دعوة وزير المغتربين للاستثمار

عبدالله بجاش –
الأسبوع الماضي سألني صديق عزيز مهتم بقضايا الاغتراب والمغتربين حتى النخاع عن تفسيري أو تحليلي لدعوة وزير المغتربين الأخ مجاهد القهالي أبناء الجالية اليمنية وخاصة رجال المال والاعمال إلى الاستثمار في اليمن في ظل هذه الظروف التي تمر بها بلادنا والتي مازال فيها الأمن شبه مفقود نتيجة الأزمة السياسية وكأن الأخ الوزير تناسى أن المال جبان يحب الأمن والأمان .. والاستثمارات أيا كانت يمنية أو أجنبية لن تأتي إلا بعد استقرار الأوضاع الأمنية ..ولا يمكن أن يغامر أي مستثمر مهما كان حجمه الاقتصادي أو ثقله السياسي على المستويين المحلي أو الخارجي أن يضع أمواله في بلد غير مستقر أمنيا.. وبعد أن انتهى من سؤاله وتفنيده وشرحه الطويل أجبته بالقول :
أولا_ فرصة ليسمع قضاياهم ومشاكلهم للعمل على حلها كانت داخل الوطن أوفي موطن اغترابهم وفي نفس الوقت يسمعون ما عنده من رؤى وأفكار تصب في خدمة الجاليات اليمنية وهذا يمهد عودة جسور الثقة بين الوزارة وأبناء الجاليات في هذه المرحلة الجديدة التي تعيشها اليمن وتتطلب من الجميع بذل الجهد والتعاون لتثبيت الأمن والاستقرار للارتقاء باليمن أرضا◌ٍ وإنسانا.
ثانيا: أما من حيث دعوته للاستثمار في الوطن فالأخ الوزير يدرك تماما أن الوضع يتجه نحو الاستقرار..ولهذا كان تشجيعه أو دعوته للاستثمار لعلمه المسبق ان الاستثمارات في اي بلد تعتبر من أهم مصادر دخله القومي والاستفادة من مردوداتها تنعكس ليس فقط على تحسين مستوى دخل الفرد ولكن على مستوى التنمية الشاملة في الوطن..كما أنها تساهم بطريقة غير مباشرة في تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي وذالك عن طريق مساهمتها في التقليل من الظروف في الدخول بين طبقات المجتمع المختلفة ..فخلق فرص عمل جديدة ستؤدي إلى القضاء على البطالة والتي تعتبر من أهم عوامل الاستقرار في الوطن ..وتشجيع المغتربين على استثمار مدخراتهم في الوطن سيعمل على تشجيع المستثمرين الأجانب على استثمار أموالهم في اليمن وفي مجالات مختلفة وهذا سيؤدي إلى تدريب كوادر يمنية في مجالات عديدة وهذا بدوره سوف يؤدي إلى الاستغناء عن استقدام العمالة الأجنبية في المشاريع الإستراتيجية الحيوية وبالتالي ستوفر الدولة ما يمكن إنفاقه من العملة الأجنبية على هذه الكوادر لتشغيلها محليا وكل هذه الأمور تفتح الطريق أمام تثبيت الأمن والاستقرار..لذلك كانت لقاءات الأخ الوزير في عدد من الدول الخليجية بالجاليات اليمنية ودعوة أبنائها للاستثمار في اليمن من منطلق حرصه على مشاركة المغتربين في إعادة الأمور الأمنية إلى طبيعتها لأن اليمن وطن لجميع اليمنيين سواء كانوا في الخارج أو الداخل .. وبعد هذا الشرح قال لي صديقي شكرا على تفسيرك الصحيح والآن فهمت أن زيارة ودعوة الأخ الوزير كانت على الصواب من رؤية اقتصادية وسياسية بحتة.

قد يعجبك ايضا