
الثورة / محمد راجح –
أثبتت الابتكارات والاختراعات التي قدمها طلبة التعليم الفني والمهني في مسابقة « أفضل ابتكار» التي تبناها واشرف عليها باقتدار المجلس الثقافي البريطاني في اليمن بالتعاون مع وزارة التعليم الفني والمهني قدرة الإنسان اليمني على الإبداع وبناء مستقبل زاهر.
ويحتاج هذا المبدع اليمني إلى الاهتمام والرعاية الخاصة والتشجيع والتحفيز لمواصلة مشوار الإبداع من خلال تسليحه بالعلم والمعرفة والتدريب والتأهيل ودعمهم والأخذ بيدهم والاهتمام بمشاريعهم وابتكاراتهم لخلق بيئة مواتية للنجاح وربط هذه المخرجات بالتطور والنهوض الاقتصادي والتنموي.
لكنه المشكلة أن القطاع الخاص يقف متفرجاٍ على مثل هذه الجهود والبرامج والمشاريع ولا يقوم بأي دور تجاهها والمساهمة بشكل فاعل في التنمية من خلال تبني هذه المشاريع والنماذج الابتكارية التي ترتبط به بشكل مباشر وكذا بسوق العمل بصورة عامة.
واحتل مشروع « الحقيبة الالكترونية» المرتبة الأولى في جائزة «أفضل ابتكار» لهذا العام والتي خصصت لطلبة التقني الصناعي وجاء في المرتبة الثانية مشروع «شفرة المصعد» وحل في المرتبة الثالثة مشروعي الآلة المتنقلة للتحكم في المياه والمظلة الالكترونية.
طبقاٍ للمبتكر صدام العبسي من طلبة معهد الحوبان فإن مشروع الحقيبة الالكترونية الفائز بالمرتبة الأولى يتكون من عدة أجهزة وقياسات ويقوم بالفحص الدقيق والسريع للأجهزة الالكترونية ويتميز بالسرعة والدقة وسهولة التنقل والاستخدام ومزود بشاشة عرض وبيانات .
ويتمنى صدام دعم المشروع لتطويره أكثر للإمكانيات الكبيرة لاستخدامه والاستفادة منه في الورش والمصانع والمعامل بشكل عام.
ويعد مشروع المصعد المشفر للمبتكر أحمد على حيدر الحائز على المرتبة الثانية من الابتكارات النموذجية لتطوير أداء المصاعد والتعامل الذكي والسريع مع الأعطاب التي تصيبها من خلال ربطها بكرت شفرة سهلة الاستخدام والتحكم الالكتروني بالمصاعد بشكل امن.
ويعتبر مشروع الآلة المتنقلة للتحكم بالمياه للطالب المبتكر فتح عبده الشافي من أهم المشاريع الإبداعية لطلبة التعليم الفني والمهني المشاركين بمسابقة «أفضل ابتكار» حيث تكمن أهميته في التحكم في المياه والمحافظة عليها من الإسراف بينما مشروع المظلة الالكترونية للمبتكر محمد السنحاني من معهد الأيتام بصنعاء يقوم على تغطية الملاعب وأماكن التجمعات عند هطول الأمطار وارتفاع درجة حرارة الشمس.
ويستهدف مشروع العصا الذكية للطالب المبتكر جلال انعم كفيفي البصر حيث يتميز بطريقة اللمس والعمل بكفاءة في أوقات الليل والنهار وهناك مشروع القفل الاكتروني للطالب المبتكر عيسى المقطري الذي يرتبط بكرت شفرة ولايفتح الا بها ويمكن ان تستفيد منه البنوك والمنشآت العامة والخاصة.
نماذج
يؤكد وزير التعليم الفني الدكتور عبدا لحافظ نعمان على أن المبتكرين والمخترعين يقدمون نموذجاٍ ناصعاٍ في الإبداع وينبغي الاهتمام بهم لبناء مستقبل واعد.
وقال الدكتور نعمان في حفل تكريم الفائزين في مسابقة «أفضل ابتكار» لطلبة التعليم الفني والمهني والتي يتبناها ويشرف عليها المجلس الثقافي البريطاني بالتعاون مع وزارة التعليم الفني أن المجتمعات التي تحترم الإنسان تضعه في مقدمة الصفوف فهو الركيزة الأساسية للتنمية والتقدم والبناء.
داعياٍ القطاع الخاص أن يكون شريكاٍ حقيقياٍ وفاعلاٍ في هذا الجانب التعليمي الذي ترتبط مخرجاته بهذا القطاع بشكل مباشر.
وقال: عليهم أن يدركوا أن أي جهد نقوم به يصب في مصلحة المنتج ورفد السوق بمخرجات متطورة وملائمة لمتطلبات سوق العمل.
ويثني الوزير على التنسيق والتعاون القائم بين وزارة التعليم الفني والمعاهد والمجلس الثقافي البريطاني الذي يقوم بجهود متميزة في دعم ومساندة جهود الوزارة وتشجيع وتحفيز المبدعين والمبتكرين
ويشير إلى أن الدول التي تحتل مرتبة عليا في التنمية والاقتصاد والصناعة والتجارة والعلم والمعرفة وصلت لهذا المستوى بفضل اهتمامها بالإنسان مصدر الإبداع والتميز والنهوض
يجب إن نعي واقعنا لتجاوز الصعوبات والتحديات التي نواجهها وعلينا أن نشكل لبنة ولحمة واحدة لبناء بلدنا
مؤكداٍ أن على هؤلاء المبتكرين والمبدعين أن يقدموا نموذجاٍ ناصعاٍ في الإبداع والابتكار والعلم وهؤلاء هم من يجب إن نستند عليهم ونأمل فيهم في بناء مستقبل واعد.
