عبدالملك السلال –
تمر العلاقات الأمريكية ـ الصينية بفتور لافت للنظر بسبب العديد من المواضيع سواء على صعيد العلاقة الاقتصادية بين البلدين أو على مسار الأزمة المشتعلة في سوريا وكذا الملفين النوويين لكل من إيران وكوريا الشمالية.
وإذا كانت العلاقة بين البلدين ظلøت على امتداد السنوات الأخيرة تتدرøج من التعاون إلى العداء مرورا بدرجات متعددة تمثل كل منها موقعا وسطا أو أقرøت إلى هذا الطرف أو ذاك بين قمة الصراع وقمة التعاون فإننا نجد هذه العلاقات في الحقيقة تمثل نمطا فريدا لما تتضمنه من عناصر متنافرة أو متناقضة أحيانا فلا هي منافسة صريحة ولا هي أيضا عداء معلن.. لكن الشيء الثابت أنه باستثناء التعاون التجاري الذي تجاوز 400 مليار دولار العام الماضي ورفع مبالغ الاستثمارات الصينية في البلدين فإن الخلافات وتباين وجهات النظر تكاد تشمل جميع الأمور تقريبا.. فالولايات المتحدة لا تنفك عن إثارة المشكلة تلو الأخرى فهي تمنع عودة تايوان إلى خاصرة الصين وتوفøر للنظام الحاكم في تايبيه الدعم السياسي والعسكري ولم تتوقف لحظة عن دعم المعارضة والقوى الانفصالية في كل من التيبت وشينغيانغ.. كما أن أمريكا لا تزال تعتبر الصين الخطر الرئيسي وتسعى إلى محاصرتها بالقواعد العسكرية وتفرض عليها حصارا تقنيا شاملا وتمنع الدول الأوروبية من التعاون العسكري معها… وفي المقابل تتهم بكين واشنطن بممارسة سياسة الهيمنة وإقامة الأحلاف وتفجير المشاكل وإثارة القلاقل والاضطرابات في الصين والعالم..
ومثل هذه العناصر تؤكد بوضوح أن العلاقة بين «التنين الصيني» و«المارد الأمريكي» لن تكون جيدة بأي حال من الأحوال ولن يتجاوز تأثيرها تخفيف الأزمات وفترات المواجهة الاقتصادية كتلك التي تلوح في الأفق الآن في ما يتعلق باختلاف التوازن التجاري بين البلدين.
والسؤال الذي يطرح اليوم إلى أين تسير العلاقات الصينية ـ الأمريكية¡ على خلفية اشتداد الأزمة السورية بتفاعلاتها الإقليمية¿ وهل ما يجري مجرøد «تنافس مشروع» بين قطبين يحاول فيه كل طرف العودة بقوة إلى الواجهة… أم أن الأمر قد يتطوøر في الأخير إلى «مواجهة»..¿
Ssalala99@ gmail.com
Prev Post
قد يعجبك ايضا