الـفـيـدرالـيـة والـحـكـم واسـع الـصـلاحـيـات أيـهـمـا أرجـح¿

كتب‮/ ‬المحرر –

تباين في‮ ‬الرؤى في‮ ‬انتظار حسم طاولة الحوار

الفيدرالية وارتباطها بحل القضية الجنوبية ومشاكل اليمن‮.. ‬اتفاق واختلاف‮.. ‬مؤيد ومعارض‮.. ‬ثم بعض وبعض آخر كلَ‮ ‬يرى أن أفضلية انتهاج الأمر توجب أن‮ ‬يأتي‮ ‬التقسيم على عدد بذاته مستندا إلى مبررات‮ ‬يراها موضوعية للأخذ بطرحه‮.‬
ويبقى النقاش والاختلاف مفتوحا إلى أن تحسم طاولة مؤتمر الحوار الوطني‮ ‬الأمر‮.. ‬وأمل الناس أن لا تحسب النتيجة لكفة هذا أو ذاك وإنما لمصلحة الوطن‮.‬

إقليمان ثلاثة أربعة
إقليمان ثلاثة أربعة وتصل أحيانا إلى سبعة وكل رقم كان له فريق‮ ‬يجنح إليه ويحاول إقناع الآخرين بحجته‮.. ‬وفي‮ ‬هذا السياق‮ ‬يرى حزب‮ «‬رأي‮» ‬أن‮ «‬الأخذ بنظام الإتحاد الفيدرالي‮ ‬بين إقليمين‮ (‬الشمال والجنوب‮) ‬ثم الحكم على هذا النظام بعد تجربته هو الأسلم للبلاد والعباد‮». ‬وإلى مثل ذلك‮ ‬يذهب علي‮ ‬ناصر محمد‮ ‬وحيدر أبوبكر العطاس‮.. ‬الأمر لا‮ ‬يروق للكثير ويرون فيه تبعات سلبية مؤثرة على الوحدة‮.. ‬كما‮ ‬يرى ذلك الدكتور فؤاد الصلاحي‮ ‬أستاذ علم الاجتماع السياسي‮ ‬الذي‮ ‬يؤكد بأن‮ «‬الإقليمين هي‮ ‬بمثابة دعوة إلى استمرار الشطرين السابقين وهناك أخطار من هذا الأمر‮».. ‬ويقول الدكتور محمد عبدالله نعمان أستاذ القانون الدولي‮ «‬إن الفيدرالية بين إقليمين‮ (‬شمال و جنوب‮) ‬كما‮ ‬يطرح البعض هو تمهيد للانفصال‮».. ‬فيما هناك بعض‮ ‬يشرط إذا ما جرى الاتفاق على الإقليمين أن لا‮ ‬يكون على أساس الخط التركي‮ ‬البريطاني‮ ‬حسب محمد عبدالمجيد قباطي‮ ‬الذي‮ ‬يشير واستنادا لتقريرُ‮ ‬لمجموعة الأزمات الدولية إلى أن‮ «‬خيار الإقليمين أو خيار الفيدرالية من شطرين سيؤدي‮ ‬إلى الحرب‮».‬
ومعارضةٍ‮ ‬لمن‮ ‬يؤيد الأخذ بإقليمين‮ ‬يرى الدكتور فؤاد الصلاحي‮ ‬أن الفيدرالية‮ ‬يمكن‮ «‬نجاحها وفق ثلاثة أقاليم بعواصمها الثلاثة صنعاء وتعز وعدن لتمثل شمال ووسط وجنوب اليمن ووفق ترابط جغرافي‮ ‬وإداري‮ ‬وتنموي‮».. ‬مشيرا إلى الإقليم الثالث الإقليم الوسط‮ «‬سيكون هو أساس التوازن في‮ ‬اللعبة السياسية لأنه سيشمل محافظات من الجنوب ومحافظات من الشمال في‮ ‬إطار التوازن القائم‮».. ‬ويرى اللواء محمد عبد الله الإرياني‮ ‬أن‮ «‬تقسيم اليمن إلى ثلاثة أقاليم فأكثر شكل محبذ لتجسيد التجربة الديمقراطية في‮ ‬الحكم المحلي‮ ‬تحت مظلة دولة الوحدة‮».‬