وعبر الدكتور نعمان عن إعجابه واعتزازه بما شاهده من نماذج لابتكارات واختراعات طلبة التعليم الفني والمهني والتي لم تأت من فراغ بل كانت نتاج جهد كبير وإبداع متميز.
مؤكداٍ حرص الوزارة إيلاء هذه الابتكارات والاختراعات عناية خاصة والاهتمام بهذه الانجازات الرائعة لطلبة التعليم الفني ودعمها ومساندتها.
ويقول: سنعمل قدر إمكانياتنا لتوفير المعدات والآلات لابتكاراتهم ومواصلة الجهود الحثيثة لتحفيزهم بما يسهم في خدمة المجتمع وتطوير هذا النوع من التعليم الواعد لخدمة التنمية الاقتصادية والارتقاء بمخرجات سوق العمل.
ويضيف : الإنسان اليمني قادر أن يحقق أشياء كثيرة وإذا ما تم الاعتناء بالقدرات والكوادر البشرية اليمنية فإنها قادرة على صنع المعجزات وبناء مستقبل زاهر.
.قدرات ومواهب
تعبر نائب السفير البريطاني بصنعاء السيدة شارون وردال عن سعادتها بمشاركة الشباب اليمني ابتكاراتهم وإبداعاتهم المتميزة .
وقالت إن جائزة أفضل ابتكار دلالة على القدرات والمواهب التي يمتلكها طلاب التعليم الفني والمهني في اليمن.
وتشير إلى أن الكثير من أرباب العمل يواجهون صعوبات في استقطاب المهارات العاملة وهذه ليست مشكلة قائمة في اليمن فقط وإنما موجودة أيضا في بريطانيا وفي مختلف دول العالم.
وأوضحت السيدة شارون ان القصور في هذه المهارات يرجع إلى عدم تحفيز الطلاب وتوجيههم لتخصصات معينة ومطلوبة وملائمة للأسواق.
وتؤكد أن نقص المهارات والخبرات لا يؤثر على التعليم الفني والمهني بل يؤثر على الاقتصاد الوطني بشكل عام وكذا انتشار البطالة وتدهور الصناعات التقليدية.
وقالت إن المشكلة في اليمن اعتمادها على العمالة الخارجية في تقديم الخدمات ومعاناتها من نقص كبير في المهارات العاملة.
تحفيز
طبقاٍ لمدير المجلس الثقافي البريطاني في اليمن نواف شمسان فإن الجائزة فكرة لتحفيز طلبة التعليم الفني والمهني على الإبداع والابتكار
ويقول إن هذا المشروع الأول من نوعه هدف لإظهار قدرات الطالب وربطة بالقطاع الخاص وبسوق العمل.
ويضيف شمسان أن المشروع يتضمن جائزة الاختراع وهي جائزة تحفيزية لطلبة التعليم الفني بحيث يتم تبني مشاريع التخرج والعمل على تقيمها ودراستها واختيار نماذج النجاح والأفضل منها بحيث يحصل الطالب المتميز على عائد أفضل وفائدة يعكسها في مشروع خاص في سوق العمل.
ويؤكد ان المجلس لمس من خلال مشروع التقييم الذاتي فقدان مشاريع التخرج لطلبة التعليم الفني والمهني للجانب الروحي والتحفيز ولهذا لدينا مشروع يستهدف الطالب بشكل مباشر والاهتمام بمشاريعهم.
ويشدد على ضرورة زرع روح التنافس بين الطلبة لتقديم أداء تعليمي راقُ ومشاريع تخرج متميزة لإظهار الإمكانيات الحقيقية لهذه المخرجات التعليمية بحيث يكون هناك هدف أهم من الحصول على العلامة أو الدرجة وهو الحافز التعليمي والأكاديمي .
داعياٍ الطلاب أن يقدموا العام القادم ابتكارات أفضل حيث سيتم تسجيل المشاريع الناجحة كبراءة اختراع في الجهات المختصة لكي يشعر الطالب بأن مشروعه لم يسرق منه بل سجل باسمه وهذا اكبر حافز للطالب للإبداع وأيضا فتح الباب أمامه أو توصيله لجهات العمل للاستفادة منه.
تخصيص
خصصت الجائزة هذا العام في مجال التقني الصناعي وقدمت للفائزين جوائز عينية.
ستشمل الجائزة العام القادم تخصصات أخرى في المجال الزراعي والمهني والتجاري وغيرها
حيث تشترط ابتكاراٍ جديداٍ أو تطوير لفكرة موجودة ومحاكاتها بشكل مختلف بحيث يكون هناك قيمة إبداعية وإضافة علمية للمشروع
وخضعت الأعمال الابتكارية للجنة إشرافية برئاسة الوزير وعضوية مدراء عموم في وزارة التعليم والمجلس البريطاني ومن القطاع الخاص كما أن هناك لجنة لمتابعة وتقييم الجوائز بشكل أولي وترحيل الأعمال المشاركة للجنة التحكيم التي شكلت من كبار المختصين والخبراء في الوزارة ومن الناس المحايدين الذين يتمتعون بشفافية لكي يكون هناك تقييم عادل للأعمال.