
ولفت المقريف إلى أن هناك “تركة ثقيلة وكم هائل من المشاكل والتحديات” مشددا على أن الحل الحقيقي لمعالجة تلك الملفات هو اتفاق جميع القوى الوطنية والخبراء من خلال عقد سلسلة من اللقاءات للتوصل إلى قرارات.
وقال إن هذا ينطبق على أي قضية من القضايا المهمة وأعرب عن رفضه لاعتماد أسلوب “التأجيل والترحيل” مشيرا إلى المتابعة الجادة من المؤتمر الوطني والاستعداد لتبني المقترحات المهمة.
وتابع المقريف أن أحد أولويات المؤتمر “ضبط علاقاته بالشارع ” منتقدا بشدة ما حدث في الماضي من “تغييب والعيش على وقع الإشاعات وعدم وضوح الرؤية”. وشدد على ضرورة أن يعرف الشارع ما الذي ستفعله الحكومة الجديدة “لأنه من حق الناس معرفة كل شيء”.
وأعلن المقريف في هذا الصدد قرار المؤتمر بنقل كافة جلساته على الهواء مباشرة ليظل قريبا من الشارع وليطبق المؤتمر مبدأ الشفافية التي يريدها الشعب.
والمؤتمر الوطني العام مكلف اختيار حكومة جديدة لتحل مكان المجلس الوطني وقيادة البلاد الى انتخابات جديدة على اساس دستور جديد.
ويشغل تحالف القوى الوطنية الائتلاف الذي يضم اكثر من اربعين حزبا ليبراليا صغيرا بقيادة مهندسي الثورة ضد معمر القذافي 39 مقعدا من اصل ثمانين مخصصة لاحزاب سياسية في المؤتمر يليه حزب العدالة والبناء المنبثق من الاخوان المسلمين (17 مقعدا).
اما حزب المقريف فيأتي في المرتبة الثالثة ويشغل ثلاثة مقاعد فقط.
وقد وزعت المقاعد الـ120 الباقية على مرشحين مستقلين ما زالت ولاءاتهم وقناعاتهم غامضة لكن الاحزاب تحاول استمالتهم.
ويعتبر المقريف قريبا من الاخوان المسلمين خصوصا لان الاسلاميين كانوا يهيمنون على الجبهة الوطنية.
وتحدث العضو السابق في المجلس الوطني الليبي والمدير الاداري للمؤتمر الوطني عثمان بن ساسي عن توافق بين كل الاحزاب لانتخاب محمد المقريف رئيسا للمؤتمر الوطني.
من جهة اخرى اكد المسؤول نفسه ان “ليست هناك اي كتلة تهيمن على المؤتمر والمستقلين يؤمنون التوازن ويمنعون سيطرة اي حزب”.. واضاف ان “هناك توازنا للقوى وآمل ان يبقى الوضع كذلك”.

قد يعجبك ايضا