خمسة ستة سبعة
أما عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشيخ محمد بن ناجي‮ ‬الشايف فيرى أكثر من ذلك وبتقسيمات واضحة ويقول‮ «‬يمكن تطبيق فيدرالية الأقاليم وفقا للجانب الجغرافي‮ ‬والتجانس الثقافي‮ ‬والاجتماعي‮ ‬بحيث تكون‮ (‬عمران و حجة وصعدة‮) ‬في‮ ‬إقليم‮ ‬و(صنعاء وذمار والحديدة وريمة و المحويت‮) ‬في‮ ‬إقليم‮ ‬و(إب وتعز والضالع‮) ‬في‮ ‬إقليم‭, ‬و(شبوة والجوف ومأرب‮) ‬في‮ ‬إقليم‮ ‬و(البيضاء وأبين وعدن ولحج‮) ‬في‮ ‬إقليم‭, ‬و(حضرموت والمهرة‮) ‬في‮ ‬إقليم‮». ‬بينما واستنادا إلى وثيقة العهد والاتفاق‮ ‬يفضل محمد عبدالمجيد القباطي‮ ‬تقسيم البلاد إلى سبع وحدات إدارية‮.. ‬إنما‮ ‬يتعارض مع ذلك طرح للأكاديمي‮ ‬الدكتور محمد عبدالله نعمان أستاذ القانون الدولي‮ ‬الذي‮ ‬يقول‮ «‬إن الفيدرالية بين أربعة أو خمسة أو سبعة أقاليم أو أي‮ ‬عدد آخر كما‮ ‬يطرح البعض‮ ‬هو تقسيم اعتباطي‮ ‬وتحكمي‮ ‬ومصيره إلى الفشل‮».. ‬ويضيف‮ «‬أنه لضمان نجاح أي‮ ‬إقليم فيدرالي‮ ‬يتعين وجود رابطة هوية انتماء تكون قد تشكلت في‮ ‬فترة سابقة بين أبناء كل إقليم على حدة‮ ‬وهذه الرابطة مفقودة في‮ ‬حالة التقسيم العشوائي‮ ‬للأقاليم الفيدرالية‮».. ‬ويميل الدكتور نعمان إلى‮ «‬فيدرالية المحافظات كنظام‮ ‬يتم تبنيه في‮ ‬اليمن‮».. ‬ويعد ذلك‮ «‬الحل الأمثل والحقيقي‮ ‬والمنطقي‮ ‬والواقعي‮ ‬والشامل والعادل والمقنع والمرضي‮ ‬والمساوي‮ ‬للجميع‮».. ‬فيما‮ ‬يؤكد رئيس مركز دراسات الجزيرة والخليج بأن الفيدرالية الوطنية القائمة على ولايات أو أجزاء‮ ‬وليس فيدرالية ثنائية بين شطرين‮ ‬هي‮ ‬الحل الأمثل للقضية الجنوبية ولمشاكل اليمنيين جميعا‮.‬
ولأستاذ الاجتماع السياسي‮ ‬الدكتور فؤاد الصلاحي‮ ‬هنا رأي‮ ‬آخر إذ‮ ‬يؤكد أن‮ « ‬تقسيم المحافظات أكثر من ثلاثة أقاليم سيكون على أساس طائفي‮ ‬أو مذهبي‮»‬

المقبول لدينا
ويظهر موقف المؤتمر الشعبي‮ ‬العام كما‮ ‬يفيد الدكتور أحمد عبيد بن دغر الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي‮ ‬العام‮ ‬يقول الدكتور بن دغر‮: «‬كل الأشكال اللا مركزية في‮ ‬الحكم سوف تحظى بالاهتمام من قبلنا في‮ ‬المؤتمر الشعبي‮ ‬العام‮ ‬طالما المطروح من هذه المشروعات‮ ‬يلتزم بالوحدة سقفاٍ‮ ‬أعلى لا‮ ‬يجوز تجاوزه‮ ‬ما سنرفضه نحن في‮ ‬المؤتمر هو فيدرالية بين شطرين‮ ‬جنوبي‮ ‬وشمالي‮ ‬كما سنرفض فيدرالية بين ثلاثة أشطار إذا قامت على أساس طائفي‮ ‬ما عدا ذلك فالمؤتمر جاهز الآن‮ ‬وليس قبل الآن‮ ‬ليقبل أفكاراٍ‮ ‬من هذا النوع والخوض فيها تحقيقاٍ‮ ‬لإعادة رسم خارطة الوحدة‮ ‬وعلى هذا النحو ففيدرالية علي‮ ‬ناصر والعطاس لن تحظى بالقبول من جانبنا‮ ‬لأنها قائمة على الشطرية‮ ‬ولأنها مشروطة باستفتاء جنوبي‮ ‬على الوحدة بعد خمس سنوات‮».. ‬وقال‮: «‬لست مع فيدرالية بين شطرين فهذه ستكون بالتأكيد خطوة أولى نحو الانفصال‮ ‬ولست مع فيدرالية طائفية‮ ‬المهم أن ندرك جميعاٍ‮ ‬أن الدولة المركزية التي‮ ‬بنيت في‮ ‬1990م قد تهاوت الآن‮ ‬وتكاد تسقط للأسف الشديد‮ ‬فإذا اتفقنا على أننا لن نستطيع الحفاظ على الدولة الموحدة إلا في‮ ‬ظل دولة لا مركزية‮ ‬فلا‮ ‬يهم بعد ذلك شكلها‮ ‬التقسيم الإداري‮ ‬سيكون أسهل‮».‬

قد يعجبك ايضا